رأي ومقالات

ماذا قال السفير الروسي بالخرطوم الذي شارك في مناسبة بالقصر الجمهوري؛ وتغني الجمهور: “أمريكا.. روسيا قد دنا عذابها”


السودان : الفجر والأمل السعيد
اسمحوا لي إخوتي الإعزاء إبداء بعض الملاحظات علّها تعين حواركم الممتع هذا الصباح والبلاد في أول خطوات التحرك نحو مرحلة مفصليّة هامة؛ ينبغي علينا جميعاً تلمس دورنا واسهامنا فيها (أفراداً، ومناطق، وجماعات، ومهن…)..

(١) …. فالجنوب ذهب برغبة ثنائية بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني فقط؛ ويمكن لشعب السودان والجنوب معاً وقانوناً مراجعة الفصل، إن رغبوا في ذلك.. ولكن عبر طرق وإجراءات بعينها.

(٢) خطاب يوم السبت هو خطاب ثورة السودان (لا خطاب فرد) ولا خطاب حكومة (لأنها لم تكوّن بعد).
ذلك حتى لا ننتقد الهنات المراسمية والتنظيمة غير المتعمّدة، والتي يمكن تفهمهما من جانب الرؤساء والوفود الزائرة، وذلك تقديراً لطبيعة الظرف الشعبي للإحتفال وأداء المؤسسات الرسمية للدولة خلال فترة الفراغ المؤسسي المتطاولة منذ ابريل الماضي.

(٣) السفراء الأجانب المعتمدين لدى السودان وغيره من دول الاعتماد لهم حق الإستفسار عن الرسائل التي يرونها سالبة في حق دولهم والإحتجاج على تصريحات الدولة ومسئولي الدولة المعتمدين لديها – التي قد يرونها معادية أو سالبة – ولكننا لم نر في حياتنا المهنية يوماً إحتجاج السفراء المقيمين على رسائل جماهير الشعب والقواعد الشعبية مهما تعالت).
ويكفي للدلالة موقف السفير الروسي لدي الخرطوم الذي شارك في مناسبة رسمية مطلع التسعينيات بالقصر؛ فتغني الجمهور بالشعار المرفوع رسمياً حينئذ :
“أمريكا… روسيا: قد دنا عذابها”
فلم يزد السفير الروسي إلا أن تبسّم متسائلاً: الإثنان ؟؟:
Both of them??

(٤) أكتفي بهذا آملاً من طرفيّ الرأي والموقف تفهّم مداخلتي والتي تستهدف أصلاً:
حشد طاقات الفكر وأقلامكم المضيئة لتناول قضايا وتحديات أكثر أهمية ولزومية:
لنا ولمناطقنا ومجتمعاتنا المحلية.. والهام والأهم لدفع سوداننا نحو طريق الوحدة، والسلام، والاستقرار والرخاء: إعتماداً على قدراتنا الذاتية؛ ودون انتظار مكرمةٍ من أحد.

السفير/ حسن ابراهيم جادكريم
الخرطوم: ١٨ أغسطس ٢٠١٩م