منوعات

ويبقى الرهان على (الجيل الجديد)


عندما تشتري (جهازاً) جديداً ، تُمنح شهادة ضمان لمدة عام او خمسة اعوام، حسب نوع السلعة وجودتها.
وإن كان يحدث ذلك في الكثير من الاجهزة ذات الطبيعة الالكترونية، فان المواد الغذايئة والدوائية تبقى محددة مدة صلاحيتها، اذ يقترن تاريخ الانتاج بتاريخ انتهاء الصلاحية.
ثورة ديسمبر المجيدة التي (فاتت الثورات التي كانت قبلها والتي سوف تأتي بعدها)، نريدى ان تكون شهادة ضمانها مفتوحة – وباقية صلاحيتها ابد الدهر بفضل المولى وتوفيقه.
نريدها ثورة في كل لحظة – محتفظة بشبابها الغض وحراكها الدائم وروحها الوثابة.
وهذا امر طبيعي إن كنا نتحدث عن جيل (المستقبل) – وليس هناك ضمان اقوى من الحاضر والمستقبل، فقد ظللنا سنوات طويلة نتحدث عن تاريخ مضى، على طريقة (نحن من اسسنا الاتحاد الافريقي لكرة القدم).
النظام البائد لأنه قضى على الاخضر واليابس في السودان – بدد ثورات البلاد ودخل حتى على مثل وقيم الشعب السوداني، لذلك كان لا بد ان تكون الثورة السودانية شاملة تغطي كل الجوانب التي حدث فيها الخراب والتلف.
ثورة ديسمبر المجيدة كانت ضد الفساد في كل النواحي، اذ تحققت الانتفاضة في المقام الاول على الفساد الاخلاقي، الذي قام على استغلال الدين لمكاسب الدنيا ورفع شعاراتها دون ان يكون لهم منها شيء.
الثورة السودانية، لم تكن ثورة سياسية او اقتصادية فقط، بل شملت الثورة كل القطاعات فكانت سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وفنية ورياضية، لهذا تحقق لها النجاح.
ولهذا كانت بتلك العبقرية – التي جعلت العالم يقف عندها مندهشاً بما كان وبما سوف يكون.
(2)
الرهان على ثورة ديسمبر المجيدة، جاء متحرراً من الاشخاص، متجاوزاً للاحزاب السياسية ولقياداتها، معتمداً على الفكرة والمضمون ومراهناً على (الجيل الجديد) الذي يعتبر (كرت الضمان) الوحيد للثورة.
رهاننا على ثورة ديسمبر المجيدة بعيداً عن (الحرية والتغيير)، اذ تبقى تلك المكونات السياسية قابلة لعوامل التعرية ومهددة بشكل دائم ان تصيبها جرثومة العمل السياسي وفيروسات الاحزاب، والتي لا تخلو من انشقاقات وخلافات وصراعات، وتبقى كذلك قابلة إلى ان يلحقها الفساد، فللسلطة سحرها وجاذبيتها التي تضعف القيم والمبادئ وتنال منها.
لا حرية وتغيير ولا مجلس سيادة ولا حكومة حمدوك – يمكن ان يكونوا حراساً للثورة وعرابين لها.
هذه الثورة هي ثورة (الجيل الجديد) بكل طموحاته وتدفقاته وفدائيته وتكنولوجيته – ليس لنا منها غير اجر المشاهدة – والتصفيق لهم في اقصى درجات مساهمتنا معهم.
لقد جاءت هذه الثورة في ثوب جميل، محتفظة بألقها وجمالها وقيمها النبيلة – فكانت اعظم مجسداتها تتمثل في تقديرها للمرأة واعترافها بدورها العظيم ، ليس في الثورة فقط – وانما في الحياة كافة.
كانت مُثل هذه الثورة وقيمها ظاهرة – ظهر ذلك في (كنداكة) تستقبل علبة البمبان لتتلقفها قبل ان تسقط لتردها الى الجهة التي جاءت منها.
كانت قيم الثورة – والحراك في بداياته في انحناء شاب ليجعل من (ظهره) سلماً لسيدة تريد العبور الى الجهة الاخرى.
في الثورة المجيدة تجسد (فضل الظهر) الى ان يكون الظهر نفسه سلماً ومعبراً الى الامان.
هذه الثورة اكدت قدرة الشباب في استلهام روح محجوب شريف ومحمد الحسن سالم حميد وتجسيد اشعارهما التي كنا نحسبها في البدء ضرباً من الخيال لتكون واقعاً ملموساً في الشارع السوداني.
الثورة اعادت للشارع السوداني نبضه وحياته – فصار الشارع ملهم الثورة ومسرحها الجميل.
(3)
لا يعنينا كل ما يحدث من اخفاقات، ولن نقف عند كل المعيقات والتي يمكن ان تكون الحكومة الانتقالية نفسها جزءاً منها.
لن نحبط .. ولن ينكسر هذا الشعب – طالما كان الرهان على هذا الجيل الذي قدم خيرة من فيه لتحقيق الثورة – والابقاء على سلميتها حتى في احلك الظروف واصبعها.
(4)
بغم /
لا نريد من (قحت) أن تكون مجرد (عطارين).. فلا يصلح العطار ما افسده (المؤتمر الوطني).

الانتباهة اون لاين