فيسبوك

عزمي عبد الرازق: حمدوك يشبه الأسئلة الحائرة، هو ليس إبن الصدفة السياسية أبداً

حمدوك كما يبدو
في واحدة من الاحتفالات التي حضرها مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق صلاح قوش، كان الرجل يتابع فقرة ترفيهية، تخللتها بعض النكات السياسية، كنت أقوم بالتصوير محاولا التقاط ضحكته، لأتبين صورته الطبيعية، وكان قوش يجاهد لاخفاء أسنانه، حتى لا يفصح عن ملامح رجال المخابرات تقريباً، الذين يتسمون بالغموض المفتعل، ويتخفون عن الأضواء لمنح حركتهم بعض السرية المخيفة، الحال نفسه تقريباً بدا لي في رحلتي الأخيرة إلى أديس أبابا مع حمدوك، إذ كان في الأجندة الصحفية مقترح مقابلة مع عبد الله حمدوك المرشح لرئاسة الحكومة الانتقالية، طرقت كل الأبواب لاستنطاقه فرفض دون مبرر يلجم دأب السعي للوصول إلى الحقائق، حاولت مرارا دون فائدة، دعك من السيرة الأكاديمية العالقة في الجدل، رفض الرجل ترشيحه من قبل نظام البشير لتقلد وزارة المالية كان هو الدافع الأكبر لترشيحه من قبل قوى الحرية والتغيير، أي أنه كبر في نظر قحت لمجرد احراجه للمخلوع، مع أن سبب الرفض الحقيقي بعد الموافقة المبدئية، لا زال خفياً تماما، وهو بعد يعزز من العتمة التي ضربها نحوه، فلم بعدها يخرج ليعلن دعمه للثورة، أو يبذل لها النصح وهى تتنكب طرق المعافرة والدماء، ولم يتبرع بروشتة اقتصادية تنزع القناع عن وجهته المقبلة، كما لو انه خرج من أدغال الاتحاد الفريقي يحتطب مشروعاً غامضاً، حتى التدوينات التي تصدرت بإسمه في عرصات الفيسبوك نفى صلته بها، نفى لمن أيضاً لا أحد يعلم، كما لا أحد يعلم من هو الكوز الذي يتخفي وراء تجمع المهنيين، وكيف سمحت الدولة العميقة للبرهان بالوصل إلى موقع مفتش الانقلاب العام ليزج برموزها في السجون، حمدوك يشبه تلك الأسئلة الحائرة، ومع ذلك هو ليس إبن الصدفة السياسية، أبداً ولم يكن شيئاً من تخيلنا .

عزمي عبد الرازق