الجيش السوداني خط أحمر يا هؤلاء
] وأخيراً يخرج الشيوعي حيدر ابراهيم سخائمه واضغانه ويطالب بحل الجيش السوداني الذي يعتبر الممسك الاكبر للوحدة الوطنية بين مكونات الشعب.
] ربما تدهشون او لا تصدقون أن يصدر تصريحاً كهذا من رجل يتمتع بكامل قواه العقلية، ولكني لم ادهش البتة ذلك اني لا استبعد أي سلوك شاذ وشائن من الشيوعيين الذين مردوا، من خلال نظريتهم الشاذة، على ارتكاب كل الغرائب والعجائب!
] ما تفوه به حيدر ابراهيم – يا من لا تصدقون – ادلى به خلال منتدى (كباية شاي) بجريدة (التيار)، فقد قال الرجل ذلك بمنتهى الاستهتار واللامبالاة، في بلد مأزوم يعيش في جوار ملغوم باحتراب واضطراب امني لم يتعاف منه منذ ما قبل الاستقلال .. بلد يعاني من هشاشة في بيئته الاجتماعية ومن عدم توافر ارادة وطنية جامعة وهوية مشتركة بين مواطنيه الذين يقدم اكثرهم الولاء للقبيلة على الولاء للوطن.. بلد يعاني من كثرة دول الجوار ومن المشكلات الحدودية مع عدد من تلك الدول التي يحتل بعضها بعض اراضيه ويطمع في المزيد، بلد لم تخف الدول الكبرى، بما فيها امريكا وبريطانيا واسرائيل، توجهات ومخططات قديمه لتمزيقه الى عدة دول.. بلد هو الاحوج بين جميع الدول الافريقية الى جيش قوي يحمي حماه ويصد اعداءه ويمسك اطرافه من أن تتبعثر وتتمزق ايدي سبأ.
] وبالرغم من ذلك يخرج علينا حيدر بذلك القول الخطير الذي لا اظنه صدر من فراغ، وإنما كان في ظني عبارة عن بالون اختبار ليرى ردة الفعل لدى المؤسسة العسكرية ولدى الرأي العام بنخبه السياسية والفكرية وبمواطنيه.
] اقول إنه لا يجوز لنا بأي حال ان نعتبر ذلك التصريح الغريب مجرد زلة لسان هرف بها خارف او قل (خرفان) ، بل إني ارجح انه جزء من استراتيجية شيوعية يعمل من اجلها الرفاق الذين لم يكسب وطننا منهم خيراً منذ أن اطلوا على المشهد السياسي السوداني خلال اربعينيات القرن الماضي فاذاقوا بلادنا من صنوف الكيد والشر والحقد ما الله به عليم.
] هل نسي الناس أن معظم التمردات التي ضربت السودان كان الشيوعيون الممسك الاكبر بخطامها او المشاركين في الهابها؟!
] خذ مثلاً تمرد الحركة الشعبية (لتحرير السودان) التي نشأت عام (1983) بقيادة جون قرنق بمانفيستو ماركسي وبدعم من حاكم اثيوبيا الاسبق الشيوعي منقستو هايلي مريام فقد شاركت قيادات شيوعية في قيادة ذلك التمرد من امثال باقان وعرمان ثم انفجر التمرد بجبال النوبة بقيادة الشيوعيين يوسف كوة وعبد العزيز الحلو بعد ان انضما الى قرنق وكذلك الحال بالنسبة لتمرد دارفور الذي يعتبر الشيوعي عبدالواحد محمد نور اكبر لوردات الحرب فيه.
] رأينا ما يفعله الحزب الشيوعي الآن بحلفائه في (قحت) حيث يقود المعارضة لحكومة الفترة الانتقالية كما يقود الحكومة من خلال واجهاته العديدة كما رأينا الخصومات التي يخوضها الآن مع كل مكونات الحرية والتغيير، بل مع معظم القوى السياسية السودانية!
] لم اتحدث عن الحزب الشيوعي منذ ما قبل الاستقلال واسهامه في الاضطراب الذي ساد مسرح السياسة السودانية فذلك ما لا يتسع المجال له.
] لذلك لم ادهش من تصريح حيدر ابراهيم حول الجيش السوداني الذي يريد الحزب الشيوعي أن يحله او يعيد هيكلته لينشئ مكانه جيشاً آخر بالتنسيق مع حلفائه من الحركات المسلحة المتوافقة معه في مشروع السودان الجديد ولعل الناس سمعوا خطاب الشيوعي محمد يوسف المصطفى القيادي في تجمع المهنيين والقيادي كذلك في قطاع الشمال بقيادة عبد العزيز الحلو حين خاطب الشباب في ميدان الاعتصام واستفز الجيش السوداني بكلام جارح ومهين امام القيادة العامة للقوات المسلحة رمز عزة الجيش السوداني وشرفه الباذخ.
] أقول.. إن القوى السياسية السودانية جميعها في حاجة الى التوافق على ميثاق شرف محمي بالقانون يمنع النيل من القوات المسلحة السودانية بجميع مكوناتها حتى لا يتطاول عليها هؤلاء الأقزام من شذاذ الآفاق والمشوهين فكرياً وعقدياً.
الطيب مصطفي
زفرات حرة
الانتباهة