نور الدين مدني

المخاطرة من أجل الحياة


كلام الناس ـ نورالدين مدني
*أهداني صديقي الفنان التشكيلي الكاتب الساخر وعالم الاحياء البرفسور محمد عبد الله الريح مجموعة من كتبه التي سبق ان طالعتها منشورة في عدد من الصحف بل عايشت بعضها خاصة في صحيفة (الصحافة).
*لن احدثكم عن هذه الكتب التي اختار ان يكون عنوانها (منشورات حساس محمد حساس) رغم انها تستحق، إلا أنني رأيت ان أخصص كلام الناس اليوم عن تجربته الثرة التي بدأت منذ ان كان يصدر مجلته الحائطية (سلامات) إبان دراسته بجامعة الخرطوم وحتى تجربته في إصدار مجلة (شقيش) قبل سنوات، ليس بهدف التوثيق لهذه التجربة وانما لتقديمها للشباب الذين وجدوا انفسهم محاصرين في محيط يسود فيه ا السلوك المادي النفعي حتى في العلاقات الانسانية والعاطفية.
*البروفسور محمد عبد الله يمتلك مواهب وقدرات متنوعة، ومن أشهر محطات حياته رعايته لهيئة حلمنتيش العليا وإدارته لمتحف التاريخ الطبيعي وتقديمه للبرنامج التلفزيوني (طبيعة الاشياء) وكتاباته الساخرة التي أكسبته محبة الناس ورسالته الفريدة في الدكتوراه”في الخفافيش الافريقية” ومبادرته الرائدة التي قصمت ظهره مادياً “مشروع حديقة الزواحف”.
*كل هذه المواهب والقدرات اصطدمت بالواقع الصلد منذ ان عاد من المملكة العربية السعودية التي كان يشغل فيها رئاسة قسم الاحياء بكلية التربية بجامعة أم القرى يالطائف مرورا بإدارته لمجمع ساريا الذي غادره بعد بضع أشهر لاسباب لاداعي لذكرها هنا وحتي مشروع حديقة الزواحف.
*بعد ان قدم لي عصارة انتاجه الفكري رأيت ان اسأله عن خلاصة تجربته في الحياة العملية في شتى صنوف العمل والابداع فقال لي : انا اؤمن بسياسة “ممكن الممكن” ولا أركن لليأس ولا أقنط من رحمة الله مهما كانت قسوة ومرارة التجربة التي مررت بها.
*استحضرت وقتها الرسالة الالكترونية التي وصلتني قبل ايام من رنا محمد الفلسطينية الجنسية بعنوان”هل انت مستعد للمخاطرة بكل شئ لتعيش الحياة التي تريدها” قالت فيها : ان البعض يمضي قانعا بحياته حتى لو لم تكن ترضيه ولا تلبي حاجاته المعنوية والروحية ولا المادية ولا العاطفية، لكن هناك قلة يتجرأون على المغامرة بالخروج من مكانهم المريح الذي ظلوا فيه لوقت طويل ويقومون بالخطوة الاولى التي تجعل بعدها كل الخطوات التالية ممكنة وسهلة.
*أحسب أن البروفسور محمد عبد الله الريح (حساس محمد حساس) من الذين يغامرون بكل شئ ليعيشوا الحياة التي يريدونها دون يأس أو قنوط من رحمة الله.

نورالدين مدني