علق خبير دولي بالأمم المتحدة ، على تبرير رئيس الوزراء السوداني د. عبدالله حمدوك، لطلب البعثة الأممية ودخولها إلى السودان، خلال مقطع فيديو نشر الثلاثاء، قائلاً :
أرد على السيد رئيس الوزراء، بما جاء في مقطع الفيديو الأخير بالآتي:
اولاً:
دخلت الأمم المتحدة إلى السودان في العام 2007 بالاكراه حين كانت المعارضة الحاكمة اليوم، بما فيها وزير الدولة للخارجية الحالي عمر قمر الدين يحرضون العالم ضد السودان في حملات عالمية ضارية وبعد مفاوضات عسيرة وافق السودان بشرط ان تكون بعثة مكونة من قوات افريقية وان تعمل فقط في دارفور.
ثانيا:
منذ 2014 بدأ السودان مع هذه البعثة في تنفيذ خطة استراتيجية لخروج هذه القوات في مدة خمس سنوات بموجب التطور الايجابي للامن والاستقرار في دارفور ونسبة لحدوث استقرار للامن وانحسار للحركات المسلحة في دارفور صدرت قرارات من مجلس الامن على تخفيض بعثة اليوناميد، وكذلك قرر على نقل السودان من بند المساعدات الانسانية الى بند مساعدات التنمية وبالفعل بدأ يحدث تخفيض لهذه القوات.
ثالثا:
كانت خطة التخفيض أن يلتزم الطرفان بالاحلال والابدال في تناغم بشرط توفر الامن وتم ذلك وبالفعل انسحبت البعثة من عدد من المواقع ولكن بعد الثورة قامت قوات الدعم السريع بالسيطرة على مباني تم اخلائها وهذا يخالف الاتفاقية التى تنص بان لا تؤول مبانى بعثة اليوناميد ومعداتها الى اى قوة عسكرية وان يتم الاستفادة منها في خدمات التعليم والصحة، وبموجب ما حدث من الدعم السريع تأخرت اليوناميد في التتفيذ.
رابعا:
بدون اى اتفاق مع مكونات الحكومة السيادي والمدني باعتبارهم المجلس التشريعي اعطى حمدوك موافقة بالتمديد لهذه القوات وتم تجميد التخفيض.
خامسا:
هذا الاتفاق يعتبر في غير محله وتنازل او هدية للامم المتحدة والقوى الغربية، لان هذه القوات كانت خارجة بدون اى مقابل مماثل، وكان مجلس الامن قد نص على تأسيس مكتب للمفوض السامي لحقوق الإنسان، وللعلم فقد وقعت حكومة حمدوك على فتح هذا المكتب في اكتوبر الماضي واعطتهم صلاحيات مجانية لم يكن يحلمون بها مثل الولاية الكاملة والحصانة.
سادسا:
وعلى ماتقدم نؤكد ان ماقام به حمدوك منحه بلا مقابل ولم يكن عليه اي التزام يجبره على هذه البعثة في مقابل خروج اليوناميد التى كانت ستخرج بدون أي مقابل في اكتوبر 2020م
سابعا:
حمدوك يفكر ويتحدث وكأنه مدير فرع منظمة يطلب الأمم المتحدة مساعدته في ادارة الدولة وحلحلت قضاياها الاقتصادية، ويتصور ان تتنزل عليه بالمن والسلوي والبركات وهذا عشم ابليس في الجنة، وليته اتعظ من خلال تجربته في الحكم وما يعانيه من التسول والحصول على الفتات.
ثامنا:
تجارب بعثات الأمم المتحدة السياسية او العسكرية انتجت مشاكل اجتماعية جسيمة في كافة البلدان التى انتشرت بها، بداية من المانيا واليابان، عقب الحرب العالمية الثانية وحتى لجان التحقيق ولم تكن هناك اى مهمة ناجحة قامت بها لصالح الشعوب التى ذهبت اليها، بل العكس من ذلك تسببت في خراب هياكل الدول وضرب مكونها السكانى وخربت الديموغرافيا في بعض الدول ومثال ذلك العراق والبوسنة والهرسك التى كانت تحت وصاية الامم المتحدة ومنظمة الامن الاوروبية.
تاسعا:
هذا الطلب لم يأتى لا بمشاورة داخلية ولا مشاورة خارجية وعلى رأسها الاتحاد الافريقي ممثل في مجلس الأمن والسلم الافريقي الذي لديه موقف ثابت تجاه كافة أنواع التدخل في القارة وبهذا القرار يكون قد ضرب علاقات السودان مع افريقيا في الصميم.
عاشرا:
لم يذكر حمدوك خطاب البرهان الثانى ولكن حديثه يوحى بان البعثة ستاتى بناءً على ماجاء في خطاب البرهان، وان كان هذا افضل من خطابه الاول الا انه في النهاية امر مرفوض للاسباب المذكورة اعلاه.
وأضاف الخبير الأممي مفضلا عدم ذكر اسمه: كان من الممكن ان يتم الاتفاق مع الامم المتحدة على تبنى برامج ومشروعات لرعاية السلام ويتم عقد مؤتمر مانحين عالمى لاستقطاب الدعم الذي شح بعد كورونا وان يتم ذلك في اتفاقية تنفيذ مع مكتب الامم المتحدة الانمائي بالسودان UNDP
أخيرا:
لا يظن السيد حمدوك ومن معه ان الشعب السودانى غافل او ساذج وان بإمكانه التحايل عليه ثم يورطه في مثل هذه الاتفاقيات التى شرع في الانضمام اليها وهى سيداو، مناهضة التعذيب لالغاء عقوبة الجلد، فتح مكتب للمفوض السامى لحقوق الانسان لفتح السودان على مصراعيه لكافة الجواسيس، تغيير المناهج لصالح الغرب، وافقارها من القيم الاسلامية، ثم ادخال بعثة الامم المتحدة للوصاية على السودان.
هذا الشعب المغلوب على امره من فقر ومرض وأزمات وصفوف حتما لن يسكت على هذه الترهات انتصاراً لكرامته.
الخرطوم/معتصم السر/النيلين
