جايبنها من باريس وبايعنها بالرخيص .. (دنقر شيل) .. حكاية سوق بـ(شِّد الحيل) ..!
أزدحام غير عادي،، سباق محموم لانتقاء الافضل والاجمل، رجال ونساء واطفال جميعهم في حالة انحناء وتنقيب، صوت الباعة يعلو ويعلو وهم يرددون بصوت جميل (كل شيء عندنا، جايبنه من باريس وبايعنه بالرخيص، مقاسك عندك، شنطتك عندنا، يالخالة ويا العمة جديد اولادكم الليلة انتما).
(1)
هذا ما يخترق الاذان ويلفت نظر الغاشين لذلك السوق الذي يقع في قلب سوق الحاج يوسف الكبير والذي اطلق عليه اسم (دنقر شيل)، يعمل فيه عدد من تجار الاقمشة من الملابس النسائية والرجالية والاحذية من مختلف الانواع من بينها المستعمل والجديد، بجانب مستلزمات الفتيات من (ميك اب) واكسسوارات باسعار متاحة للجميع ما يجعله في حالة ازدحام دائم.
(2)
حرصت (كوكتيل) على اللقاء والحديث مع احد تجار سوق (دنقر شيل) الذي اوضح : (هذا الاسم قديم جدا وتم اطلاقه نسبة للبضاعة المعروضة فيه وهي متاحة للجميع، اي بمعنى (دنقر وشيل) فقط دون أن تتلفت فتفقد فرصتك في الحصول على البضاعة التي تريد، مبينا (بضاعتنا من الملابس تاتي في حاويات معينة من الخارج وهي عبارة عن استعمال خفيف جدا واخرى وسط نقوم بغسلها بمادة النشا فنقوم بعرضها وبيعها خلال ايام معينة من الاسبوع وزبائننا الاكثر هم طالبات الجامعة اللاتي يحصرن على شراء اعداد مختلفة من الوان (الطرح) والاكسسوارات.)
(3)
من جانبه قال البائع الوسيلة خضر: (نحن نسترزق من (دنقر شيل) كما يسترزق المشترون وذلك لتنوع بضاعتنا واسعارها الرخيصة، مضيفا (في بعض الاحيان يقصدنا العرسان لشراء الثياب وكذلك الفتيات اللائي يحرصن على شراء فساتين السهرات لان اسعارها عند تجار الملابس في المعارض والمحلات الفخمة غالية جدا والجميع يعاني من الظروف الاقتصادية المتدهورة.)
(4)
فيما اكد البائع الرشيد حمزة أن الشباب من الاولاد يحرصون على شراء بناطلين الجينز والتي شيرتات الملونة وآخرون يضطرون لحجز الوان معينة حال وصول البضاعة الجديدة، لافتا الى أن اكثر زبائنه من فئة الموظفين باعتبار انهم اصحاب دخل محدود.
(5)
عدد من المشترين اكدوا جودة البضاعة التي يشترونها وانها الحل الامثل لهم في مواجهة الغلاء الطاحن في اسعار الملابس والاحذية، مشيرين الي انهم باتوا لا يحملون هما للملابس في حال وجود مناسبة زواج لان (دنقر شيل) منقذهم وخير سند لهم).
تقرير:محاسن أحمد عبد الله
صحيفة السوداني