حميدتي البدوي الذي رقص مع الذئاب أذكى من معظم طبقتنا السياسية: يغادر السودان بكل ثقة، خطوة لا يتخذها الا الواثق من قوته

لا تستخفوا بحميدتي
حميدتي ليس “رويبضة” مثل بعض قادة قحت ومفاوضيها، ولا هو صنيعة الصدفة، ولا هو جاهل بالسياسة ومفاتيح القوة، كما أنه ليس كلب الصيد الذي عد في الفرسان. الخير لكم يا عقول الأطفال وأشباه الرجال أن تعطو الرجل حقه، ثم تقاوموه بالطريقة المناسبة، لكن التشخيص الخاطئ سيقود للمعالجة الخاطئة.

حميدتي من دون كل اعضاء مجلس العسكر هو من يستحق مكانه، هو من حفر قدره بأظافره، البدوي الذي رقص مع الذئاب، وقلب الطاولة على الجميع. حميدتي ليس اول قائد مليشيا متعاونة مع الدولة، تعودت الدولة السودانية على استغلال قادة المليشيات ثم التخلص منهم منذ ايام الزبير باشا حتى فاولينو ماتيب وموسى هلال.

كانو جميعا وحوشا تحت السيطرة يضربو في اللحظة المناسبة، افلت حميدتي من قدر امراء الحرب الحزين، وصنع قدره الخاص المتداخل مع قدر الشعب والثورة.

اقام تحالفات داخل وخارج الدولة، صارع مراكز القوى وادار صراعه معها باقتدار حتى صرعها. لا أحد يحبه ولكن لا أحد يجرؤ على المساس به، خرج عن المسار الجاهز المرسوم لامثاله وصنع مساره الخاص. كسب الرجل كل حروبه ولن تكون هزيمته نزهة قصيرة كما يحلم البعض.
الساذج والجاهل لا يستطيع ان يقوم بما قام به حميدتي، الرجل لا هو ساذج ولا مغفل وستكشف الأيام أنه أذكى من معظم طبقتنا السياسية، وان خطاب التقليل من شأن الرجل سيفيده فائدة عظيمة جدا.

أصبح حميدتي واقعا ماثلا ولا علاج لذلك، وكل الخطب الحماسية والبلاغة الثورية واللغة الخشبية لن تغير من هذه الحقيقة. البشير نفسه لم يجرؤ على مغادرة الخرطوم فقط في ايامه الاخيرة، ناهيك عن ان يغادر السودان، بينما حميدتي يغادر البلد بكل ثقة في اكثر الأوقات اضطرابا، وهذه خطوة لا يتخذها الا الواثق من قوته المتحسب لكل الاحتمالات.

? احمد الشريف ” امادو ”
فيسبوك

Exit mobile version