تحقيقات وتقارير

الألبان.. زيادات جديدة وغير مبررة


الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن أثرت عليه كثيراً، وجعلته غير قادر على تلبية احتياجاته الأساسية واليومية لاستمرار أزمة السيولة.
عدد من المواطنين جأروا بالشكوى من الارتفاع المتواصل لأسعار السلع عامة، وأسعار اللبن السائل بصورة خاصة، حيث شهدت أسعار الالبان ارتفاعاً جنونياً مقارنة بالأسبوع المنصرم، خاصة السائلة منها حيث وصل سعر رطل اللبن الحليب ببحري 20 جنيهاً بدلاً عن 17 جنيهاً، وسط توقعات بمواصلة الارتفاع خلال الايام القادمة بولاية الخرطوم، وارتفاع أسعار الزبادي البلدي الذي وصل سعره إلى 20 جنيهاً بدلاً عن 15 جنيهاً آخر الأسبوع الماضي، وأرجع التجار أسباب الارتفاع إلى ارتفاع أسعار الأعلاف.

 

وضع كارثي

وفي ذات السياق، رسم صاحب مزرعة ــ رفض ذكر اسمه، صورة قاتمة لقطاع الثروة الحيوانية بالولاية، موضحاً أن القطاع يمر بأزمة حقيقية بسبب التكلفة العالية للأعلاف والأدوية والترحيل، بجانب انعدام الأيدي العاملة، وأضاف أن الوضع أصبح كارثياً، وأدى الى خروج الكثيرين من سوق العمل بسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدوها جراء الارتفاع المتواصل في أسعار مدخلات الإنتاج .

 

سوء التغذية

عدد من المواطنين عبروا عن سخطهم جراء الارتفاع المتواصل للأسعار، حيث وصف المواطن الطيب محمد علي من سكان الوادي الاخضر الارتقاع بالجنوني وغير المبرر والمقبول، وقال لـ ( الصيحة): زاد السعر ثلاثة أضعاف خلال الأسبوع المنصرم بدأ من 15 جنيها إلى 17 جنيهاً إلى أن وصل إلى 20 جنيهاً، وكذلك اسعار الزبادي، وأضاف: لي خمسة أطفال واللبن هو الغذاء الرئيسي والأساسي لهم وبزيادة أسعاره نكون قد حرمناهم من آخر غذاء كان في منتاول اليد بعد أن عجزنا أن نوفر لهم اللحوم بشقيها الحمراء والبيضاء والفواكه لعدم مقدرتنا على شرائها، وبذلك نتوقع ارتفاع معدل أمراض الطفولة وسوء التغذية لديهم بسبب نقص الغذاء.

 

ارتفاع غير مبرر

من جانبها قالت ماجدة أحمد من سكان أم درمان أن ارتفاع الألبان مشكلة حقيقية بالنسبة لنا كأمهات، فالمعروف أن الأطفال يشربون الحليب عدة مرات في اليوم باعتباره مهماً جداً ولال يمكن حرمانهم منه أو التحكم في تقليل الكمية فارتفاعه غير مبرر، لأننا في بلد غني بالثروة الحيوانية، ودولة منتجة للألبان، فكثير من البلدان تقوم بدعم مثل هذه المنتجات باعتبارها مهمة وضرورية للأطفال، وأصبح ارتفاع الألبان تكلفة إضافية على ميزانية الأسر ومرهقة جداً للأسر الصغيرة، ناهيك عن الأسر الكبيرة التي تتكون من خمسة او ستة أطفال، مشددة على أهمية تدخل الدولة لمعالجة الأوضاع المعيشية الضاغطة وإيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة.

 

التحايل على القانون

وفي سياق متصل، أكد رئيس فرعية الألبان باتحاد غرف الزراعة والإنتاج الحيواني محمدين العوض على ارتفاع أسعار الأعلاف وقال لـ (الصيحة): ارتفاع سعر الطن من 400 إلى 1000 جنيه، وكشف عن تصدير الأعلاف بكميات كبيرة إلى الخارج مما ساهم في وجود فجوة داخلية، لافتا إلى أن إنتاج الفدان من أبو سبعين 500 جنيه وصل إلى 25 الف جنيه، مشيراً أن شركة كابو تستحوذ على كميات كبيرة من الألبان في الوقت الذي يتم فيه بيع المنتج من شركة كابو بمبالغ كبيرة ووصف الامر بالتحايل على القانون، وقال إن عددا من المنتجين يشتكون من ارتفاع أسعار الادوية البيطرية، لافتاً إلى حاجة الأبقار إلى عناية خاصة بجانب ذلك هناك انعدام في العمالة مطالباً بتوفير محالب آلية، وبالرغم من جلوسنا مع وزارتي الزراعة والمالية لمعالجة المشكلة، إلا أننا لم نتوصل إلى حل والعديد من المنتجين هددوا بترك الاستثمار في المجال والاتجاه الى استثمارات أخرى.

 

وقال إن المشكلة تتطلب وضع معالجات بسيطة حتى تعود الأسعار إلى ما كانت عليه، وحمل المسؤولين السابقين الحكوميين في عدم فهمهم لمشاكل القطاع الذي سيؤدي إلى فقدان البلاد لهذه الثروة، وطالب المجلس العسكري بإيقاف تصدير الأعلاف ومراجعة اسعار الأدوية خاصة في ظل وجود فوضى الأسعار والأسواق لانعدام الرقابة.

غياب السلطات

وفي ذات السياق أكد رئيس اللجنة الاقتصادية بجمعية حماية المستهلك د. حسين القوني أن الارتفاع غير مبرر، لا ارتفاع الأعلاف مهما كانت نسبته لا تنعكس على أسعار الألبان، وقال إن مسؤولية ارتفاع الأسعار حملها المنتجون إلى شركة كابو التي تشتري الألبان بأسعار كبيرة، وقال لـ (الصيحة): هذا التبرير غير مقبول لأن الزيادات كبيرة جداً، ووصلت في بعض الأحياء إلى أكثر من 30%، وأضاف: مهما كان الارتفاع في أسعار الاعلاف، فإن نسبة الأرباح للمنتجين كبيرة، وحمل القوني المسؤولية إلى غياب السلطات الرقابية الرسمية، مطالباً بتحديد التكلفة الحقيقية لأسعار الألبان إضافة إلى نسبة ربح محددة للسعر التأشيري تحت مراقبة السلطات الرسمية، وقال: للأسف لم يكن للالبان بدائل ومن أكثر المنتجات استهلاكاً وولاية الخرطوم بها موارد زراعية عديدة وإمكانيات حيوانية كبيرة من الماشية والتسمين والألبان، وتحتاج إلى الترشيد والتوجيه للمصلحة العامة، مشدداً على ضرورة الاهتمام بالثروة الحيوانية والعمل على رفع معدلات الإنتاج والإنتاجية والسعي لخفض تكاليف الإنتاج حتى يصل إلى المواطن بأسعار مناسبة للمواطن، وطالب بتنظيم نشاط الثروة الحيوانية وتدخل السلطات لتنظيم قطاع الألبان والتأكد من مواصفاتها وجودتها والأوزان.

الصيحة