صناعه سودانية أصيلة الحلومر هل تصرعه الأسعار .. أم يبقى على المائدة رغم أنف السوق..!!
درجت كثير من الاسر السودانية على تجهيز مستلزمات الشهر الفضيل شهر رمضان منذ وقت مبكر ويعتبر الحلو مر أو الأبري من أكثر المشروبات التي يتم تناولها خلال الشهر المبارك. (عواسة) الأبري تأتي في مقدمة الاستعدادات لتقبل شهر رمضان لكن في ظل الأوضاع الاقتصادية التي ضربت البلاد اختفت عواسة الأبري وفضلت بعض الأسر الاعتماد علي شراء الجاهز واستغنى البعض الآخر عن الحلو مر بالمشروبات الأخرى، (السوداني) وجهت تساؤلها لعدد من الأسر حول تأثير الأزمة الاقتصادية على عواسة الأبري وهل من الممكن أن تصرعه الأسعار ويسجل غياباً عن المائدة الرمضانية ..
نكهة رمضان..
تحدثت لـ(السوداني) الحاجة سيدة عبدالقادر قائلة : الأبري هو نكهة رمضان ولا تكتمل المائدة إلا به لكنها عادت لتتأسف بسبب الأوضاع الاقتصادية التي غيبت الأبري من المائدة الرمضانية باعتبار أن جميع أسعار الأغراض التي تكون الأبري ارتفعت للضعف مما صعب على أغلب الأسر عمل الحلومر.
وفي ذات الاتجاه أكدت عائشة إسماعيل أن كثيراً من الأسر تركت (عواسة) الأبري وفضلت شراء الجاهز لأن تكاليفه أقل لافتة إلى ارتفاع أسعار الذرة والبهارات والوقود وحتى الأيدي العاملة أيضاً لذا اختصاراً لكل تلك الأشياء فضلت أغلبية الأسر شراء الجاهز لكنها أكدت أن رائحة الحلو مر في المنازل السودانية تعطي مذاقاً آخر للشهر الفضيل.
يوم العواسة..
أما سكينة مصطفى فتقول: أجمل ما في تحضيرات شهر رمضان يوم العواسة حيث يجتمع نساء الحي كل يوم في منزل جارة منهن لعواسة الأبري وتبدأ تحضيرات الفطور والقهوة وكل واحدة من صديقاتها تقوم بـ(عواسة جردل) ويقضين وقتاً ممتعاً من المرح والونسة. وأشارت سكينة بعد الارتفاع الجنوني للأسعار فضلنا أن نتشارك الحلومر حتى لا يغيب عن المائدة ووضعنا خطة من قبل عدة أشهر واتفقنا على أن نكون صندوق توفير حتى نتمكن من شراء احتياجات الأبري ونقوم بعواسته ونقتسمه بعد ذلك (طرقة طرقة).
يفضلن الوحدة..
تأجير امرأة للعواسة فقط دون لمة نساء هكذا ابتدرت سامية بخيت حديثها لـ(السوداني) قائلة : كنا في الماضي نلجأ للطقوس في يوم العواسة وكل يوم يكون بمنزل واحدة من جاراتنا بالحي لكن مع الصعوبات التي باتت تواجهنا وفي ظل الغلاء الذي سيطرعلى الأسواق فضلت إيجار امرأة لعواسة الأبري حتي ادخر ما أصرفه في يوم اللمة.
ولم تبعد سعاد عبدالقادر من حديث سابقتها لافتة إلى أنها لجأت إلى شراء الجاهز رغم ارتفاع الأسعار لكن حرصاً على بقاء الأبري من ضمن القائمة الرمضانية لأننا لا نستغني عنه بأي حال من الأحوال قائلة : كنت أحرص على عمله بالمنزل شأن كل الأسر السودانية فرائحة الأبري لها وقع خاص في هذا التوقيت الذي يسبق الشهر الفضيل.
أساسيات رمضانية..
رفضت الموظفة ابتسام جبريل خلو المائدة الرمضانية من مشروب الحلومر قائلة: رغم ارتفاع الأسعار الجنوني للذرة والتوابل إلا أننا لم نتخلَّ عنه ولم نترك مساحة للسوق أن يبتلع (جك الأبري) من مائدتنا لكنها أشارت إلى تفضيلها لشرائه جاهزاً لأنه أقل تكلفة من عمله بالمنزل.
الخرطوم/تفاؤل العامري
صحيفة السوداني