جمال علي حسن

تعقيب على عمود خطيب ميدان التحرير


[JUSTIFY]
تعقيب على عمود خطيب ميدان التحرير

الأستاذ جمال علي حسن

قرأت في عمودك (جنة الشوك) يوم الأحد 16/01/2014 موضوعاً بعنوان (خطيب ميدان التحرير يسيء للسودان) وأود أن أوضح لك أن الأمر أمر خلاف ونقاش هندسي للإجابة عن السؤال المهم ما هو مدى الضرر الذي يمكن أن يحدثه هذا السد الكبير الذي يولد حوالى 6000 ميقاواط من القدرة الكهربائية هي 5 أضعاف قدرة توليد سد مروي.

لقد كانت لنا زيارة لأستاذنا ب. أحمد عبدالرحمن العاقب قبل حوالى شهر ونصف أنا وخالي وصديقي المهندس عبدالتواب مصطفى خالد ومن ضمن الدردشة معه تطرق لنا إلى خطورة بناء السد بهذا الحجم الكبير على السودان ومصر من ناحية امتصاص (التوربينات)

لمعظم الطاقة المائية، وأن الطاقة المتبقية التي تساعد في اندفاع المياه بعد خروجها من السد متجهة إلى السودان سيكون ضعيفاً، ولن يكفي ذلك الاندفاع لوصول المياه لشمال السودان ومصر بالدفع المناسب، وقال إنه كان مريضاً ولم يحضر الورشة التي نوقش فيها هذا الأمر، ولكن بعض المهتمين المشفقين أوصلوا له قصاصات الصحف التي بينت له ما دار، وكانت دهشته من الغفلة التي جعلت من ناقشوا هذا الأمر المهم يغفلون موضوع الطاقة، ويركزون تفكيرهم على المياه، وأنها ستجري نحونا فقط.

وقال: مصر والسودان وأثيوبيا جيران ودول شقيقة، وقال: يمكن لهم أن يناقشوا الأمر بعلمية، ويتوصلوا إلى ما يفيد الدول الثلاث وفي جريدتكم الغراء نفسها قرأت المقابلة مع سفير أثيوبيا في السودان

السيد أبادي زومو الذي تحدث عن أمر آخر مما يذكره الناقدون للسد من تصدع في الأرض، وهناك ورقة مقدمة من ب. أحمد عبدالرحمن العاقب تعبر عن رأي أحد علمائنا في هذا المجال، يقول في بعض فقراتها: (أغلب الهضبة الإثيوبية وبحيرة تانا يبلغ ارتفاعها أكثر من 1800 متر من سطح البحر، وسد النهضة أقيم على حدود السودان الشرقية ومجرى النيل الأزرق الذي يبلغ ارتفاعه في الحدود حوالى 500 متر فوق سطح البحر، وسعة السد 74 مليار متر مكعب، وذلك يقارب حصة مصر والسودان من مياه النيل البالغة 84 مليار متر مكعب، وتأثيره بنسبة ما يراد حجزه أو استغلاله سنوياً.

إن إقامة سد النهضة في أسفل الهضبة الإثيوبية يعني أن تربينات التوليد الكهربائي ستمتص كل الطاقة التي في المياه المنحدرة التي يسعها الخزان وتدخل التربينات (أي 74 مليار) إلا إذا اتفق على غير ذلك. ومعروف أن التربينات الحديثة والمولدات ذات كفاءة عالية تفوق 90% إلى 96%، فإذا تم ذلك في كل المشاريع الطموعة التي تخطط لها إثيوبيا في المياه المنحدرة من الهضبة، فلن يتبقى للنيل الأزرق بل لكل النيل إلا ارتفاع 500 متر من ارتفاع الهضبة البالغ أكثر من 1800 متر ليساهم بها في دفع مياهه إلى داخل السودان وإلى مصر).

المهندس عبدالمنعم محمد علي

مقرر المكتب القيادي لحزب تجمع الوسط

من المحرر:

أشكر المهندس على ما تفضل به من معلومات تفيد الباحثين عن الموقف الأمثل للسودان تجاه سد النهضة وقد نشرت رسالته ببعض التصرف غير المخل لإبلاغ رسالته فيما يخص آثار بناء سد النهضة.

لكنني لم أكتب المقال المعني في تقييم وقياس الموقف الهندسي والفني المطلوب من سد النهضة، بل ركزت وبشكل مباشر على فكرة أساسية هي أن مصر تريدنا أن نواكب إيقاع التصعيد بينها وبين أثيوبيا وننجر لمواجهة مع أثيوبيا نحن لم نقررها ولا نريدها..

كتبت وغضبت لكرامة السودان يا باشمهندس حين نكون بنظر الخطيب جمعة رهن رغبات السيسي أو غيره.. هذا هو المقصد من المقال أما ما تفضلت به فأرجو أن يسهم في إثراء النقاش العلمي حول سد النهضة مع الوعد بنشر ورقة البروف المرفقة مع الرسالة في مساحة أخرى على صفحات الصحيفة لاحقاً إن شاء الله.

[/JUSTIFY] جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي