حوار مع الشُرطة !
* تشهد ولاية الخرطوم في الأيام القادمة خطة مرورية محكمة تشمل تطبيقا صارما لقانون المرور وضبط المخالفات وتوقيف المخالفين وانهاء حالة الفوضى والاختناقات المرورية في كل انحاء الولاية، مع اختيار مناطق معينة سيُعلن عنها للجمهور قبل قت كاف، كتجربة جديدة الهدف منها ترسيخ مفهوم التعاون المثمر بين الشرطة والشعب، ورفع درجة الوعى المرورى ومشاركة المواطنين في ضبط حركة وانسيابية المرور وإعادة الانضباط للشارع، ومن ثم تعميم التجربة في كل أنحاء الولاية، حتى يصبح احترام قانون وقواعد المرور عادة وسلوكاً مجتمعياً يساهم فيه الجميع!
* يشارك في تنفيذ الخطة كل افراد الشرطة من أعلى الرتب الى أدناها، وقريبا جدا سيشاهد الناس ضباطاً من اعلى الرتب في انحاء الولاية المختلفة يشاركون في تنظيم حركة المرور وتقديم المساعدة والارشادات اللازمة، وضبط المخالفات والقيام بكل ما يلزم من اجراءات على مدى ساعات اليوم، بالإضافة الى الاستعانة بأجهزة الاعلام وجهود الشباب والطلاب وكل قطاعات المواطنين بعد الحصول على التدريب المناسب، كنواة لجمعيات شعبية مستقبلية تساعد الشرطة في تنفيذ مهامها المختلفة، وتكون جسرا بينها وبين المجتمع يهدف لتحقيق مدنية الدولة التي يتطلع اليها الجميع، وتلعب الشرطة دورا أساسياً في ترسيخها باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الشعب تعمل لحمايته وخدمته، وتحويل الشعار المعروف (الشرطة في خدمة وحماية الشعب) الى واقع ملموس يساهم الجميع في تحقيقه بكل تجرد واخلاص !
* الخطة طموحة جدا، لا تقتصر على ضبط حركة المرور وإعادة الانضباط الى الشارع فقط، بل تتضمن محاور أخرى منها إعادة ترتيب وتنظيم وتخطيط الشوارع وإزالة المعوقات التي توجد بها بالتعاون مع أجهزة الدولة الأخرى، ووضع علامات واشارات المرور وتحديد عبور المشاة بشكل جديد ييسر على الجميع استخدام الشارع وتسهيل حركة المرور وتقليل المعدلات العالية للحوادث التي تتسب في فقد ارواح عزيزة علينا بواقع فقيدين وعشرات الجرحى والمصابين في شوارع الخرطوم كل يوم، ما عدا الأرواح التي تفقد في طرق المرور السريع، ولقد حان الوقت لتعاون الجميع في كل اجهزة الدولة ومنظمات المجتمع المدني والمواطنين مع الشرطة لوضع حد لفقدان الارواح وخفض معدل الحوادث، ووجود شوارع آمنة ومنظمة وحركة منسابة، وعاصمة جميلة يفتخر بها ويحافظ عليها الجميع !
* بالإضافة الى ذلك، هنالك تفكير جاد بالتعاون مع الجهات المختصة مثل قطاع التأمين في تغيير طريقة التامين الإجباري على العربات، الذى يفرض على كل العربات رسما موحدا، وذلك بالتحول الى نظام التأمين الذى يأخذ في الاعتبار مخالفات المرور في تقدير قيمة التأمين على صاحب العربة حسب سجله المرورى المسجل لدى الشرطة، فكلما زاد عدد المخالفات زادت قيمة التأمين والعكس صحيح، مما يؤدى بشكل تلقائي الى حرص صاحب العربة على تفادى ارتكاب المخالفات، ويستدعى هذا النظام الجديد الاحتفاظ بلوحة العربة عند نقل ملكيتها الى شخص آخر على أن يحصل صاحب العربة الجديد على لوحة جديدة تحمل اسمه في سجلات المرور، أو يستخدم لوحته السابقة إذا كانت لديه لوحة، وبهذا يسهل متابعة سجله المرورى بالإضافة الى تسهيل واختصار اجراءات نقل الملكية، وغيرها من المزايا الاخرى مثل مكافحة السرقات !
* كما تشهد الولاية تعاونا بين الشرطة ولجان المقاومة لحفظ الامن في الاحياء وتسيير الدوريات الليلية لمكافحة السرقات، بالإضافة الى عودة السوارى الى شوارع الخرطوم في جولات ليلية ونهارية تسهم في حفظ الامن وتعطى رونقا جميلا لشوارع الخرطوم يجتذب المشاهدين ويقوى العلاقة بين الشرطة والجمهور !
* كل ذلك وغيره من الخطط والبرامج والأفكار كان محل حديث طويل امتد لأكثر من ثلاث ساعات جمعني يوم امس بالفريق (خالد بن الوليد) المدير العام لشرطة ولاية الخرطوم، وذلك في معية اللواء (صديق العبيد) مدير شرطة المرور بالولاية، واللواء (بلة محمد حسين) مدير دائرة الشؤون العامة بشرطة الولاية، واللواء (زين العابدين عثمان) مدير دائرة الجنايات بشرطة الولاية، واللواء د. (حسن حامد عبدالرحمن) مدير الادارة العامة للإعلام والعلاقات العامة برئاسة الشرطة، والعميد شرطة د. (آدم محمد الأمين) مدير اعلام شرطة الولاية، والعميد د. (عمر عبد الماجد) بشير الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة، وسيكون لنا بإذن الله جولات أخرى مع هذا الحديث الذى تميز بالصراحة والوضوح الشديد.
صحيفة الجريدة