تلفزيون السودان يترنح ويدور حول نفسه يُجيد الحلب والصر احيانا، وغالبا ما يفشل في الكر

عنترة بين سيف ( الحرية) و قلم ( التغيير)
عندما قِيل لعنترة : كرْ ،،، قال لهم : العبد لا يُجيد الكر و الفر ، و إنما يجيد الحَلب والصَر ،،،، فقيل له : ( كر وأنت حر) ؛ لم يكن عنترة تنقصه الشجاعة لمواجهة الاعداء او الشهامة للمساهمة مع قومه ؛ #لكنه اراد ان يثبت ( صكاً ) من قادته يجعله يتحرك دون أن يعترضه أحد في أداء واجبه ،،،

#ليس بعيدا عن سيف عنترة ( المُقيد) ؛ فقد كانت زيارة الرئيس الصيني للسودان في عام ٢٠٠٦ ،، تحرك الوفد الاعلامي لمنطقة البطانة وفق تعليمات المراسم عبر حافلة تنتظر الضيف في موقع الزيارة ،،، جاء الضيف لموقع الحدث تقله طائرة ، و لم يمكث الا قليلاً حتى أخذته الطائرة لموقع آخر في البطانه فيه حدث و حشد كبير ،، رفض ( حرس المراسم) لكاميرا التلفزيون الصعود للطائرة ،، و طالبوهم ان يلحقوا الرئيس بالحافلة المخصصة للاعلام ،، عندما وصلت الحافلة كان الحدث الرئيسي قد انتهى ،،،

أطاحت هذه الحادثة بمدير التلفزيون وقتها – رغم جهوده في تطوير التلفزيون آنذاك – لكنه لم يكن كعنترة يطلب صكه أولا قبل كرّه ،،

#جاء بعد العام ٢٠٠٦ مدير جديد ، ، حاول المدير أن يأخذ صك الحرية ، فقد رأى سلفه يُطاح به رغم جهوده ،، فقيل للمدير شفاهة ان يجتهد ،،
لذلك كان التلفزيون في حادثة دخول قوات خليل لام درمان هو عنترة ، يكرّ و ينقل الاحداث حتى بات الفارس الاول في صد الهجوم ،،

#لكن هذا الحدث جعل التلفزيون في مرمى الكيد من ( قبيلتي الحكومة و المعارضة في آن واحد ) ،، ذلك ان التلفزيون لم يأخذ صكاً مكتوباً يوضح دوره و يحمي مهنته ، فتلاطمته التنظيرات و المكايدات ما بين ( دمج و فصل و قتل معنوي ) ،،

#التلفزيون يا سادة لا يمتلك قانونا يحدد مهامه ، و لا توجد سياسات توضح مساره ،، فقد ظل هو اعلام ( حكومي) ، و الحكومة في عهد الانقاذ كانت رئاسة الجمهورية ،، و ما بين اصحاب الغرض و المكايدات الشخصيه ( في دوائر الاعلام) و جهل بعض اصحاب القرار ، مع سهام و رماح المعارضه ؛ ظل التلفزيون يترنح و يدور حول نفسه ، يُجيد الحلب و الصر احيانا ، و غالبا ما يفشل في الكر ،، حتى وصل الامر من التكبيل ان أصدرت رئاسة الجمهورية قرارا يمنع التلفزيون من النقل المباشر الا بإذن مكتوب منها ، فصار يضع الحبل على رأسه ينتظر اوامر رئاسة الجمهورية ، و ما تزال تلك القرارات سارية حتى الان ..

#و لما لم تكن وظيفة رئيس مجلس الوزراء موجودة ، و بعد ان تم استحداثها قريباً ؛ ظل الامر كما هو ، فالسلطة في القصر : #لا نقل مباشر الا بأمر من القصر ، بل وصل الامر أن اصبح بالقصر ( فريق عمل متكامل ) ينقل و يرسل الصورة للتلفزيون ( بمزاجه ) ،،

#هذا هو التلفزيون ، رغم أن الشعب ينظر إليه كعنترة من القوة و الشهامة و الاقدام ؛ لكن تحيط به جنازير الحكومه و مدرعات الامن ،، لا يحتاج لوزير او رئيس او شعب يرضى عنه ، بقدر ما يحتاج لصك يحرره ،،

#التلفزيون لا يحتاج الى مدير او غفير ، أكثر من حوجته لتشريع قانوني يوضح صلاحياته و مهامه امام الشعب ، ، يحتاج للاحئة تحدد اوجه صرفه و حوافزه ، ليكون تلفزيون دولة محمي بقانون الدولة لمهام الشعب ، لا تلفزيون حكومة تتقاذفه الاطراف كلما ضاقت به ذرعا ، و تتذرع ان الشعب يريد ذلك ، نريد قانونا باسم الدولة لتلفزيون الدولة ، ليؤدي مهامه من أجل الدولة ،، دولة الشعب ، عندما يحدث ذلك فان الرجل المناسب سيفعل الفعل المناسب ..

شرف محمد الحسن

Exit mobile version