هل تعلم أن “النوم على البطن” يساعد في إنقاذ حياة بعض المصابين بفيروس كورونا؟
لماذا يرقد الكثير من المصابين بفيروس كورونا المستجد على بطونهم بينما يتلقون العلاج في المستشفيات؟
يطلق على هذا الإجراء القديم اسم “الانبطاح”، وثبتت فاعليته في علاج بعض المصابين الذين يعانون أصلا من مشكلات في التنفس.
وكان لوشيانو غاتينوني الذي يعمل الآن أستاذا في جامعة الدولة في ميلانو، ويعد من الخبراء البارزين في مجالي التخدير والإنعاش، واحدا من أول الأطباء الذين درسوا هذا الأسلوب، ومن أوائل الذين استخدموه بنجاح مع مرضاهم.
ويقول غاتينوني لـ”بي بي سي” إن استخدام أسلوب الانبطاح واجه العديد من الاعتراضات في الأيام الأولى، نظرا “للطبيعة المحافظة” السائدة في المجتمع الطبي آنذاك. لكنه يقول إن استخدامه أصبح الآن “واسع النطاق”.
ولوحظت فائدة استخدام أسلوب الانبطاح للمرة الأولى في سبعينيات القرن الماضي، لكن خبراء يقولون إن استخدامه لم يعمم في المستشفيات في شتى أرجاء العالم حتى عام 1986.
ويساعد هذا الأسلوب هؤلاء المرضى عن طريق زيادة كمية الأوكسجين التي يستنشقونها، إذ يمكن قلب المرضى إلى وضع الانبطاح لعدة ساعات في اليوم من أجل التخلص من السوائل التي قد تكون تجمعت في الرئة وتؤثر سلبا على التنفس.
ويزداد اللجوء إلى هذا الأسلوب في معالجة المصابين بفيروس كورونا (كوفيد 19) الذين تتطلب حالاتهم الخضوع للعناية المركزة.
ويقول خبير العناية المركزة وأمراض الجهاز التنفسي والأستاذ في جامعة جونز هوبكينز الأمريكية باناغيس غالياتساتوس “إن العديد من المصابين بفيروس كوفيد 19 لا يستطيعون استنشاق كميات كافية من الأكسجين، وهذا مبعث ضرر كبير، وحتى لو زودوا بالأوكسجين، لا يعد هذا كافيا في الكثير من الأحيان ولذا نقلبهم على بطونهم لمساعدة الرئة على التمدد”.
يقول غالياتساتوس إن الجزء الأثقل من الرئتين يقع في الظهر، ولذا فإن المرضى الراقدين على ظهورهم سيجدون صعوبة في استنشاق الكمية الكافية من الهواء نظرا لأن أوزانهم تضغط على الجزء الأكبر من الرئتين.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أوصت في مارس/آذارالماضي باستخدام أسلوب الانبطاح للمصابين البالغين بفيروس كوفيد 19 الذين يعانون من متلازمة العجز التنفسي الحاد (ARDS) لمدة 12 إلى 16 ساعة في اليوم.
وقالت المنظمة إن هذا الأسلوب قد يستخدم مع الأطفال أيضا، ولكن ذلك يستلزم عاملين مدربين وقدر من الخبرة من أجل ضمان أمان المرضى.
لكن وضع الانبطاح، رغم بساطته، لا يخلو من مخاطر وتعقيدات محتملة، فقلب المرضى على البطن يستغرق وقتا، ويتطلب مشاركة عدد من ذوي الخبرة في المجال الطبي، كما قد يكون له العديد من الأعراض الجانبية.
وثمة علاقة بين استخدام أسلوب الانبطاح وزيادة مخاطر الإصابة بالذبحة الصدرية وقد يؤدي أحيانا إلى انسداد المجاري التنفسية، بحسب الخبراء.
سبوتنيك