أكثر 5 أمراض يصاب بها الموظف في العمل المكتبي
حتى إذا كنت تحب عملك، لا يعد قضاء ثماني ساعات في اليوم، وخمسة أيام في الأسبوع، على كرسي المكتب مفيدا لجسمك. وحسب مجموعة مايو كلينك الطبية، يتسبب الجلوس فترات طويلة في العديد من المشاكل الصحية، مثل ارتفاع مستويات الكوليسترول وضغط الدم، ناهيك عن خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وفي تقريرها الذي نشرته “مجلة فاست كومباني” الأميركية، قالت الكاتبة ليندساي تيغار إن العديد من المهنيين يعانون من بعض الأوجاع والآلام جراء عادات العمل التي يتبعونها.
وهناك خمسة أمراض ترتبط بالعمل المكتبي، ونقدمها لك هنا مع نصائح لتفاديها:
1- مضاعفات الرأس المنحنية
هل استيقظت يوما ووجدت نفسك تعاني من تصلب في رقبتك، وبالكاد يمكنك تحريكها؟ أو تشعر ببعض الآلام بين عظام كتفك؟ إذا كان الأمر كذلك، فأنت تشبه 30% من الأميركيين الذين يشتكون من الإجهاد في الرقبة والجزء العلوي من الظهر، وذلك وفقا لمقوم العظام الدكتور جوزيف تايلور.
هناك الكثير من الأسباب التي تجعلنا نعاني من هذا الألم، بيد أن الدكتور تايلور يعتبر أن السبب الرئيسي لهذه الآلام يتمثل في الوظائف المكتبية. كما أن الكثير من الناس لا يجلسون بشكل مستقيم، مما يشكل ضغطا أكثر مما ندرك على النصف العلوي من أجسادنا. وحسب تايلور، فإن الجلوس على جهاز كمبيوتر في الكثير من الأحيان يجعل الكتفين في وضعية منحنية، مما يسهم في انحناء الرأس إلى الأمام”.
وتابع تايلور حديثه قائلا إن “البقاء في هذه الوضعية لساعات متواصلة، يوما بعد يوم، وسنة بعد سنة، يمكن أن يتسبب تدريجيا في تغير وضعية عظام الرقبة الطبيعية والجزء العلوي من الظهر، واتخاذ هذه الوضعية المنحنية غير الطبيعية”.
وتعد هذه الحالة الصحية شائعة للغاية لدى الكثير من الموظفين. وفي حال تُركت دون علاج، يمكن أن تنتج عنها بعض العواقب الوخيمة، بما في ذلك الإصابة بالصداع، والصداع النصفي، وتشنجات العضلات، ومشاكل في الفك، أو حدوث خلل في المفصل الصدغي الفكي، وانخفاض سعة الرئة.
ويحذر تايلور “في كثير من الأحيان، تتطور الحالة بصمت قبل فترة طويلة من حدوث الألم. وفي حال لم تشخص بشكل صحيح، ستزداد سوءا مع مرور الوقت، ومن الممكن أن تصل إلى مستوى خطير”. وتبعا لذلك، إذا كنت تعاني من الألم، فمن المهم أن تزور طبيبك للحصول على توصيات تتعلق بضرورة الخضوع لعلاج طبيعي.
وعموما، يحث الدكتور تايلور الموظفين على المطالبة ببيئة عمل مناسبة، بما في ذلك توفير شاشات الكمبيوتر على مستوى العين. وفي هذا السياق، أفاد تايلور بأن “الجلوس ووضع قدميك في وضعية ممددة على الأرض، والحرص على أن يكون الظهر في وضع مستقيم، وفرد الكتفين؛ ستقلل الضغط المفرط المسلط على الرقبة والجزء العلوي من الظهر”.
2- آلام أسفل الظهر المزمنة
أكدت الكاتبة أن التقديرات تشير إلى أن 80% من البالغين يعانون من آلام أسفل الظهر المزمنة في مرحلة معينة من حياتهم. ورغم أن هذه الحالة شائعة للغاية لدى القوى العاملة، فإن لها تأثيرات سلبية على صحتنا، وذلك وفقا لاختصاصية علم حركية الجسم واليوغا والحركة سامانثا باركر. وتفسر باركر أن هذه الحالة الصحية تعد السبب الرئيسي للإصابة بالعجز في جميع أنحاء العالم، والعامل المباشر لضياع 26 مليون يوم عمل سنويا.
وحسب باركر، فمن المؤكد أن تغيير وضعية الكرسي ورفع مستوى المكتب يمكن أن يخففا حدة أعراض هذه الحالة الصحية. وفي الواقع، يمكن أن تشمل الراحة الحقيقية التي سيلاحظها الموظف الجزءَ الأسفل من الجسم، بما في ذلك عضلات الأوراك والفخذ وباطن الركبة.
وفي الإطار ذاته، أفادت باركر بأن “العضلات الموجودة في أرجلنا ترتبط بالحوض، الذي يعد الجزء المتحكم في الجزأين العلوي والسفلي من الجسم. ونظرا لأننا نجلس بزاوية 90 درجة خلال معظم أيامنا، تصبح عضلاتنا ضيقة، مما يخلق ضغطا على الحوض، ويتسبب في شد العضلات في تلك المنطقة.
وتابعت باركر حديثها “سيقوم معظمنا بحركات بسيطة، ونحن نجلس على كراسينا في مكتبنا لتحريك الجذع بغية تخفيف حدة الألم. ومع ذلك، فإننا ننسى أن نمد سيقاننا لبضع ثوان”.
بدلا من ذلك، قدم بعض العناية والاهتمام للوركين والساقين قبل النوم. ويمكن أن يكون ذلك من خلال القيام بحركات مثل رفع الساق للأعلى والأسفل، وإلى اليمين واليسار، ناهيك عن ممارسة بعض التمارين الرياضية.
3- متلازمة النفق الرسغي
أشارت الكاتبة إلى أننا نستخدم رسغينا في الكثير من الأعمال اليومية، مثل الكتابة وتحريك الفأرة ورفع الأوزان الثقيلة وحمل المشتريات، وما إلى ذلك. وفي الحقيقة، يمكن أن يتسبب الإفراط في استخدام هذا الجزء الصغير من الجسم في الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي.
وقالت كويا ويب، مدربة الصحة الشاملة، إن متلازمة النفق الرسغي تؤثر على الرسغ وتشمل أعراضها الرئيسية التنميل أو الوخز أو الشعور بالوهن في أيدينا.
فإذا كنت تشعر بالقلق من أنك قد تكون بالفعل تعاني من متلازمة النفق الرسغي، فينبغي عليك أن تسارع بزيارة الطبيب، ليقدم لك علاجا مناسبا، ناهيك عن ضرورة بدء ممارسة التمارين لتحسين صحة يديك، ويتضمن ذلك الضغط على قاعدة يديك على الحائط أمامك أو على مكتبك، وسحب كل إصبع، فضلا عن فتح وإغلاق قبضة اليد.
4- السقوط والانزلاق
أفادت الكاتبة بأن معظم الموظفين العاملين في مكتبهم لا يعتبرون أن ظروف عملهم خطرة. وبالمقارنة مع أولئك الذين يعملون في المصانع أو في الزراعة، لا يبدو أن دخول مبنى يوميا ينطوي على مخاطر كبيرة. في المقابل، صرح مقوم العظام الدكتور أنتوني كريفاسي بأنه “من المحتمل أن يتعرض لذلك العاملون في المكاتب مرتين إلى مرتين ونصف أكثر من غيرهم من غير العاملين في المكاتب. فعندما تتعثر أو تفقد توازنك، تتمثل ردة فعل معظم الناس الفورية في الهبوط على أيدينا ممدودة”.
وأضاف كريفاسي “يمكن أن يتسبب ذلك في تضرر كتفك ومعصمك والجزء العلوي من جسمك. كما يمكن أن تعاني من خلع في المعصم أو كسور، وتمزق الكفة المدورة، وعضلات الكتف، وحتى أكثر من ذلك”. وفي بيئة المكتب، هناك الكثير من العقبات المحتملة التي يمكن أن تسبب مثل هذا النوع من الإصابات، بما في ذلك السجاد الفضفاض والبلاط غير المستوي والأرضيات المبللة والإضاءة السيئة، والمكاتب المفتوحة أو الدرج وأسلاك الكهرباء.
من المرجح أن الأمر يبدو سخيفا، غير أن الدكتور كريفاسي يؤكد أن معظم هذه الحوادث يمكن الوقاية منها عن طريق المشي ببطء أكثر، مع الانتباه إلى محيطك وما يدور حولك. وإذا لاحظت وجود مشكلة تتطلب من الإدارة استدعاء الصيانة، فلا تتوانى عن القيام بذلك. وتجدر الإشارة إلى أن التمتع ببيئة عمل آمنة، وتوفير النظافة؛ من ضمن حقوقك. وفي حال تعرضت إلى حادث مماثل، اطلب المساعدة على الفور، حتى وإن كان الحادث بسيطا.
5- إجهاد العين
نقلت الكاتبة ما جاء على لسان ويب التي أوضحت أن 60% من البالغين الأميركيين أبلغوا عن تعرضهم لإجهاد بصري جراء الأجهزة الرقمية، مع مواجهتهم أعراضا تتراوح بين ألم العينين والشعور بالحرقة والحكة فيهما، فضلا عن عدم وضوح الرؤية والشعور بالصداع. ومن المرجح أنك لن تشعر بمدى حدة هذه الأعراض. في المقابل، يمكن أن يتأثر بصرك مع مرور الوقت.
في هذا الصدد، توصي ويب بممارسة تمارين اليوغا الخاصة بالعين، التي تساعد على الاسترخاء، ويمكن القيام بها على مدار اليوم، لتحسين مرونة نظرك وتعزيز تركيزك. وتقترح ويب إغلاق عينيك مرارا وتكرارا، ثم النظر إلى الأعلى والأسفل واليسار واليمين. وفي هذا الإطار، أوضحت ويب قائلة “أثناء قيامك بذلك، تخيل أنك تنظر إلى أرقام الساعة أمامك، وكرر النظر من 12 إلى ثلاثة، ثم من ستة إلى تسعة. ثم اعكس الاتجاه”.
فضلا عن ذلك، يمكنك تجربة الرمش بسرعة عدة مرات، ثم إغلاق عينيك لمدة عشرين ثانية. وعلى العموم، تعد هذه التمارين مفيدة عندما يكون خط البصر الرئيسي الخاص بك يوميا هو شاشة الكمبيوتر.
الجزيرة نت