الطاهر ساتي

قرار ناقص!!


: بتوصية من وزير الدفاع، أصدر رئيس الوزراء قراراً بإعفاء الفريق الركن طيار مصطفى سيد أحمد الدويحي من وظيفة مدير عام سلطة الطيران المدني، وتعيين السيد إبراهيم عدلان إبراهيم في ذات الموقع.. عدلان ليس بغريب عن هذا القطاع، بل من الكفاءات التي شردتها مجازر الصالح العام في أزمنة التمكين، وعاد إليه بالمزيد من المعرفة والخبرة.. ولكن هذا القرار ناقص.. ولكي يكتمل يجب أن يكون هناك قرار آخر بإعادة سلطات الطيران المدني إلى أجهزة الدولة المدنية، أو كما كانت قبل أزمنة التشليع والتخريب .. !!
:: نعم، تبعية سلطة الطيران المدني لوزارة الدفاع من أخطاء النظام المخلوع، ويجب الإصلاح.. وكان الاتحاد العربي للنقل الجوي قد خاطبهم ذات عام بالنص: (معالي المهندس مكاوي محمد عوض، وزير النقل / تحية طيبة / الموضوع: المخاوف الأمنية في مطار الخرطوم الدولي.. لقد علمنا من شركات الطيران التي تُشغّل مطار الخرطوم أن نتائج التدقيق الأمني الدوري الذي أجرته شركات الطيران في مطار الخرطوم أسفرت عن مخاوف أمنية خطيرة)، ثم لخص الخطاب الثغرات الأمنية، ووصفها بمصدر القلق ..!!

:: وكان أصدق ما في الاتحاد العربي مُخاطبته – بالخطأ – وزير النقل، وليس وزير الدفاع.. فالعقل المهني أشار إليهم بأن الوزارة المسؤولة عن الطيران المدني في السودان هي (وزارة النقل)، كما الحال في الدول ذات الأنظمة الواعية، ولكن في الواقع السوداني المضاد للمؤسسية فإن الوزارة المسؤولة كانت – وما تزال – وزارة الدفاع.. وهذا ليس بمدهش، إذ كثيرة هي الأشياء التي تحتل غير مكانها بأمر النظام المخلوع.. وعلى حكومة الثورة أن تكون عميقة في التغيير، لأن تغيير الشخوص فقط لن يؤدي إلى التغيير الإيجابي المطلوب..!!
:: وبالمناسبة، فالحظر الأوروبي على الطيران السوداني ما يزال (سارياً).. ولم يُرفع الحظر لأن سلطة الطيران المدني لم تستوفِ شروط السلامة الجوية العالمية، بحيث تطمئن المنظمة الأوروبية وترفع الحظر عن الشركات السودانية.. علماً بأن من تسببوا في هذا الحظر – بإسقاط الطائرات السودانية – هم من قُدامى المحاربين الذين ترقوا وصاروا من المسؤولين عن سلطة الطيران المدني.. ولم تكن بدعة ترقية الفاشل وتحفيز العاجز ومُكافأة الفاسد في قطاع الطيران ..!!

:: والمُحزن، بدلاً عن إزالة أسباب الحظر الأوروبي الذي يتم تجديده سنوياً، ويُعلن عنه في وكالات الأنباء العالمية، فإن من نلقبهم بالمسؤولين في سلطة الطيران المدني كانوا يردون على تجديد الحظر والإعلان بعبارات غبية من شاكلة: (ﻟﻦ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ بالحظر الأوروبي، ﻷﻥ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ – ﺃﺻﻼً – ﻻ ﺗﺴﻴﺮ ﺭﺣﻼﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻭﺭوﺑﻴﺔ)، هكذا تطبعوا مع فشلهم وتصالحوا مع عجزهم ..!!
:: والتطبيع مع الفشل والعجز في قطاع الطيران المدني – وغيره – بلغ مقاماً عليّاً.. وعلى سبيل المثال، في أكتوبر 2013، عندما زادت أسعار الوقود وغضب الشارع ونقلت وسائل الإعلام ردود الفعل، استضافت قناة العربية القيادي بالحزب البائد قطبي المهدي، وسألته عن تأثير الزيادة في قطاع النقل، فقال بالنص: (لن يتأثر الشعب السوداني بزيادة أسعار الوقود، لأن السواد الأعظم منهم يتنقل بالدواب)، فتأملوا، هذا كان قيادياً، ومن المُلقبين بالمسؤولين، ومع ذلك يتباكى البعض على تغيير ما يزال (سطحياً)..!!

إليكم… الطاهر ساتي
صحيفة السوداني