تحقيقات وتقارير

زيارة حمدوك لأمريكا.. إذابة الجليد في علاقات البلدين


زيارة رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك للولايات المتحدة الأمريكية والتي وصفها خبراء سياسيين ودبلوماسين واقتصاديين بأنها حققت تقدما ملحوظا في العلاقات السودانية الأمريكية و نجح من خلالها حمدوك من إذابة الجليد في العلاقات بين البلدين، تعد الزيارة الرسمية لأول مسؤول سوداني منذ العام 1985م.

بدأت الزيارة التي استغرقت سبعة أيام برفقة وزراء الدفاع، العدل، الشباب والرياضة، الشؤون الدينية والأوقاف، و بحسب رئيس الوزراء فإن أجندة الزيارة حوت عدداً من اللقاءات المهمة شملت وزارات الخارجية و الخزانة والدفاع، ولقاء بقيادات الكونغرس و رئيس البنك الدولي و مديرة صندوق النقد الدولي، ولقاءً جامعاً مع السودانيين بالولايات المتحدة.

واعتبر رئيس الوزراء أن التوقيت كان الانسب لعودة العلاقات بين الولايات المتحدة والسودان، حيث أسفرت الزيارة عن توطيد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بالترفيع الدبلوماسي وتبادل السفراء بين السودان والولايات المتحدة الأمريكية بعد إنقطاع دام لأكثر من 23 عاماً، وأضاف بأنها تمثل العودة لنقطة بداية عظيمة لإقامة علاقات تعاون متميزة بين البلدين.

السفير على يوسف قال أن زيارة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك للولايات المتحدة الأمريكية تعتبر أول زيارة رسمية عقب تولي الحكومة الانتقالية مضيفا بأن الزيارة حققت العديد من المكاسب بدءا بترفيع العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى السفراء وهو تغيير له ابعاده الإيجابية في الجوانب السياسية والدبلوماسية وأضاف بأن الهدف الأساسي للزيارة تمثل في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وهو إجراء تشارك في تنفيذه مؤسسات الإدارة الأمريكية ويصدر حوله قانون وفقا لقرار من الكونغرس الأمريكي ليصبح جزءا من منظومة الدولة مشيرا الى أنها خطوة هامة تطلبت الحوار المباشر مع الإدارة الأمريكية ومنظمات المجتمع المدني للمساهمة في تنفيذ القرار.

واكد السفير أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين أخذت حيزا مهما في لقاءات الجانبين وتطرقت إلى التبادل التجاري وفتح فرص الاستثمار والدعوة للشركات الأمريكية لدخول سوق السودان.

وأشار السفير علي يوسف إلى التطورات التي تشهدها منطقتي الشرق الأوسط والقرن الأفريقي والدور الذي يمكن أن يلعبه السودان عقب تولى رئاسة منظمة “الايقاد” بالمزيد من التعاون الدبلوماسي والسياسي بين السودان والولايات المتحدة الأمريكية في إدارة قضايا المنطقة .

وأكد السفير أن وفد السودان الزائر للولايات المتحدة الأمريكية ضم عدد من الوزراء الذين اداروا حوارا في مختلف المجالات الفنية والأمنية لافتا إلى تطرق المباحثات حتميا إلى ملف اليمن الذي يشارك فيها السودان بقواته العسكرية وهو أحد الملفات المهمة للإدارة الأمريكية والأوضاع في ليبيا ودور السودان أيضاً في ملف سد النهضة لتنسيق الجهود والتعاون في ملف الوساطة الأمريكية بين أثيوبيا ومصر.

ووصف الخبير الاستراتيجي سليمان عبد الكريم جدو زيارة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك للولايات المتحدة الأمريكية بأنها خطوة مهمة لإظهار جدية الحكومة الانتقالية في تناول ملفاتها الشائكة وإظهار براءتها من إخفاقات الحكومة السابقة لافتا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تبدي قبولا قاطعا ولا رفضا صريحا لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، مؤكدا أن الأمر يتطلب مزيداً من الوقت والشفافية في ملفات ترى أمريكا أنها ضرورية ومهمة فيما تنفي الحكومة الانتقالية مسؤوليتها عنها وتدعو لعدم معاقبتها لاخفاقات الحكومة السابقة.

وأقر سليمان بالتغيير الذي حدث في السودان مستدركا بأن التغيير لا يرضى طموحات أمريكا الأمنية والسياسية مضيفا بأنها تنظر لملف السودان بعدة زوايا داخليا فإن أمريكا على أبواب الانتخابات والحزب الجمهوري ضمن برامجه ووعده لناخبيه محاربة الإرهاب لافتا إلى أن أمريكا تنظر إلى الوضع في السودان بضبابية لرفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ومقرا في ذات الوقت بحرص أمريكا خارجيا على رفع السودان من القائمة حتى لا تنفجر المنطقة من حولها ولفت إلى أن مبادرة أمريكا لرفع العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى السفراء لتجعلها اكثر قربا ومقدرة لمراقبة السودان ولضمان أنه مؤهل لرفع اسمه من قائمة الإرهاب وأن يكون خالي من الجماعات التي ترتبط بالنزاعات في الشرق الأوسط وافرازات الحرب مع داعش مؤكدا أن المصلحة الأمريكية في نهاية المطاف تقتضي رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب لضمان الاستقرار والمحافظة على المكتسبات السياسية الحالية مما يدعم السلام في المنطقة.

الدكتور محمد الناير الخبير الاقتصادي قال أن من مخرجات الزيارة الترفيع الدبلوماسي الذي يعد خطوة نحو تمهيد الطريق للتطبيع ووصول السودان لتفاهمات فيما يخص رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب الذي يعيق الاقتصاد بصورة كبيرة رغم امتلاك إمكانيات وموارد طبيعية ضخمة إلا أن صعوبة التعامل المصرفية بين السودان ودول العالم من التعقيدات التي تسبب فيها بقاء السودان بقائمة الإرهاب لافتا إلى أن حصول السودان على إعفاء كلي أوجزئي لديونه وفقا لمبادرة الهيبك وأن يحصل على قروض ميسرة من المؤسسات المالية الدولية يرتبط برفع اسمه من القائمة أيضاً.

وأشار الناير للقاءات الإيجابية بين الجانبين والتي يمكن أن تضع العلاقات الاقتصادية السودانية الأمريكية في مسارها الصحيح متوقعا نتائج سريعة وملموسة لما بعد الزيارة مضيفا بأهمية إيجاد آلية للمتابعة لكافة الاتفاقات التي تم التوافق عليها مشددا على ضرورة إستمرار ملف رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب على مستوى الدبلوماسية الرسمية والشعبية والفريق الاقتصادي الذي يتطلب منه التواصل مع مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخارجية( OFAC) لإزالة العقبات المصرفية التي تعترض المعاملات المصرفية بين السودان والمصارف العالمية.

تقرير// أمل عبد الحميد
الخرطوم-7-12-2019م(سونا)