تحقيقات وتقارير

لِجان المُقاومة .. “متاريس” الفترة الإنتقالية .. أعضاء المُؤتمر الوطني يحاولون السيطرة عَلى اللجان بالأحياء!!

الحلقة الثانية

لِجان المُقاومة … “متاريس” الفترة الإنتقالية

*أعضاء المُؤتمر الوطني يحاولون السيطرة عَلى اللجان بالأحياء!!

* لا صِلة للجان المقاومة بطرد مُدير مستشفى “حاج الصافي”!!

*قِيادي رفيع بالمؤتمر الوطني يُؤسس مكتب بالخرطوم (٢) لإستقطاب لجان المُقاومة

بدأ الأمر بتنظيف منطقة “كولمبيا” ثم تلتها مُباشرة مذبحة القيادة العامة، شيطنة الثُوار لأخذ الشرعية مِن الشارع ومن ثم حدث ما حدث ” – عُضو لجنة مُقاومة الحاج يوسف – .

الأن يتم تنفيذ ذات السيناريو بزواية مُختلفة،إلا أنّ الضحية هذه المرة لِجان المقاومة،”الترس” الذي يقف صامداً رغم الإغراءات الجِسام التي يقذفون بها عن قصد فِي طريقهم علهم يتعسرون فيقعون صيداً ثميناً يعلمون قيمته جيداً،تماماً كما يفعل صياد مع فريسته.

ومَن لم تُسقِطه “حِزم القروش”،فهناك حِيل أخرى،كل شيء مسموح فيها،أولها محاولات اغتيال،ملاحقات تصل لمنازلهم بل لغرف نومهم وأسِرتهم التي ينامون عليها،دهس بسيارات خالية “لوحات”،واستهداف مباشر وبإسمائهم فِي أماكن تواجدهم،ودس حُبوب مُخدرة في “الشاي” بشارع النيل .. الخ.يعرفون المؤثرين منهم ،أصحاب الهمم العالية،ومن كانوا أعمدة حقيقية لتشكيل المواكب وقيادتها،يملكون”داتا “مُفصلة عن تفاصيل حياتهم وإن كانت شخصية.
مع الأيام بدأت الرؤية تَتضح لأعضاء لجان المقاومة أنفسم،إنكشف الستار،وذالت غشاوة أعينهم، وبات واضحاً بالنسبة لهم أن من لم يتمكنوا من قتله ليلة فض الإعتصام أمامه خيارين فقط “إما الإنضمام أو التصفية “.

*استهداف مُباشر

وَاجه عُضو لِجان المُقاومة بمنطقة “رام الله” بالحاج يوسف مخاطر جمة،بدأت مُذ التحاقة بها فِي العام (2013)،أنذاك لم يكن للجان صِيت ويغلب عِليها العمل السِري لأسباب معلومة بالطبع.يَعُود أحمد الهادي فِي حديثه لـ(الجريدة) بذاكرته للوراء قليلاً ويروي تفاصيل مابعد فض اعتصام القيادة العامة وبداية تشكيل لِجان المُقاومة بهيئتها التي تبدو عليها الآن، ليُؤكد أنّه بمعية زملائه الإثنان كَونا لبنة لجنة المقاومة برام الله شمال،عُرِف الثُلاثي بنشاطهم فِي المنطقة وثوريتهم إضافة لشهاداتهم الجامعية المرموقة،لتتمد بعد ذلك العُضوية وتشمل العشرات مِن شباب المنطقة،بيد أنّهم ـ أي الثلاثة ـ نالوا نصيب الأسد من التحديات والصِعاب التي أعترضت كافة اللجان.يقول “الهادي” : تفاجأت بإمام الجامع بالحي فِي واحدة مِن خُطبه يحث الشباب وذويهم عدم مُرافقتي،مُعللاً مطالبه تلك بقوله : “هذا الشاب المُدعو الهادي شيوعي وسيفسد أبنائكم”،وللأسف لأن أغلب كبار السن هُناك ينظرون إلى الإنتماء للحزب الشيوعي كتُهمة صدقه بعضهم،وعانيت حقيقةً من أتهامه ليّ.ويُضيف لم تكد تمضي تلك المحنة،لتبدأ بعدها سلسلة مِن المُطاردات الأمنية بلغت ذروتها بإقتحام أفراد “ديوان” منزلي وحَرق “مرتبة”وأنا نائم عَليها،إضافة لمُحاولة ضرب مرتين على التوالي.

(الديوان)الذي كان بمثابة المخبئ للثوار بداية إنطلاق الثورة نظراً لبُعد المنطقة،وبعد فض الإعتصام كُنا نجتمع فِيه لمُناقشة المهام التي يجب تنفيذها كأعضاء باللجان،فِي فترة وجيزة بات مُستهدف بدوره،أُقتحم عُدة مرات وتم حرق ونزع الأشجار المُحيطة بِه بالكامل؛أما أكبر الصعاب فقد كانت مُحاولات اغتيال مُباشرة ودهس بـ”تاتشرات” تكررت لمرتين على التوالي، انقذتني العناية الإلهية مِن موت مُحقق.

*اغتيال معنوي

ولفت إلى أنّ الأمر لم يقتصر عِليه فقد تعرض العديد مِن ثُوار الحاج يوسف ويعرفهم بالإسم للعديد مِن محاولات إنهاء حياتهم وبالتالي ما يقومون به من عمل،إضافة لتعرض بعضهم للضرب والسب والإهانة بُغية اغتيالهم معنوياً مُستدلاً بحادثة تعرض لها صديقه بشارع النيل حيث داهمته قوة أمنية بعد أنّ صرخ أحدهم بإسمه طالباً مِنه صُعود “التاتشر” بالرغم مِن أنه لم يفعل أيّ شيء وعندما رفض وحاول المقاومة ضُرب بقسوة وحُلق شعر رأسه،هذا إضافة لما تعرض له أعضاء لِجان ” الحصاحصيا” الذين فُتحت ضدهم بلاغات،كاشفاً عِن مُواجهتهم لمُضايقات عديدة و”تنمر” مِن قِبل القوات النظامية الموجودة فِي الوحدات الإدارية،أما فيما يتعلق بمحاولات الإستقطاب يقول “الهادي” تمت دعوتنا لمُؤتمر بإسم التعايش السلمي لنتكشف بعدها أنه مُحزبة.

*تشويه سمعة

يُؤكد “الهادي” أنّ كُل ما تعرض له أنفاً يعود بسبب مُطالبتهم بتكوين لجنة تيسيرية بالحيّ،وتجميد نشاط اللجنة القديمة بقيادة مِن ثاروا وخرجوا للشوارع لإسقاطهم.

صُعوبات جمة وقفت فِي طريق تكوين اللجنة التسيرية بحي رام الله تأتي فِي مقدمتها عُضويتها القديمة من المؤتمر الوطني الذين مازالوا مدعومين حتى الأن،ويعملون بجهد لإستقطاب الأهالي والنساء والعُمد والقيادات الأهليه لتكبير “كومهم” ومن ثمة منع لِجان المُقاومة من تكوين اللجنة الجديدة وتنفيذ أجندات الدولة السابقة.

مضيفاً تم تكوين لجنة من (100) فردا ضمت نساء ورجال المنطقة ومن ثم تم اختيار (10) أفراد عن طريق الإنتخاب لتمثيلنا،بيد أن الوحدة الإدارية رفضت استلامها لنتفاجئ بعدها بأيام قليلة قُبولها لقائمة اللجنة السابقة،رفضنا ما تم وَحَركنا موكب أمضى يوم كامل أمام الوحدة الإدارية ونجحنا فيِ منع تكوين اللجنة “الكيزانية”.

بيد أنّهم مازالوا يعملون على قدم وساق بتشويه كُل ما نقوم به من مجهودات لإعمار المنطقة،مشيراً بأسف شديد لمحاولاتهم الحثيثة تشويه سمعة لجان المقاومة بشتى السبل،لافتاً إلى أنه وحتى الأن لم يتغير شيء في المنطقة نظراً لسيطرة ذات الوجوه القديمة التي خرجوا لأجلها إلى الشوارع على اللجان التسييرية بالحي،مازالت المدارس تأخذ “نثرية” السبت من التلاميذ،وعندما يذهب الأهالي للشكوى بالوحدة الإدارية تُقابلك ذات الوجوه القديمة، بعض اعضاء السيادي العسكريين يعملون بجدية لإستقطاب الشباب هُناك،ولا أحد يستطيع الوقوف فِي وجه ما يفعلونه سوى لجان المقاومة لذلك يستهدفونها،ويسعون لتشويه سمعتها وماحدث بمستشفى ” بحري ” خير مثال.

*مستشفى حاج الصافي

براءة لِجان المُقاومة من حادثة مستشفى “حاج الصافي” ببحري أمر مفروغ مِنه،وهذا ما ذكرته بدورها تنسيقية لجان مقاومة ببحري في بيان ينفى تماماً تبعية من قاموا بتلك الافعال لها؛اللجان ليس لديها زي رسمي مُحدد معروفين به،ذلك الزي الذي شُوهدت به تلك المجموعة موجود في السوق وبإمكان اي شخص الحصول عليه،اضافة إلى أن اعضاء اللجان كانوا موجودين في المستشفى قبل فترة من الحادث ضمن حملة ” حنبنيهوا ” فإن كانوا يريدون طرد المدير لفعلوها مسبقاً.وألا صلة للجان نهائياً بما حدث في بحري، ومشيراً بأن من قام بتلك الأفعال أفراد تابعين لقِيادي بالمُؤتمر الوطني كان مُرشح سابق لمنصب رفيع لولا سُقوط الحُكومة،كَون جسم جديد بتمويل مِن عُضو عسكري بالمجلس السيادي وقام بتأسيس مكتب بمنطقة “الخرطوم ٢” لإستقطاب لَجان المقاومة.

وأردف هذه المجموعة نَفذت نفس حادثة بحري فِي منطقة “الوادي الأخضر” وهَرع أهالي المنطقة بالشكوى لمكتب صغير بالحيّ تابع للجان المقاومة الذين نفوا بدورهم صِلتهم بما حدث.

*هيكلة لجان المُقاومة

يرى المهندس عبدالباقي “أبو هالة ” – عُضو لجان المُقاومة – إنه يُمكن محاربة الاستهداف الذي تُعاني مِنه اللجان بالتوعية وَالكشف عن الخطر الذي يطُل برأسه ، ومن ثمة هيكلتها لتصعيب محاولات الإختراق،أما اللذين يعملون جاهدين لتشويه سمعتها عَليهم أنّ يعلموا جيداً أن لِجان المُقاومة على دراية تامة بكافة مُخططاتهم.

سُهولة اختراق اللجان تُعود لعدم الهيكلة، هكذا برر “أبو هالة” ماحدث وأضاف : بإمكان أيّ شخص أنّ ينتحل صِفة لِجان المُقاومة فِي الوقت الحَالي وببساطة جداً، بل والتحدث إنابة عَنهم، وإرتكاب أعمال مُشينة أيضاً تُحسب عَليهم، ولكِن هذا الأمر لن يطول؛وحتى حُدوث الهيكلة نُريد أنّ نُؤكد للجميع بأن أي فرد بلجان المقاومة الحقيقية لن يرتكب مثل هذه الأعمال المشينة،لأنهم معروفين بسلميتهم التي احتفظوا بِها فِي أصعب الأوقات،عندما اقتحمت القُوات المُدججة بالسلاح مقر الاعتصام،واشهرت اسلحتها لقتلهم وَحَرقهم كُانوا يُرددون”سلمية سلمية”،واجهوا الموت والرصاص بالسلمية،ولن نُنغير هذا النهج مطلقا.

*رسالة

مَن يقومون بِمثل هذه الأعمال يعلمهم الجميع،بيد أنّ السَر يكمن فِي من يُمدون أياديهم لمُساعدتهم فِي تنفيذ مُخططاتهم، مَن وثقنا بِهم،يخافون مِن لِجان المُقاومة لعِلمهم المُسبق أنّها لن تُصافح من قتل الثُوار وتسبب بالمذبحة.

مُضيفاً – والحديث مازال لأبو هالة – لِجان المُقاومة ليست وَليدة الحظة، رأت النور مُنذ سنوات خَلت، ولكِنها ازدادت توهجاً أبان ثورة سبتمبر المجيدة،هؤلاء الشباب الذين يُحاولون تشويه مايقومون بِه الآن معبقون بُحب تُراب هذا الوطن،ويتمسكون بمبادئ لِجان المُقاومة القديمة المبنية على الثقة الكَاملة بين أعضائها، لا وُجَود للأطماع السياسية والأهداف الشخصية بينهم بتاتاً،وَلا يُؤمنون بالتوجه الحِزبي مُطلقاً، الولاء للوطن فقط.

تحقيق : سلمى عبدالعزيز
صحيفة الجريدة

تعليق واحد