العين والهواجس والأوهام سبب انتشارها .. مراكز (الرقية) .. تجارة بلا رقيب!
الخوف الزائد من العين والحسد وصل للمرض النفسي لدى بعض الناس الذين يرمون كل ما يُواجههم من عثرات في حياتهم على العين، التي باتت هوساً، مُتناسين أنّها أقدارٌ مَكتوبةٌ، وما زاد هَواجسهم البحث عن العِلاج لدى بعض الرقاة الذين استغلوا الأمر وأصبح بالنسبة لهم مُجَرّد تجارة يتكسّبون من خلالها عائداً مادياً دون الوصول الى العلاج، وانتشر الأمر بين النساء على وجه التحديد، فهن لا يؤمن بالأقدار، بل فضّلن السعي خلف مراكز الرقية التي باتت كعيادة الطبيب لا بُدّ للحجز مُبكِّراً ودفع رُسُوم الرقية لدى السكرتيرة.
(1)
انتصار مصطفى مُعلِّمة أساس، قالت انّ العين حقيقة ثابتة مذكورة في القرآن الكريم والسنة لا يُمكن تجاوزها وإنكارها، لكن الخوف المبالغ أمر غير محمود لأنه يدخل صاحبه في دوامةٍ يصعب الخروج منها، إضافةً إلى أنه يصبح هوساً لا يُمكن الفكاك منه، الشيء الذي يتسبّب لنا في مشاكل اجتماعية ربما نخسر بها علاقات وطيدة مع مَن حولنا، لافتة إلى ضرورة التحصين بعد كل صلاة.
وانتبذت سارة حامد خريجة آداب علم نفس، مُبالغة بعض الناس في أمور السحر والعين، ظناً أنّ الجميع يحسدهم، الشيء الذي أدّى إلى انتشار بعض الدّجّالين بحجّة أنّهم قادرون على فك السحر أو طَرد العين لكن لا خبرة لهم بالأمر الذي لا يَعدو سوى تجارة أدّى بعض الجهلاء في زيادة انتشارها، مُحذِّرةً بنات جنسها من الذهاب إلى تلك المراكز.
(2)
تأثّرت علاقتنا الاجتماعية كثيراً وفقدنا التّرابُط المُجتمعي بسبب هواجسنا، هكذا ابتدرت صفاء الهادي حَديثها قائلةً: نَعم الحَذر واجبٌ، لكن ليس لدرجة أن يصبح وسواساً يجعلنا نخشى كل من يقترب إلينا خَاصّةً من تربطنا بهم علاقة وطيدة، ولفتت إلى ضَرورة مُحاربة ظاهرة مراكز الرقية التي انتشرت في أنحاءٍ مُتفرِّقةٍ من الولاية، مُشيرةً إلى أنّ أغلب مَن يعمل بها هدفه الكسب المادي فقط.
ولم تَنفِ سميرة عبد العاطي هوسها وخوفها من الإصابة بالعين حتى باتت تخشى التجديد بمنزلها أو لبس الجديد، مُشيرةً إلى أنّها كَانت تَسكن بالقُرب من أسرة كان يخشاها كل أهل الحي لأنّ (عينها حارة) حَدِّ تعبيرها، لكنها عادت لتُؤكِّد عدم ثقتها في مراكز الرقية، وأنّها لم تُفكِّر في الذهاب لها يوماً.
تقرير: تفاؤل العامري
صحيفة السوداني