اقتصاد وأعمال

ألمانيا: بصمات واضحة فى مسيرة الاثار بالسودان

فى إطار البرنامج المعلن لزيارة السيد فرانك شتاين ماير رئيس دولة المانيا الاتحادية، تحدث لوكالة السودان للانباء امين امانة الكشف الاثري بالمتحف القومى السودانى د. الحسن احمد محمد الحسن عن خلفية العلاقات الالمانية السودانية فى مجال الآثار الممتدة منذ عهد بعيد وتواصلت فى الستينيات ( 1960-1971) بالتعاون مع جامعه هامبورج والتى ارسلت بعثة الى منطقة المصورات الصفراء ومازالت تعمل حتى الآن.

ففى العام 1995 تم منح بعثة متحف برلين التفويض للتنقيب فى منطقة ” النقعة”وهى من المواقع التاريخية الهامة شملت الفترة ما بين نهاية العهد الفرعونى حتى نهاية القرن الثالث الميلادى وكانت المنطقة مدفونة تحت الارض.

حيث أشرفت البعثة علىى ترميم معبد أمون بالكامل وترميم الموقع وحمايته.

كما كانت هناك فكرة تشييد متحف فى تلك المنطقة ، اكتملت لها كل التصميميات ولم ينقصها إلا التمويل للتنفيذ لتصبح من المواقع الاثرية الجاذبة للزائرين من الاجانب.

وتابع الدكتور الحسن مسيرة التعاون الألمانى فى التنقيب والحفاظ على الاثار فى السودان قائلا: فى العام 2004-2005 تكونت بعثة مشتركة من جامعه شندى والهيئة القومية للآثار بالتعاون مع المعهد الالمانى للاثار فى برلين بالعمل فى موقع ” الحماداب” الذى كان يستخدم للسكن فى فترة الحضارة المروية، ثم تم إكتشاف اللوح الحجرى للكنداكة أمانى ريناس ( 1970) وموقع المدينة الملكية.

وتواصل العمل بواسطة المعهد الالمانى للاثار ضمن المشروع القطرى، حيث تم ترميم أهرامات السودان وكانت بداية العمل فى منطقة البجراوية، وتم كذلك اعداد البنى التحتية للموقع من مداخل ومخارج للموقع الاثرى .

كذلك عملت بعثة جامعه مونستر الالمانية فى منطقة ” وادى أبو دوم” الذى يمتد حتى صحراء بيوضة فى منطقة نهر النيل كما نفذت البعثة اعمال مسح وترميم لبعض المواقع فى منطقة الوادى .

” واضاف د. الحسن :نشير كذلك للجهود التى تمت عبر البعثة التابعة لجامعة كولون فى منطقة ” وادى هور” فى شمال دارفور لكنها توقفت لاسباب امنية “.

وأشار أن هناك بعثة جديدة ستعمل فى منطقة شمال كرفان من جامعه مونستر الالمانية .

وفى منحىً آخر اشار دكتور الحسن الى اهتمام المانيا فى الحفاظ على الاثار السودانية بالسعى الى شراء وجمع مجوهرات الملكة أمانى شخيتة البالغة الاهمية والنفيسة جداً والتى تمت سرقتها بواسطة عالم الاثار “جوزيبي فريليني 1834 ” وتم عرضها فى متاحف برلين وميونخ فى المانيا. من المساهمات الكبيرة ايضا الدعم الالمانى فى إنشاء” قسم الارشيف” بالمتحف، حيث تم جلب المعدات لتجهيز القسم من ماسحات ضوئية وكاميرات بالاضافة الى تدريب عدد 9 موظفين على هذه التقنيات فى مجال الارشفة فى المانيا . واشار دكتور الحسن فى حديثه عن توقعاته للزيارة المرتقبة للرئيس الالماني للسودان والتي تبدأ غداً ، والتي من المتوقع أن يزور خلالها المتحف القومي

ويرى الحسن انه سيكون هناك المزيد من الانفتاح بين السودان والمانيا لتنشيط السياحة وجذب السائحين من المانيا واوربا للتعرف على الحضارة السودانية والاثار المنتشرة فى عدة اماكن بالبلاد.

من جانبه يذكر خبير الاثار الدكتور حسن حسين أدريس ان بداية التعاون السودانى الالمانى كانت فى الفترة ما بين 1842- 1845

حين أرسل الملك فريدريش وليام الرابع بعثة اثرية لوادي النيل بقيادة ريتشارد ليبسوس الذي تمكن من تخطيط ورسم معظم المواقع الاثرية بالسودان.

ثم تبعتها جهود د. فرديدريش هينكل الذى أسهم كثيرا فى حملة إنقاذ الاثار النوبية وترميم الاهرامات فى العام 1958 . ثم تواصلت جهوده ضمن عمله فى بعثة اليونسكو التى أسهمت فى ترحيل المعابد النوبية الى الخرطوم،واستمر فى عمله حتى تصميم و تشييد متحف السودان القومى الحالى.

ويمضى الدكتور حسن بالقول امتدت مساهمات د. هينكل الى المناطق الاثرية فى شرق السودان حيث عمل فى ترميم المناطق الاثرية فى مدينة سواكن.

ومن انجازات الدعم الالمانى للسودان فى مجال الاثار انه تم تسجيل عدد من المواقع الاثرية الهامة في لائحة التراث العالمى التى تصدرها منظمة اليونسكو الدولية، وكان آخرها موقع فى جزيرة مروى تم تسجيله فى العام 2018.

كما اقيمت عدة معارض فى أوربا بالتعاون مع معهد العالم العربى منها معرض ممالك النيل فى الفترة ما بين 1996-1999 شمل دول ألمانيا و فرنسا و ايطاليا وهولندا ولاقى اقبالاً كبيراً ورواجاً واسعاً من الزائرين للتعرف على الاثار السودانية والحضارة النوبية .

ويختتم خبير الاثار د. حسن بالقول: اتوقع ان تثمر هذه الزيارة عن زيادة فرص التعاون مع ألمانيا .

وأعرب عن أمله ان تتم ترجمة الوثائق التى كتبها د. هينكل باللغة الالمانية ليتم الاستفادة منها فى كتابة تاريخ السودان والكشف عن الكنوز الاثرية بالبلاد.

وتمنى كذلك ان يتواصل العمل فى منطقة النقعة التى توقف فيها العمل لتعذر التمويل

سونا