بقرب انتهاء فترة تكوينه المجلس التشريعي .. هل يكون في مهب الريح ؟؟
بعد أن أعلنت قوى الحرية والتغيير في وقت سابق أن تعيين ولاة الولايات المدنيين وتكوين المجلس التشريعي سيتم قبل الـ(١٧) من نوفمبر، عادت قوى الحرية والتغيير وعبر الناطق الرسمي باسم المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير إبراهيم الشيخ للحديث بأنه بات من المؤكد تعذر تشكيل المجلس التشريعي الآن في الأجل المحدد بموجب الوثيقة الدستورية.. والشاهد أن الوثيقة الدستورية نصت على أن يُشكّل المجلس التشريعي ويباشر مهامه في فترة لا تتجاوز “٩٠” يوماً من تاريخ التوقيع على الوثيقة الدستورية.فيما تجدد رفض الجبهة الثورية تكوين المجلس التشريعي فهل يتكون المجلس التشريعي أم يذهب مع الريح؟؟
الوثيقة والمجلس
نصت الوثيقة على تشكيل مجلس تشريعي، تختار فيه قوى الحرية والتغيير 67% من أعضائه، على أن يتم اختيار الـ33% بالتشاور بين المكون العسكري وأحزاب وقوى سياسية أخرى شاركت في الثورة، لكنها لم توقع على ميثاق قوي إعلان الحرية والتغيير . ومن أبرز مهام المجلس التشريعي الرقابة على الجهاز التنفيذي والتشريع وإعلان الحرب والمصادقة على إعلان حالة الطواريء، ولم تحسم الوثيقة موضوع التقسيم الإداري للسودان، عبر الإبقاء على عدد الولايات الحالية أم تشكيل أقاليم جديدة، وتُرك الموضوع لما بعد تشكيل هياكل السلطة الانتقالية.
صراع متوقع
الشاهد أن بعض المحليين السياسيين يرون أنه في حال قيام المجلس التشريعي كما ينص الإعلان الدستوري، ستكون هنالك قضايا جوهرية ومطلبية من الشارع على المجلس التشريعي حسمها، وإلا ستكون من مهددات المرحلة الانتقالية، وستشكل صراعاً سياسياً بين المؤسسات الانتقالية الثلاث (المجلس السيادي والحكومة التنفيذية والمجلس التشريعي) وهذه القضايا المختلفة والمتعددة متمثلة في مقاضاة الفاسدين والمتهمين بجريمة فض الاعتصام، وحل حزب المؤتمر الوطني، ومحاسبة مدبري انقلاب الإنقاذ، وكذلك قضية الدستور والقوانين المرتبطة بالحريات، ووضعية القوات المسلحة وجهاز الأمن والمخابرات
رفض متجدد
أبلغت الجبهة الثورية وساطة دولة جنوب السودان بموقفها الرافض لتكوين المجلس التشريعي وتعيين ولاة الولايات قبل الوصول لاتفاق سلام.. وطبقًا لبيان نشرته في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) بعث رئيس الجبهة الثورية د.الهادي إدريس يحيى بخطاب لرئيس لجنة الوساطة لمحادثات السلام المستشار توت قلواك، أكد فيه تمسك الجبهة الثورية بإعلان جوبا لإجراءات بناء الثقة والتمهيد للتفاوض الموقع بين الجبهة الثورية وما ورد في الفقرة (ج)٣ القاضية بإرجاء تكوين المجلس التشريعي وتعين الولاة لحين الوصول للسلام، وعبرت الثورية عن رفضها لتصريحات بعض قادة قوى الحرية والتغيير الداعية لتعيبن الولاة وتكوين المجلس التشريعي بشكل منفرد، وأضافت: نرفض أي محاولة من طرف واحد لخرق إتفاق إعلان جوبا
إعلاء الحس الوطني
إعلاء الحس الوطني هو ضرورة هذه المرحلة الانتقالية لكل التنظيمات السياسية.. يقول المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القرآن الكريم والتأصيل، الدكتور عبد العزيز حسين في حديثه لـ(آخر لحظة) وهذا الأمر مطلوب الآن من كل الحركات المسلحة، وخاصة الجبهة الثورية التي ترى إرجاء تكوين المجلس التشريعي، فحتى لا يكون تكوين المجلس التشريعي في مهب الريح ويتعطل ينبغي على الجبهة الثورية الإسراع بالمشاركة في تكوين المجلس التشريعي الذي تنص عليه الوثيقة الدستورية، وعليهم عدم التأخير والتماطل لأن الفترة الزمنية طالت، وبالمقابل مع مد التفاوض وعليها أن لا تضيع الفرصة، والشاهد أن تكوين المجلس التشريعي يشمل كافة ألوان الطيف السياسي، وعلى كل القوى السياسية أن تراعي أن البلاد الآن تعيش حالة فراغ دستوري، وتحتاج إلى استكمال المؤسسات الانتقالية الثلاث، والتي تبقى منها المجلس التشريعي، وعبره تتم إتخاذ التشريعات القانونية والقرارات المهمة.
تقرير: عيسى جديد
الخرطوم (صحيفة آخر لحظة)