سينصب ذات الشعب الثائر في كل مدينة وكل شارع تمثالا تذكاريا باسم الكوز المجهول

لاحقا سيكشف التاريخ أن الأسلاميين أنقذوا السودان مرتين.
المرة الاولى عقب الأنتفاضة ضد نظام نميري عندما تمكن التنظيم السري للضباط الأسلاميين داخل جهاز أمن نميري من أنقاذ كثير من الملفات الهامة ذات صلة مباشرة بأمننا القومي
قلة من النخب السياسية المعاصرة مازالت تعترف بفداحة قرار اليسار السوداني بحل جهاز امن نميري كأقوى جهاز امن في المنطقة آنذاك.
ربما لم يكن قرار الحل وحده هو الجريمة والخيانة الكبرى في حق الشعب السوداني والبلاد بل الامر من كل ذلك هو تعمد خلايا اليسار بحرق وابادة واتلاف تلك الوثائق الهامة.
اما المرة الثانية التي أنقذ فيها الاسلاميين السودان جاءت بعد ثورتهم المجيدة التي اقتلعت نظام الطائفية البغيض الذي حول السودان الى أقطاعية ، فدفع الاسلاميين بعد استلامهم الظافر لسلطة خيرة شبابهم وعلمائهم الى أتون حرب الجنوب وصد التمرد الذي كان على مرمى حجر من الخرطوم.
ربما سيدرك الشعب السوداني لاحقا كل تلك الحقائق فذاكرة التاريخ لا تخون ووقتها سينصب ذات الشعب الثائر في كل مدينة وكل شارع تمثالا تذكاريا بأسم الكوز المجهول.

أحمد قاسم البدوي

Exit mobile version