الكشف عن مدارس حكومية تحولت إلى خاصة .. مسؤول بمكتب التعليم : نافذون إمتكلوا مدارس حكومية وحولها إلى خاصة
الكشف عن مدارس حكومية تحولت إلى خاصة
مسؤول بمكتب التعليم : نافذون إمتكلوا مدارس حكومية وحولها إلى خاصة
رجل دين ونافذ حاز على أكثر من مدرسة حكومية وظل يعمل معه أميز المعلمين والمعلمات في مدارسه
لهذه الأسباب تم تحويل مديرة إدارة بمكتب تعليم إلى (سكرتيرة )
هذه (…) حكاية مدرسة زيد بن ثابت وجبرة القرانية
بينما قادة الحرية والتغيير والمجلس العسكري وكذلك الجبهة الثورية وكل المكونات السياسية وحركات الكفاح المسلح مشغولون بإجراء العملية الجراحية المتعثرة حول كيفية إدارة المرحلة الإنتقالية ، كانت دولة التمكين أو الدولة العميقة تتمدد وتحاول إستفزاز الراي العام لإنجاح الثورة المضادة بعد أن فشلت في إرجاع السلطة عبر خمسة إنقلابات عسكرية كشف عنها المجلس العسكري ـ إن صحة روايته ـ كانت دولة التمكين داخل قطاع التعليم تعمل على فرض رسوم دراسية على تلاميذ وطلاب مرحلة ما قبل الأساس والأساس والثانوي ، فقد كشف بعض العاملين في هذا القطاع من الذين والوا ثورة الشعب السوداني مخططاً لعناصر النظام البائد وهو يحاول إستفزاز الراي العام عبر فرض الرسوم وطرد الطلاب بسبب عجزهم عن الدفع وخلق فوضى داخل المدارس حتى أن الأنباء حملة فصل 15 طالبة من مدرسة ثانوية بشرق النيل عقب مشاركتهن في مواكب العدالة أولاً التي سيرتها لجان المقاومة تطالب ـ بالدم قصاد الدم ـ فقد وجدت مديرة المدرسة المعروفة بموالاتها للنظام البائد بفصل الطالبات من المدرسة وقامت أخرى تساعدها في المدرسة بضربهن بعنف حسب روايات شهود عيان ثم كانت أخرى في محلية جبل أولياء تتهجم على طالبة وتوجه اليها إساءات بكلمات عنصرية حسبما روت والدتها التي حررت شكوى جنائية من النيابة توطئة لمقاضاتها . ولم تقف القصة عند هذا الحد بل أن (الجريدة ) كشفت عن تحويل مدارس حكومية لمصلحة نافذين بعد تحويلها إلى خاصة .
لكن الفوضى التي لم تكن ربما في حسبان الكثير من المواطنين تكمن في تحويل مدارس حكومية بأكملها إلى مدارس خاصة وهي واقعة ربما لم تثر دهشة ـ الرجل العادي ـ لأنها متوقعة من نظام حكم البلاد ثلاثين عاماً بالحديد والنار ولكن تفاصيلها صادمة فحسبما روى حكايتها مسؤول رفيع بمكتب تعليم إحدى المحليات بولاية الخرطوم طلب التحفظ على إسمه فإن بعض النافذين في حزب النظام البائد حولوا مدارس حكومية كانت تعمل بصورة ممتازة إلى مدارس خاصة عقب تجفيفها من الطلاب المقبولين حكومياً فقد أورد المسؤول حكاية كشفت عن الطريقة التي كانت تدار بها الامور وتهدر المال العام ويتحول إلى جيوب الأفراد بكل سهولة ويسر دونما أي مقابل فقد تحولت مدارس زيد بن ثابت وهي مدارس معروفة وشهيرة بالخرطوم الى مصلحة أحد المنتمين للحزب البائد دونما أي مقابل يُعرف له أنه إشترى هذه المدرسة من الحكومة ومتى كان ذلك وأين أعلن عن مزاد البيع فالمدرسة كانت ولاتزال بحكم سجلها مدرسة حكومية لكنها الآن تتبع لادارة التعليم الخاص سيما وأن المباني حكومية وكذلك الإجلاس والكتاب المدرسي فالرجل حولها لمصلحة خاصة وانتفع منها سنوات طويلة في العهد البائد دونما أي مسألة فكان وحسب المسؤول كلما سأل أحد من الموظفين الكبار في مكتب التعليم عن هذه المدارس وكيف تملكها هذا الشخص ولماذا تحولت الى مدارس خاصة بعد أن تم تجفيفها يرفعون في وجهه إسلوب الترهيب المعروف في ذاك العهد أن هذه المدرسة تتبع لجهة نظامية .
المدرسة الجريحة الاخرى هي مدرسة جبرة القرانية قصة هذه المدرسة كرفيقتها فقد تحولت وبقدرة قادر إلى مدرسة خاصة وهي في الأصل مدرسة حكومية ، لكن كيف تحولت هكذا سأل مسؤول كبير في مكتب التعليم فكان رد أحد المسؤولين الكبار هو (أنت ضد القرأن ) فصمت المسؤول الصغير وخرج من مكتب الأعلى منه وهو يضرب كف بكف ويردد حسبي الله ونعم الوكيل هكذا ذكر الرواية لزملائه في المكتب فقد رأى الرجل الفساد يمشي بقدميه أمامه باسم القرآن والدين ، المسؤول طالب قوى الثورة بمراجعة ملف المدارس الخاصة والحكومية وابدى استعداده للادلاء بشهادته على هذه الماساة متى ما طلب منه ذلك .
مدارس آخرى في عدة محليات بولاية الخرطوم وولايات آخرى تم تجفيفها وبيعها من خلف ستار فالمدرسة التي رُحلت لها مكاتب تعليم محلية الخرطوم بمنطقة الخرطوم 3 كان قد تم تجفيفها من الطلاب وتم تحويل جزء منها إلى مكاتب لادارة التعليم بمحلية الخرطوم والجزء الآخر يتبع حالياً لجهة حكومية دونما معرفة أحد أن كيف تحولت مدرسة الى مكاتب لجهة حكومية لا علاقة لها بالعملية التعليمية بالبلاد لكنها وحسبما يقول المسؤول إنها بعض من فوضى ضربت قطاع التعليم بالبلاد بسبب ممارسات النظام البائد في سنوات ما قبل سقوطه حيث مارس على المسؤولين أساليب الترهيب وبإسم الدين .
حكاية أخرى كشف عنها مسؤول آخر ضمن المسؤولين الذين التقت بهم (الجريدة ) في رحلة بحثها عن ما يجري داخل المدارس قال إن المدارس الحكومية التي حُولت لمصلحة أشخاص ليست وحدها السمة التي مثلت كارثة في هذا القطاع الذي ذبحته السياسةـ حسب وصفه ـ فقد كانت أمانة العاملين بحزب المؤتمر الوطني هي من تتحكم في تعيين المسؤوليين في الوظائف الحساسة دون النظر إلى الدرجة حسب الهيكل الوظيفي وفي تجاوز مفضوح للقانون واللوائح التي تضبط هذه العملية فقد عينت هذه الأمانة عدد من الموالين للحزب في وظائف عليا قفزوا لها هكذا دون أي تدرج بل أنها في بعض المرات تدفع بموظفين جدد وتطلب بتعيينهم في درجات أعلى من درجات تعين الخريجين الجدد فقد تمت عملية تجديف لهذه المؤسسات التعليمية من الخبرات الا في حدود مالم يستطيعوا فعله واضاف (أنا وبعض الزملاء كنا نحاول أن نفعل أي شيء لانقاذ مؤسساتنا التعليمية من الانهيار لكنهم واجهونا بسلاح النقليات التعسفية فقد حولوا إحدى زميلاتنا وكانت معروفة بالجهر بالحق من وظيفة مديرة ادارة إلى سكرتارية لمدير مكتب تعليم في بدعة هي الأولى من نوعها حيث لم يشهد قطاع التعليم مثل هذه الممارسة الإ في سنوات النظام البائد ) .
القصة الثالثة ربما تكون مألوفة بعض الشيء حيث أنها أصبحت عادية رغم أنها ممارسة تنتهك حقوق الطلاب والتلاميذ في الحصول على خدمة التعليم سيما (المجاني ) في مرحلة الأساس حيث كشف مسؤول في أحد مكاتب التعليم أن الخدمة أصبحت تقدم وبمقابل مادي مبالغ فيه ووصل تسجيل الطالب في الفصول الخاصة ببعض المدارس النموذجية الى 8 الف جنيه وقال إن بعض رياض الأطفال التي تدرس المناهج على الطريقة الأجنبية الى ما يقارب ال10 الف جنيه سوداني وتابع أن مدارس نموذجية حكومية تمددت في ظاهرة الفصول الخاصة داخل المدارس ووصلت إحدى المدارس الشهيرة بالخرطوم الى تخصيص 12 فصل دراسي خاص مقابل 10 إلى 11 فصل نموذجي حكومي رغم أن الدرجات التي يتحصل عليها بعض الطلاب تؤهلهم إلى الدراسة في الفصل النموذجي النظامي فقد تشترط بعض المدارس حصول الطالب على أكثر من 270 درجة للتأهيل للدخول إلى المدارس النموذجية في وقت تسجل فيه الطلاب الحاصلين على أقل من ذلك بدرجة أو درجتين في الفصول الخاصة داخل المدرسة النموذجية التي شيدها الشعب السوداني من حر ماله ووفر فيها جميع وسائل الراحة وتلقي خدمة تعليم ممتاز للطلاب من توفير الإجلاس والكتاب المدرسي والكادر المؤهل .
القصة الرابعة وهي مدهشة للغاية حيث إمتلك رجل دين ونافذ في الحزب البائد وهو إمام مسجد شهير عدة مدارس حكومية حولها الى خاصة تدر له الأموال الطائلة تلك المدارس تشرف عليها منظمة تابعة له أيضاً يقول عن هذه القصة مسؤول في مكتب التعليم الذي تتبع له تلك المدارس إن هذه المدارس في الأصل حكومية لكنها تحولت إلى مدارس خاصة أيضاً تحت ستار ديني وأضاف أن الإدارة العليا في مكتب التعليم ظلت توفر للرجل أميز المعلمين والمعلمات للتدريس بمدارسه وكذلك تتسلم حصتها من الكتاب المدرسي والإجلاس وكل مايتم توفيره للمدارس الحكومية يتم خصم حصة مدارس الرجل منها .
الخرطوم : علي الدالي
صحيفة الجريدة