تفكيك الإخوان .. ثورة السودانيين على المسار الصحيح
«فقط الآن نستطيع أن نقول إننا وضعنا أقدامنا على طريق استعادة دولتنا المنهوبة، وإن الثورة تسير نحو تحقيق أهدافها» بتلك العبارات غرّد المفكر السوداني النور حمد، ملخصاً سر الفرحة العارمة التي اجتاحت جموع السودانيين.
وهم يستقبلون قرار حل (المؤتمر الوطني) حزب الرئيس المخلوع عمر البشير، الذي ظلوا ينتظرونه لأشهر عدة، في سبيل استكمال ثورتهم التي مهروها بدماء الشباب ودموع أمهاتهم.
ورغم ما يأخذه الشارع السوداني الثائر على السلطة الانتقالية من تأخر في إصدار القانون إلا أنهم خرجوا في الشوارع مبتهجين بسنّه، فهو بالنسبة لهم خطوة ذات أهمية قصوى لتحقيق أهداف الثورة التي ما قامت إلا لاسترداد دولته التي سيطر عليها المؤتمر الوطني، واستولى على مفاصلها بسياسة تمكين أصحاب الولاء فقراء الكفاءة والخبرة، وي
مخاض عسير
القانون الذي تمت إجازته فجر أمس بعد مخاض عسير واجتماع مطول بين مجلس السيادة والوزراء استمر لأربع عشرة ساعة، انتظره السودانيون كثيراً، باعتباره الخطوة الحاسمة لضمان وصول ثورتهم إلى مبتغاها، لا سيما وهم يعايشون المحاولات المتكررة لرموز وعناصر النظام المخلوع وهم يسعون لإجهاض الثورة وإفشال حكومة حمدوك التي لم تحظ حكومة على مر تاريخ البلاد بما حظيت به من قبول.
يقول باسم مجلس السيادة محمد الفكي سليمان، إن قانون تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989 يمثل أهم القوانين التي عملت عليها وزارة العدل وطاقمه لفترة طويلة، ويضيف أن القرار انتظره الثوار طويلاً وكان أحد المطالب التي ظل يذكّر بها الشارع كثيراً «حل المؤتمر الوطني الذي وصل إلى السلطة بانقلاب ارتحل عنها بقانون يوم الجمعة بعد ثلاثين عاماً».
ليس للانتقام
ويؤكد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك أن قانون تفكيك النظام البائد وإزالة التمكين ليس قانوناً للانتقام، بل هو من أجل حفظ كرامة الشعب بعد أن أنهكته ضربات المستبدين، وعبثت بثرواته ومقدراته أيادي بعض عديمي الذمة قصيري الخطو في مضمار القيم والشرف والأمانة والحقوق.
أما تجمع المهنيين السودانيين الجسم الذي قاد الحراك الاحتجاجي طوال الأشهر الماضية فاعتبر أن إقرار قانون تفكيك النظام وإزالة التمكين والذي يقضي بحل حزب المؤتمر الوطني ومصادرة ممتلكات الشعب بطرفه، رغم تأخر صدوره خطوة جبارة في طريق تحقيق أهداف الثورة، وهزيمة حقة للثورة المضادة وفلول نظام البطش والظلم والجور، على حد قوله.
خطوات عملية
بدورها قالت قوى إعلان الحرية والتغيير الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية، إن إجازة قانون تفكيك نظام الثلاثين من يونيو ١٩٨٩م، وإزالة التمكين وبموجب هذه الإجازة تم حل حزب المؤتمر الوطني بموجب أحكام القانون يأتي وفاء بمهام الفترة الانتقالية، واستناداً إلى الوثيقة الدستورية، وتوقعت أن تبدأ الخطوات العملية فوراً لتنفيذ أحكام القانون وسياسات الحكومة الانتقالية في هذا الشأن.
صحيفة البيان