الفاتح جبرا

من غير بواب


كالعادة ما أن ينزل خطب بالبلاد أو يقع حدث مهم حتى يشتغل الناس بالفارغة والمقدودة ويتركون لب (القضية)، فقضية التطبيع مع إسرائيل أو (الجن الأحمر) ليست في حد ذاتها قضية تستوجب (القومة والقعدة) بحسبان أنها في نهاية الأمر لن تفرض فرضاً على الشعب دون أن تتم إستشارته فيها ليقول كلمته ويعطىي قراره، خاصة والسلطة الحالية سلطة إنتقالية ليس من صلاحياتها اتخاذ قرارات مصيرية مثل قرار التطبيع مع (إسرائيل) ، لأن قراراً كهذا لا يتم إلا عبر ممثلين شرعيين للشعب في برلمان منتخب وليس هنالك من يستطيع أن يفرض إرادته على هذا الشعب تطبيعاً أم عدم تطبيع .

لكن القضية هي أكبر بكثير من مسألة التطبيع فهي تشير إلى أن الدولة كما يقول أهلنا في شمال الوادي (وكالة من غير بواب) تدار من جهات لا نعلمها عبر أشخاص وسماسرة (للأسف) وليس مؤسسات ، فكل (مسؤول) يمكنه مغادرة البلاد للقاء من يشاء وقت ما يشاء عارضاً بضاعته من أمن البلاد وسيادتها وثرواتها في سوق (النخاسة) !

أليس غريباً أن ينشغل هذا الشعب بمسألة (التطبيع حرام وللا حلال) وهل (أنت معه أم ضده؟) ولا ينشغل بمغادرة شخص في منصب رئيس مجلس السيادة البلاد في غفلة من بقية ( الكومبارس ) للتباحث في أمر كهذا (ليس من مهامه أصلاً) مشكلاً بكل المقياس انقلاباً غير شرعيا على مجمل مكونات الدولة بما فيها تلك الوثيقة التي شكلت وجدان الامة قبل ان تشكل دستورها المؤقت للفترة الانتقالية .

وأليس مخجلاً أن يرى العالم (ويتفرج) على مثل هذه المهازل ووزيرة خارجيتنا تسالها القنوات ووكالات الأنباء العالمية عن هذه الزيارة فتجيب بأنها لا علم لها بها (يطرشا ويعميها) ! ثم يخرج وزير (إعلامنا) ليؤكد عدم اخطارهم بالسفر والزيارة وبالتالي عدم علمهم كمجلس سيادي بما دار فيها؟ (بالله ده إسمو كلام)؟

وتأكيداً بان هذه البلاد قد أضحت (وكالة من غير بواب) فلم تقتصر مسالة اللقاءآت التباحثات والمشاورات (الفردية) التي لا نعلم عنها شيئاً على رئيس مجلس السيادة فالقصة كما يبدو قد (فلتت) وأصبح (كل زول شايت براهو) فها هو نائبه (حميدتي) الذي تحول إلى لاعب أساسي في منظومة الحكم والسلطة قد أقلعت به ومعه بعض حاشيته قبل أيام غير قليلة طائرة إماراتية من مطار الخرطوم،حيث مكث بالامارات ثلاثة أيام ولا أحد من حكومة (الثورة المجيدة) يعلم ماذا دار هناك، وحتي بعد عودته، لا بيان لا خبر لا توضيح عن أسباب الزيارة وما دار فيها أو تمخض عنها (وكلو كتامي) !

ولعلم القارئ الكريم فإن وزير الدولة الأماراتي (قرقاش) قد قام بعدة زيارات للخرطوم إلتقى فيها (البرهان وحميدتي) في عدة إجتماعات (مقفولة) لم يُعلن عن أهدافها و لا عن ما تمخضت عنه !

أيها الناس، أيها القوم أفيقوا وأنظروا ما يحاك لكم في (الظلام) من محاولات لتفريغ ثورتكم من محتواها وإستلام العسكر للسلطة عبر التحالفات المشبوهة المدعومة من الخارج و(الداخل) ، خليكم من قصة (التطبيع حلال وللا حرام) فما يجري نوع من مسرح العبث !

كسرة :

خليكم مع التطبيع (حلال ولا حرام) لحدي ما الفأس يقع في الرأس !

كسرثابتة :

أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنووو؟
أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنو (و)؟
أخبار ملف هيثرو شنووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان)
أخبار محاكمة قتلة الشهيد الأستاذ أحمد الخير شنوووو؟ (لن تتوقف الكسرة إلا بعد التنفيذ)
الفاتح جبرا

الجريدة