النجار في الخشبة !
قال الشاعر يمجد العهد المايوي (وريتنا جديد ما كان على بال) وإذ كان الشاعر حينها يرسل أبياته مزهواً بإنجازات (مايو) التي يعتقدها فنحن كثيراً ما نستعير بيته هذا لنوصف به حالنا مع (عصابة الإنقاذ) التي بالفعل (ورتنا كل ما لا يمكن أن يخطر على بال) في شتى أنواع الفساد وإنعدام الضمائر وبيع الذمم، ومن تلك (الأفعال) الشيطانية التي لا تخطر على (عقل بشر) هي جلب حاويات للمخدرات (لاحظ حاويات) عبر الميناء الرئيس للبلاد (عديل كده) وإليكم يا سادتي بعض الحالات التي تم ضبطها ولكم أن تتخيلوا مالم يضبط :
• في أبريل 2014 ضبطت سلطات جمارك البحر الأحمر خمس حاويات ممتلئة بالعديد من أصناف المخدرات، ضمن عبوات (ذرة شامي) تم إستيرادها بواسطة شركة سودانية على متن سفينة بضائع تتبع لشركة ملاحة بحرية عالمية قادمة من ميناء دولة عربية.
• في أكتوبر 2015 قامت السلطات بضبط حاوية حشيش ضمن شحنة ثلاجات ديب فريزر استوردتها شركة (كانو أروى).
• وفي مايو 2017 تم ضبط كمية ضخمة من المخدرات ضمن شحنة تفاح مستورة بإسم إحدى الشركات وقد كانت هذه الشحنة حديث المجالس نسبة لضخامة كمية المخدرات التي ضبطت وخطورة أصنافها.
• في يناير 2018 تم ضبط شحنة حشيش أفغاني تزن ثلاثة أطنان بمنطقة جمارك سوبا للشاحنات، وقال وزير الداخلية (حينها) في تصريحات صحفية إنَّ الضبطية تعتبر من أكبر الكميات التي دخلت السودان مؤخراً.
ربما يتساءل القارئ قائلاً (طيب شنو الجديد الورتنا ليهو الإنقاذ) في المسألة دي؟ فنجيبه بكل إستغراش بأن الجديد هو أنه رغم كثرة (الضبطيات) وضخامة (الشحنات) والأهم من ده كووولو (شحنها عبر الميناء الرئيس للبلاد وحصول الجمارك على كافة البيانات) فلم يتم القبض على (زول واااحد) وتقديمه للمحاكمة !
مما يعني أن المتورطين قد كانوا من (رموز النظام) والشخصيات (ذات الوزن) من رافعي (السبابة) الذين (دمغوا) جباههم بعلامة الصلاة وهم يهتفون رافعين العصي (لا لدنيا قد عملنا) !
وعلشان تعرف أيها القارئ بأن القوم (ورونا كل جديد) فلك أن تعلم أن شحنات المخدرات الضخمة لم يقتصر إدخالها للبلاد عن طريق الموانيء (المدنية) بل شاركت فيه (الموانئ العسكرية) إذ كما جاء في أحد (التحقيقات الصحفية) التي أجرتها الزميلة (الإنتباهة) في أبريل 2019 أن مباحث دائرة التحقيق الجنائي التابعة للادارة العامة للمباحث والتحقيقات الجنائية قد تمكنت من ضبط اضخم شحنة مخدرات ضبط جزءاً منها بمنطقة نهر النيل وآخر بمزرعة غربي أم درمان ويصل وزنها الى (15) طناً، وقد أوقفت الشرطة (مافيا) مخدرات عالمية مكونة من نحو (5) متهمين على رأسهم شخص يدعى أمجد محمد ابراهيم الشهير بـ(ابوحسين) .
المفاجأة عزيزي القارئ أن المتهمين حينها اثناء التحري معهم أكدوا بأن الشحنة سبقتها نحو ثلاث شحنات مماثلة في الحجم دخلت البلاد وأن (الشغلانة) قاعدة تتم عن طريق هبوط الطائرة في (مطار صافات) التابع للتصنيع الحربي (يعني تحت حماية الحكومة)، وبالفعل بالتحقيق والتحري توصلت السلطات الى الطائرة وهي طائرة يوشن من طراز (0043449468IL-76T.G) مسجلة بدولة (كازاخستان) وتحمل علم تلك الدولة ليتم تدوين بلاغ بالرقم (4/2019م) تحت المادة 17 من قانون المخدرات والمؤثرات العقلية المتعلقة بالتعامل مع العصابات العالمية في تهريب وترويج المخدرات و(وبعد داك طبعن القضية ماتت وكده) !
من الواضح لو كل ذو بصيرة أن القصة (عصابة) يقودها واحد (أو عدد) من متنفذي النظام المندحر وأن هذه العصابة لها أذرع في كافة الأجهزة (خاصة الأمنية) والتي لم تقم بواجبها على الوجه المهني المناط بها والذي يدل على ذلك أنها (في المولد ده كووولو) لم تتمكن على (مجرم واحد)!
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه بشدة إزاء هذا هذا الفعل الإجرامي الخطير هو (هل لا يزال أفراد هذه العصابة يعملون؟) وهل شبابنا أمل هذه الأمة في خطر لا يزالون؟ ، من أجل هذا قمنا بفتح هذا الملف بعد أن أزيل هذا النظام الشيطاني الذي لم يكن يتورع أفراده عن فعل أي شيء ملتمسين من سعادة الأخ النائب العام إعادة فتح هذه القضايا وتكوين لجان للبحث والتقصي والتحري للوصول إلى أفراد هذه العصابة ومحاسبة ومعاقبة كل الذين يمهدون لهم الطريق من أجل دمار الشباب الذين هم أعز مقدرات هذه البلاد وهي لله هي لله !.
كسرة :
هل يعقل أن تقيد كل هذه القضايا ضد (مجهول)؟ معلوم واااحد مافي؟ حقاً ما فعله (القوم) بهذا الشعب لم يفعله النجار في الخشبة !
كسرات ثابتة :
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنو (و)؟
• أخبار ملف هيثرو شنووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان) !
• أخبار محاكمة قتلة الشهيد الأستاذ أحمد الخير شنوووو؟
ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة