تهريب السلع .. فقد الموارد
يشكل التهريب تحدياً للحكومة الانتقالية إذ تضبط السلطات المختصة يومياً كميات كبيرة من السلع المهربة عبر المعابر، سواء أكانت برية أو بحرية أو جوية، متمثلة فى الماشية والذهب والمحصولات الزراعية، على الرغم من الجهود المبذولة من الجهات المعنية لمحاربة الظاهرة التي افقدت خزينة الدولة فيها مليارات الدولارات.
وطالب مصدرون وزارة التجارة والصناعة أن تعمل على تنظيم قطاع صادر الماشية، وحسم عمليات المضاربة الكبيرة من قبل بعض الشركات الحكومية التي تعمل في تصدير الأبقار إلى الدول المجاورة، مثل مصر ولا تغذي الأسواق المحلية فى ولايات الخرطوم وبقية الولايات، مما انعكس مباشرة على ارتفاع أسعار الأبقار واللحوم محلياً، ووصول سعر كيلو الضأن إلى (600) جنيه بدلاً عن (400) جنيه، وكيلو العجالى بلغ (350) جنيه بدلاً عن (290) جنيه.
وطالب أحد مصدرين الماشية بسوق المواشى (قندهار) محمد آدم أبشر الحكومة الانتقالية أن تعمل على إيقاف الشاحنات المحملة بالمواشي من مناطق الإنتاج إلى بعض المناطق في البحر الأحمر (حدودية) خاصة التي تحمل الإبل والأبقار، وقال إن بعض أصحاب الشركات والمصدرين الذين تم حظرهم من قبل بنك السودان المركزي، يلجأؤن للاستعانة بمعارفهم والتصدير عبرهم، وعدهم السبب الرئيسى وراء فقد الصادرات الكبيرة، وطالب بوضع قانون رادع يعاقب المهربين بالسجن والغرامة.
وقال أستاذ الاقتصاد بجامعة الخرطوم عبد المنعم أحمد النعيم إن قطاع الثروة الحيوانية أصبح مهدداً بعمليات التهريب خاصة الإبل، الأبقار، الضأن، والمحاصيل الزراعية عبر الحدود لانعدام الرقابة، وقال لايوجد قانون يحاكم المهربين، ويومياً هنالك كميات كبيرة من موارد البلاد تهرب عبر جهات لايخفى على أحد أنها من المسؤولين سواء فى النظام البائد أو الحالي.
وأشار إلى أن هناك شبكات داخلية تعمل بشكل منسق ومرتب مع شبكات خارجية في دول مجاورة فى عمليات لتهريب السلع، وقدر كميات الإبل المهربة يوميا بنحو( 500 -700 ) رأس، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من الشاحنات المحملة بالسمسم والفول السوداني، وذكر أن هنالك بعض المصدرين يستأجرون السجلات ويعملون على تغيير وجهة شحنات الصادر من جدة بالسعودية وتهريبها إلى مصر، خاصة المحصولات الزراعية كالسمسم والفول، ما يؤدي إلى ضياع مبالغ تقدر بملايين الدولارات على خزينة الدولة بسبب شبكات التهريب بين البلدين، إلى جانب تهريب سبائك الذهب بين الشحنات عبر مطار الخرطوم، لافتاً إلى أن شبكات التهريب تتقاضى مبالغ كبيرة لدخول الإبل إلى مصر، وقال إن اللحوم في مصر تباع بسعر أقل من السودان، في وقت أن السودان به أكبر قطاع للماشية.
الخرطوم: كوكب الزين
صحيفة آخر لحظة