استهداف الصحافة .. ليتهم يعقلون
(1) مِن مصلحة حكومة الدكتور “حمدوك” ألا تستعدي عليها مؤسسات الإعلام الراسخة ، وعلى رأسها الصحف المستقلة ، فالجالسون جوار بائعات الشاي والقهوة لن يستطيعوا أن يصنعوا لها صحافة ناجحة ومقروءة ، فقط لأنهم كانوا حضوراً في ساحة الاعتصام ، كما أنهم لا يقوون على مقارعة و مواجهة صُناع الإعلام الحقيقي وقادة الرأي العام الذين ما زالوا في المقدمة فاعلين ومؤثرين وموثوقين عند السواد الأعظم من الشعب السوداني .تتغير الأنظمة ، وتذهب حكومات وتأتي حكومات ، ولكن تبقى رموز ونجوم الإعلام في كل دول العالم ثابتة وساطعة على مر العهود ، لن ينال منها غير المرض العضال والموت .هذا ما يجب أن يفهمه هؤلاء المتشنجون الجدد ، فلا ثورة (ديسمبر) تصنع صحفياً علماً ورقماً ، ولا حكومة “حمدوك” و وزارة إعلامها تخلق إعلامياً نجماً ، باهراً ومقنعاً ، و لو عيِّنته عبر شُباك الاستثناءات بقرار صادر (بالإجماع) عن مجلس الوزراء !!
نحن نعلم أن هؤلاء المتهيجين فاشلون وحاسدون كالتيوس في زرابها ، وقد عملوا كلهم في صحف (الإنقاذ) ، أكلوا مالها ولعقوا صحونها ، ثم خرجوا يسبونها ويدعون لتفكيكها ، ونحن نتحداهم اليوم .. وغداً .. وبعد غدٍ .معركتنا الظافرة باذن الله من أجل حماية الحريات الصحفية ، ستظل مفتوحة مع الجميع ، حكومةً وناشطين .. وحاقدين . ومَن كان يحكم البلاد قبلهم كان أشطر وأقوى .. فليتهم يعقِلون .
(2)
ظل الإعلامي القدير الأستاذ “عبدالعظيم عوض” يدير المجلس القومي للصحافة والمطبوعات بانضباط مهني و وظيفي عال ، وخلق رفيع ، وسعة صدر ، و طهارة يد ، وحسن تعامل مع الناشرين والصحفيين دون إفراط أو تفريط . لم نعرف لابن الإذاعة الحريف ، وتلميذ “بشير محمد سعيد” و “محجوب محمد صالح” النجيب في (الأيام) ، انغماساً في دوائر السياسة و لجان الحزب الحاكم في النظام السابق ، بل إنني أعلم أنه كان يخالف قادة وزارة الإعلام ، وإدارة الإعلام في جهاز الأمن و أمانة الصحافة في الحزب كثيراً ، ولا يقبل أي تجاوز أو امتطاء لظهر المجلس لتمرير قرارات و سياسات خرقاء ، وآخر مواقفه القوية سعيه الدؤوب في تعطيل إجازة مشروع قانون جديد للصحافة والمطبوعات بالغ السوء ، فعقد الورش لمناقشته ودعا الصحفيين والناشرين للتداول حوله شهوراً ، فرفضناه وواجهنا مَن صاغوه بليل بعيداً عنا في دوائر الحزب و الوزارة ، استهدافاً لحرية الصحافة ، فسقط القانون ولم يجز حتى سقوط النظام .
إن حكومة “حمدوك” و “مانيس” تصر كل صباح على تشريد الكفاءات والخبرات في كل قطاع حيوي ، بسبب رعونة تقارير بعض منسوبي قوى الحرية والتغيير ، فإلى متى يستمر مسلسل هدر الكفاءات يا رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الوزراء (المفوض)؟!
الهندي عزالدين
المجهر السياسي