رأي ومقالات

تبيدي: الخطوبة فيها حكمة ومساحة !


• يحضر وفد من أهل أحد الشباب للتعارف مع أهل فتاة يرغب في خطبتها بصورة رسمية ، وربما الإتفاق على موعد الزواج ، فجأة يرتفع صوت أحد الرجال “يا جماعة طالما إتلمينا أحسن نعقد” ! وجايز تكون الحكاية “متكتكة ومطبوخة” وممكن تكون وليدة اللحظة ، المهم أن الأمر قد يتطور بسرعة ويتم العقد ، وأحيانا يكون الزواج زواج “أغارب” وليس هناك أي تعارف وتداخل بين الأسرتين !
• كثيرون ممكن يقولوا ليك دا عمل خير وطالما إجتمعنا أحسن نتموا الظروف ما معروفة ، أحيانا تلقى أهل الولد خايفين ولدهم يفرنب ويحرجهم ودايرين يربطوه ، وأحيانا أهل البنت يكونوا مستعجلين على العقد حتى تبرد أضانهم من حكاية نط وعينو زاغت ، وأحيانا بكون في طرف تالت على الخط عايزين يقطعوا عليهو الطريق ، وأحيانا ممكن قد تكون هناك ظروف موضوعية تستلزم العقد .
• السنة النبوية الشريفة تحدثت عن الخطبة “الخطوبة” لفترة تتيح للأسر التعارف والترابط وتتيح للمخطوبين التعرف أكثر على بعضهما في إطار الحدود الشرعية بما يوثق المعرفة والمحبة بينهما ويمهد لبيت سعيد تسوده المودة والإلفة والإحترام المستدام ، وقد يقتنع أحد الطرفين خلال فترة الخطوبة أن الآخر لا يصلح له فيتم إنهاء الخطوبة ، لذلك فإن الكلفتة وإستعجال العقد ليس من السنة النبوية .
• بعض الأسر قد تكون ذات عادات وتقاليد مختلفة أو متصادمة ، مع تعصب وتحجر في مواقفها ، لا مرونة ، لا حكمة ، لا إحترام للنسابة الجدد ، هذا الأمر خطورته بالغة إذ قد يجعل الأسرة الوليدة مبنية على أرض متحركة وكومة من رمال ، ولذلك مهم أن تكون هناك فترة خطوبة تتيح للأسر التعرف الجيد على بعضها بحيث تمضي العلاقة بسلاسة الى الأمام أو تنتهي في بداياتها بلا ضرر أو ضرار .
• نحترم كبارنا ورأيهم وتقديرهم وحكمتهم ، لكن يجب عدم الإستعجال على العقد دون تشاور كاف وحسابات موضوعية ، الكبار عليهم ترك الطلاقات والحماقات ونغمة “ما عندنا بت بشاوروها” .. الخطوبة بضوابطها سنة نبوية فيها حكمة ومساحة للتقارب والتفاهم فلا تقفزوا عليها دون ضرورات ، وكم كانت للعقود المستعجلة من مآس وأضرار خاصة على المرأة ، صحيح أن لكل حالة تقديرها وظروفها ، لكن سنة النبي (ص) فيها الخير كل الخير فلا تتركوها .

الأربعاء ٥ فبراير
الدار – عسل أزرق
محمد حامد تبيدي