الطاهر ساتي

هل يفعلها حمدوك..؟؟

* بزاوية الأمس، (دروس كورونا 2)، عاتبتُ شركات القطاع الخاص ورجال المال والأعمال على صمتهم أمام (معركة الكورونا)، إذ ليس عدلاً أن تقاتل الحكومة وحدها لصالح المواطن.. وكذلك انتقدت شركات الاتصالات عن عدم تفعيل رقم الطوارئ (9090)، والمتوقّف عن الخدمة منذ عهد النظام المخلوع، لحين سداد فاتورة استهلاك، كما ذكر وزير الصحة د. أكرم التوم.. فالرقم للتبليغ عن حالات الاشتباه، وأعلن عنه الوزير في مؤتمر صحفي شهير، ومع ذلك لا يزال خارج الخدمة ..!!

* والحمد لله، نهار الأمس، تلقيت رسالة من مدير عام شؤون شركة (MTN )، بالنص : (بخصوص الرقم ٩٠٩٠، نؤكد بأنه لم يصلنا طلب من أي جهة رسمية لتفعيله، وليس لدي علم بمبالغ مطلوبة، ومع ذلك سأتحرى في الأمر، ونعد بتفعيله ما لم يكن هنالك مانع فني أو قانوني.. ونؤكد أننا في شركة MTN، وأعتقد كل الشركات، مثل كل السودانيين، يهمنا البلد ومشاكلها، ونسعى للتفاعل معها بقدر المستطاع.. نحن مستعدون لنفعّل الرقم بأسرع ما يمكن، وسنتصل بالوزارة وجهاز تنظيم الاتصالات للتنسيق).

* وكذلك، بالأمس أيضاً، انطلقت – في وسائل التواصل – ما أسماه البعض بالمُصدّرين من أجل الوطن، وهي حملة تبرعات، وهي مبادرة مراد بها إشراك المُصدّرين في عمليات مكافحة كورونا ووقاية الشعب منها.. وكذلك السيد معاوية البرير، رد على المناشدة برسالة مختصرة (مستعدين وجاهزين).. لقد أحسنوا جميعاً، وما هؤلاء إلا جزء من الكل الذي ينتظر إشارة الحكومة، بحيث تكون المُنظِّمة لجهدهم.. فالكرة في ملعب الحكومة، فالمخاطر تستدعي أن يكون الجميع على قدر التحدي..!!

* وكما ذكرت هي معركة الجميع.. حكومةً وشعباً وإعلاماً.. وعلى الجميع أن يكونوا في (صف العطاء)، وعلى مجلس الوزراء أن يقود الجميع بالاستنفار والتعبئة، ثم بتنظيم الجهد الشعبي، بحيث يسد الثغرات .. لجان المقاومة قادِرة على استنهاض همم المجتمع.. وشركاتنا قادرة على تأهيل المحاجر الصحية وتزويدها باحتياجات المعزولين، وقادرة على توفير الأدوية والمطهرات والكمامات في المناطق المتأثرة بالحرب والفقر.. وكذلك لمنظمات المجتمع المدني وأنديتنا الرياضية سيرة عطرة في خدمة الشعب..!!

* والمناخ مناسب لتوحيد الإرادة الشعبية وتقويتها لمجابهة مخاطر الكورونا.. بالأمس قلت إن أغلى ما كان في بلادنا معادن الناس في (الضراء)، والتراحم في المحن، ولكن يبدو أن عقود البطش والفساد أفسدت حتى تلك المعادن، وهي فرصة لحكومة الثورة بأن تصلح أفسده النظام المخلوع.. فالمدينة الفاسدة التي يتجرد فيها الإنسان من إنسانيته، وتتحوّل فيها مجتمعات الناس إلى غابات من الذئاب الباحثة عن الغزلان، فإن هذه المدينة (لا تشبهنا)، فانتبهوا حتى لا نفقد أغلى ما عندنا، ونكون من الخاسرين، هكذا حذرت..!!

* وبفضل الله، فإن رد الفعل يُبشر بالخير.. والكرة في ملعب الحكومة، عليها أن (تطلق الصافرة)، ليتسابق الجميع نحو درء المخاطر، ولن يتخلف أحد.. نشاهد رجال الأعمال من حولنا يتقاسمون مع حكوماتهم مسؤولية حماية شعوبهم، ونشاهدهم يدفعون للمشافي ويتبرعون بالأدوية والأجهزة والمعدات، ونشاهدهم يغدقون على مجتمعاتهم بالمطهرات والكمامات وغيرها من وسائل الوقاية.. وكل هذا يتم برعاية حكوماتهم.. حكومة الثورة مؤهلة لإطلاق حملة وطنية ذات (تأثير إيجابي)، وهذا أفضل من استجداء دول الخليج وانتظار المنظمات الدولية..!!

الطاهر ساتي
الصيحة