رأي ومقالات

محمد حامد: ما يحدث بشرق السودان .. سوداني لا أثر خارجي


تقديري أن ما يحدث حتى الان بشرق السودان ؛ وولايته الثلاثة كفة الرغبة فيه على التحرك الذاتي من المكونات المحلية ارجح من دور الاثر الخارجي ؛ وصحيح ان دولة مثل ارتريا تعتبر وبشكل جاد ان نطاق امنها القومي يبدأ من مدخل (كسلا) ويركز على المثلث الحدودي عند (حمدايت) ولا يهمل الامتداد الى مياه بورت سودان وديم ابو حشيش لكن ارتريا وبشكل يتعلق بوضعها القوى في محور الامارات السعودية واثيوبيا والسودان بعد إزاحة البشير تبدو شواغلها تتعلق بعموميات متجاوزة لعراكات صغيرة غير منتجة ! عمومياتها بالاساس ترتبط بوزن ضغط الهواء مع الجارة أثيوبيا كموقف إستراتيجي بمعنى ومع حالة السلام الساكن مع أديس ابابا فإنها احرص _اي أسمرا_ على توازن المصالح بحيث تظل ارتريا هى الاكبر حضورا في الملفات السودانية وهي اصلا متجذرة في اتفاق سلام الشرق وستحرص على دور في مشروع جنوب السودان بشأن السلام بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة. واظنها شرعت في هذا (زار جوبا وطيرانا من الخرطوم واليها يماني قبراب مرتين في اقل من ثلاثة اسابيع) وهذه توجهات الراجح انها ستكف يد اسياس افورقي عن اي تصرفات تثير حفيظة السودان نحوه بل على العكس المؤكد انه سيسعى لتهدئة ملاحظات في هذا الخصوص ينطلق اغلبها من تصورات مردها سيرة التوترات في علاقة الرجل بجاره الغربي ؛ ارتريا من مصلحتها البينة استقرار شرق السودان وكامل الامتداد المتصل مع الحدود الذاهبة نحو اثيوبيا من تلك الجهة لانه وضع يوفر لها بشكل صريح انفتاح اقتصادي وتجاري والاهم من هذا ان الضبط الحدودي سيلجم اي مغامرات لخصوم افورقي التاريخيين في اقليم تقراي والذين يعتبر الشريط الحيوي المار عبرهم شريان حياة (في العام 1997 بلغت نسبة التجارة الخارجية للارتريين ما نسبته من ذاك الفج الحدودي67% لتجارتها الخارجية) . هذا بخلاف ان وضع السكون سيخفض سقف عدائياات الاقليم الشمالي لاثيوبيا والذي لا يبدو على تناغم مع مشروع المصالحة وصحيح انه لم يرفضها لكنه لا يبدو سياسيا منسجما معها وهذا ما يفسر تجنب البلدين لمسألة ترسيم الحدود التي قد تخرج الشياطين في التفاصيل فتعرضت لعملية اشبه بقتل جذور الاضراس الى حين. ولكل هذا فشخصيا أستبعد تورط أرتريا في نشاط هدام بشرق السودان فالواقع يقول انها تنجز الان سياسيا واقتصاديا ما لن تطاله باثارة اي قدر من التوترات لكن الخطر قد يبرز منها حال حدوث تحولات كبرى في توجهات تحالف المحور خاصة في ظل ثقل الامارات في ملف صراع المؤاني وتحديدا حال حدوث قطيعة في اللحمة مع اثيوبيا ان فشلت الاخيرة في السيطرة على المواقف الصومالية او تسبب ملف سد النهضة في افساد الاجواء بين الخرطوم والقاهرة فهذه تطورات قد تغير وضعية تمركزات اللاعبين وقد تحدث تراب واهوية تضطر الامارات لتعديل شكل المحور وحينها قطعا ستنشأ وضعيات ومواقف سياسية يمكن بعدها الحديث عن مهددات اصيلة او وكالة من هذا البلد او ذاك وعليه فكل ما يجري الان بشرق السودان عراكات سودانية بوصلتها تتجه نحو القصر الرئاسي بالخرطوم والسبب الرئيسي فيها ان القوة السياسية الاساسية في الحكم لا تملك رؤية للاطراف او ممثلين حقيقيين وربما لا تدرك فوق هذا طبيعة مكونات الارض ولذا تململ الشرق وتتحرك دارفور واتوقع اطراف اخرى وولايات …شغكلو دا للان عراك وطني داخلي استبعد اثر الخارج فيه لكن اهماله قد يتحول الى حاضنة توظف ان حدثت تحولات كما ذكرت وفصلت بعضها.

محمد حامد جمعة