دسيس مان بعض من طبيعتنا البشرية، يريد أن يحب ويغتني ويحصل على بيت وسيارة.. الذي يكرهه يكره نفسه العارية

انتظر دسيس مان لستة أشهر ليجني قطاف الثورة المجيدة التي غني لها، ومنحها قوة الهامش، والمباشرة في المطالب، لكنه فوجئ، كألاف الناس أن صفقة في الظلام إنتهت إلى نفض الغبار عن ذات الكتلة المركزية، وأكلت الشعارات كما تاكل البهائم التبن، وطرحت الأمال الكبيرة ليجني أولاد وبنات الخرطوم والمهاجر حسن صنيعهم، أما دسيس مان ورهطه فهم محض عتبة للصعود، وشغل من ذكريات الميدان العابرة، وقد كان ذلك ضرورياً حتى تكتمل الصفقة، تاريخ الرجل الضحية هو تاريخ الميدان، لا تاريخ الطبقة السياسية، إذ لم يكن قبل ذلك من صفوة المجتمع المدني، وقبله ذو النون وأولاد الضي وتراجي وشوتايم اشتغلت عليهم كيبوردات الرفاق مدح ومن ثم حملة كراهية وتحريض وحفلات شواء كي لا يزاحمونهم على مورد النضال، والتمكين الجديد، وكل من قالوا لا في وجه من قالوا نعم، والأن جاء دور دسيس مان، الخائن الذي غني لقافلة الدعم السريع الصحية، وجلس إلى جانب صورة حميدتي، التي ينبغي أن تظل إلى جانبهم فقط في المجلس السيادي، لكنها في النهاية مجرد منطقة للاساءة والابتزاز، إذ كيف لشاب بسيط ظن أن الثورة سوف تمنحه الحياة الرغدة، وتفتح له الأبواب الموصدة، من عمل وبيت حنون، كأقل ما يستحقه انسان ثار في حدود معرفته واحتياجاته، أن يتحرك بعيداً عن القطيع، ليجد نفسه بالمرة ضحية للماضي والحاضر، كما كان ضحية للفقر والظلم والحرمان، قال أنصار قحت تمثلني اقتلوا دسيس مان أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه من تودون، وقد تم ضربه، فلم يحظى بزيارة في السجن أو في البيت، وقبل ذلك انفجرت نفس الأصوات ضد من رددوا بأنها ثورة جوع، على اعتبار أن شظف العيش مجرد عنوان مسيء لشعارات الحرية والخلود، لكنها في النهاية شرارة الصفوف التي مجرد أن تمددت لفظت الانقاذ أنفاسها، واحترقت من داخل اللجنة الأمنية، إلى جانب ذلك فإن دسيس مان بعض من طبيعتنا البشرية، يريد أن يحب ويغتني ويحصل على بيت وسيارة ويسافر فالذي يكرهه يكره نفسه العارية .

عزمي عبد الرازق

Exit mobile version