نجيبا ليك من وين يا الخبير ..؟
قلنا من قبل وما زلنا ولن نمل الحديث عن الإنكفاء على أنفسنا ومواجهة الصعاب وإزالة كُل المتاريس المُفتعلة والطبيعية للوصول إلى إنتاج (ذاتي) يُحقق لنا الكفاية ويُعيننا على بناء جُدران صلبة نتكئ عليها ونسند عليها ظهرنا المُثقل بالمعاناة حتى لا نسقط وسقوطنا هذه المرة (إن حدث) لن نتمكّن بعده من الوقوف على أرجلنا مرة أخرى ، ولسنا من دُعاة الإحباط والتشاؤم ولكن إفراطنا في الأمل (بلا) عمل يُعيدنا إلى دهاليز ومتاهات أشدّ ظُلمة من التي خرجنا منها.
يقول الزعيم الليبي (المقتول) مُعمر القذافي في كتابه الأخضر باب النظرية الاقتصادية (العالمية) وبلغة بسيطة جداً (لا حُرية لشعب يأكُل من وراء البحار) كما نفعل نحن اليوم في استيرادنا لكُل مُستلزماتنا (الضرورية) من الخارج (خبز وقود ودواء) وغيرها فكيف لنا أن نتحرّر ونحُن كذلك ، ويُضيف عليها بنفس اللغة السهلة جُملة أخرى بسيطة وعميقة قال فيها (أنّ الدجاجة تبيض والدينار لا يبيض) الدينار سيظل بلا زيادة إن لم يُستثمر و (الإنتاج) هو المطلوب والمُستهدف في نهاية الأمر والدعم والاستدانة والمعونات الخارجية أدوات بكُل أسف لن تُعين دولة مُنهارة (اقتصاديا) كالسودان في النهوض إن لم تذهب هذه الأشياء المذكورة (إن توفرت) لدعم الإنتاج ، وبالإنتاج لن نحتاج.
حمدوك في أمريكا (الآن) ورُبما يعود منها في حال فشلت الزيارة لترتيب زيارة أخرى لبلد آخر (رُبما) يجد فيه ما يدعم موقفنا السياسي والمادي وبُعبع العقوبات المُرعب يُهدد بانهيار الدولة كما صرّح الرجُل قبل سفره ، والمُعطيات الماثلة لا تُبشِر بخير لا سيّما (إن صحّ) ما كتبه هذا الرجُل.
(كتب كاميرون هدسون، كبير مساعدي المبعوث الخاص إلى السودان، والمدير السابق للشؤون الأفريقية في مجلس الأمن القومي مقالاً بمناسبة الزيارة الأولى لرئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك إلى واشنطن وفي مقالته التفصيلية ، ذكر هدسون أن أحد المسائل العالقة التي يتجنب المسؤولون الأميركيون التحدث عنها علانية تتعلق بالأحكام الصادرة ضد الحكومة السودانية لدعمها التفجيرات الإرهابية ضد السفينة (يو إس إس) كول عام 2000 وتفجيرات السفارة الأميركية في نيروبي، كينيا ودار السلام، تنزانيا في العام 1998. وعليه، طبقا لهدسون، وقبل محو السودان من القائمة السوداء، يتعين على حكومة حمدوك أن تدفع أكثر من 300 مليون دولار كتعويضات لضحايا الهجوم على (يو إس إس) كول و2.1 مليار دولار كتعويضات لأسر أمريكية لضحايا تفجيرات السفارات عام 1998).
من أين لنا يا هذا بهذا المبلغ الكبير وإن كان الأمر كما تقول ولدينا ما ندفعه لكم فمن باب أولى أن (نكرُب) البطُن ونتجه صوب الإنتاج الذي ظللنا نتهرّب منه وما من بديل للانتاج إلّا الإنتاج.
بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة