زاهر بخيت الفكي

برافو محمد عصمت ..!!


معلوم أنّ الوطّواط المعروف عندنا بأبو الرُقيع لا يتحرّك إلّا في الظلام الدامس وقد وهبه المولى سبحانه وتعالى قُدرة كبيرة تتيح له الحركة واصطياد ما يقتات به وغيره نيام هدأت حركتهم ، استلف بعض أهل الإنقاذ هذه الصفة منه واستغلوا الظلام ليفعلوا فيه ما يحلو لهم من أفعال لا يراها غيرهم أو يشعروا بها ، وكم من صباحٍ أصبح علينا وفي أحشاءِ ليلته فعلوا ما يعجز عنه عُتاة الأبالسة ومردة الشياطين ، وهل قرأتُم في صُحف الإنقاذ عن مزادٍ لبيع خط هيثرو (مثلاً) أو سكك حديد مشروع الجزيرة أو أملاك السودان في لندن أو غيرها من المُصائب التي لا تُحصى ولا تُعد.

هل صرّحوا يوماً بأنهم تخلّصوا منها لأسباب تتعلّق بمصلحة السودان وأهله.؟
باعوا واشتروا في البلاد وعبّدوا لعائدات البيع طُرقاً آمنة إلى جيوبهم والمواطن صاحب الحق الأصيل آخر من يعلم.

أبواب الوظائف لا سيّما القيادية كانت موصدة عن أصحاب الكفاءة والتخصص ومُشرعة لأصحاب الولاء والترضيات يتعاقب أطباء الأسنان على الخارجية وفي مقعد الصحة يجلس من لا علاقة له بالصحة من قريب أو بعيد ، إنت وحظك ومتانة علاقتك بمن يطبخون الوظائف في زمان اللا معايير ، تُصبِح في مؤسسة وتُمسي في أخرى لا علاقة لها بسابقتها (عاادي) لمَ لا وقد كانوا جنوداً كما زعموا ما عليهم إلّا السمع والطاعة ، والمناصب الرفيعة (المُنتقاة) وبالرغم من مخصصاتها العالية ومزاياها الرفيعة قالوا هي تكليف لا تشريف ، يحِل زيد مكان عبيد وكلاهما تقلبا في الوظائف وطافا على الكثير من الوزارات والمؤسسات دون أن يعرف المواطن ما هي مؤهلاتهما التي أوصلتهما لهذه المكانة.

كان القوم يعملون في صمتٍ مُريب وكُل الأشياء في زمانهم كانت تتم (أم غُمتي) ، يُجيدون ببراعة مُتناهية التخفّي والتستُر على أفعالهم خاصة المشبوه منها ، اتخذوها ضيعة مملوكة بالكامل لهم ولهم مُطلق الحُرية فيما يرونهم هُم تحكّموا في أرضها وإنسانها إلى أن شاء رب العزة وبعد أن أمهلهم كثيراً أن ينزع مُلكه ، وكانت الثورة الظافرة وتمّ التغيير الذي تطلّع له الناس وبذلوا في سبيله الغالي والنفيس.

بعضهم يُريد لهذه الثورة أن تسلُك نفس طريق الإنقاذ ولكن هيهات ، والعمل بوضوح وشفافية يقودنا بإذن الله إلى مُستقبلٍ واعد وقد رشحت الأخبار بأنّ القيادي محمد عصمت استقال من موقعه بسبب شبهات في تعيين من لا تُناسِب مؤهلاتهم المقاعد الشاغِرة ، برافو محمد عصمت وهذا بالتأكيد ما نطمح إليه ويعزز من ثقة الناس في من يحكم حتى يتبع الجميع اللوائح ويحتكمون للمعايير وأن تتم الأشياء في وضح النهار والعين تشوف بعد أن ولى عهد العمل في الظلام وزمان الغتغتة والغتاتة.
والله المُستعان.

بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة