تحقيقات وتقارير

مراعاة لكلام الناس .. زواج الأخت الصغرى قبل الكبرى .. الأسر (تتحفظ) ..!


رفضت إحدى العائلات تزويج ابنتها الصغرى التي تقدم لها أحد أقربائها للاقتران بها، بحجة أن شقيقتها الكبرى لم تتزوّج بعد، ومُراعاةً لإحساسها ونظرة المُجتمع، تم رفض طلب العريس، الشئ الذي كان له أثرٌ سالبٌ في نفس الصغيرة التي دخلت في وضع نفسي سيئ وانتابتها حالة من الحُزن بسبب أهلها الذين حالوا بينها وبين فرحتها، الحادثة ليست بغريبة على مُجتمعنا الذي ظلّ يتمسّك بعادات وتقاليد لا يُمكن تخطيها، خاصّةً وإن ارتبط الأمر بأشياءٍ ربما تؤدي إلى إفساد العلاقة الأُسرية ومن بينها مسألة زواج الصُغرى قبل الكُبرى، مُتناسين أنّ الزواج قسمة ونصيب.

(1)
(إسلام) فسدت العلاقة بينها وشقيقتها التي تم عقد قِرَانها على زميلها بالعمل، وتعود التفاصيل حسب إفادات (إسلام) التي روت الحكاية قائلةً: حينما تقدم العريس، رفض الأهل تزويج شقيقتي بحجة أنني لم أتزوّج بعد، لكن أصر والدي على الأمر فتم الزواج، وثمة سحابة مرت على علاقتي بشقيقتي، إلا أنني في آخر الأمر استسلمت وأدركت أن كل شئ قسمة وتعايشت مع الأمر بصورة طبيعية.
بينما قالت (إيمان): ما بين فرحتي لزواج شقيقتي وحُزني على نفسي عشت الأمرين، إلا أنّني لم أُوضِّح الأمر لأحدٍ وظللت حَريصةً على كَتم إحساسي حتى لا أفسد فرحتها، لكن الغُصة كَانت تَخنقني كلّما وصل إلى مَسامعي تهاني الأهل والأصدقاء مُتمنين لي السعادة.

(2)
وقال الحاج عبد الرحمن إنّ كثيراً من العائلات تمنع زواج البنت الصغرى قبل أختها الكبرى وتعتبر ذلك الزواج لا يجوز، لأنّه من العيب أن تتخطّى شقيقتها الكبرى، لافتاً إلى أن هذا الأمر يؤدي لاختلال العلاقة بين الأخوات وصراع دائمٍ لا ينتهي، مُواصلاً: رغم الانتقادات التي تُوجّه لنا من قِبل الكثيرين، إلا أنّنا مازلنا نَتَمَسّك بتلك العَادَات ونُحافظ عليها من أجل التّرابُط الأُسري وحتى لا ينفرط العقد ويصعب علينا جمعه، مُشيراً إلى أنّ كلام الناس لا يرحم إذا تزوّجت الصغيرة، فالأسهم تفتك بالكُبرى وتبدأ الأسئلة والمُقارنات، رغم إيماننا القاطع بأنّ كُلِّ شئ مكتوبٌ ومُقدّرٌ، لكن تفادياً للحرج مازلنا نتمسّك بعاداتنا.

(3)
الباحثة الاجتماعية دلال عبد الرحمن قالت في ذات الموضوع، إنّ مُرَاعاة كلام الناس وقطع نصيب البنت الصغرى رُبّما يؤدي إلى تَوتُّر العلاقة أكثر بين الشقيقات ويجعل للكره والبغض مساحة بينهن، فالصغرى ترى أن قسمتها كانت أفضل ومن الواجب أن تكتمل فرحتها دون مُراعاة لمشاعر شقيقتها التي لم تحن فرصتها بعد، مُؤكِّدة أنّ بعض الأُسر لا تهتم بهذا الأمر كثيراً، خَاصّةً أن الزمن تغيّر وأصبح الناس أكثر وعياً وإدراكاً حتى الأخوات فيما بينهن مُتفاهمات، ولا يُمكن أن تقف واحدة ضد سعادة أختها، كذلك الأُسر التي تخشى توتُّر العلاقات والخلافات حيث يأتي الأمر بالتراضي والتشاوُر من قِبل كل الأطراف بعيداً عن الموروثات والمُعتقدات.

تقرير: تفاؤل العامري
صحيفة السوداني