حيدر المكاشفي

البطلات القوميات..الشهيدة أمل والصامدة آسيا


لقد فجعنا وأوجعنا والله الخبر الصادم الذي أعلنته لجنة الأطباء المركزية، عن ارتقاء أول شهيدة من جيشنا الأبيض الذي يقاتل بضراوة وبسالة وبامكانات ضعيفة العدو اللئيم الغدار الفتاك غير المرئي فايروس كورونا، اذ مضت شهيدة وارتقت الى عليين باذن الله الكادر الطبي أمل أنور محمد صالحين الموظفة بقسم الإحصاء بمستشفى الذرة بالخرطوم اثر اصابتها بفايروس كورونا أثناء تأديتها لواجبها الانساني النبيل والعظيم متأثرة بهذه الاصابة، وتعد بذلك أمل أول شهداء جيشنا الابيض بداخل البلاد، وكان قد سبقها في الاستشهاد عدد من كوادرنا الطبية العاملة خارج البلاد، نذكر منهم الدكتور عادل الطيار وأمجد صلاح الحوراني ومهند الضاوي نوار، ونحسبهم جميعا شهداء عند أحياء عند ربهم يرزقون، وكيف لا يكون شهيد من يعرض نفسه للخطر ويبذل روحه رخيصة دفاعا عن حياة الناس وأرواحهم، فهذا لعمري قمة الجهاد والتضحية والوفاء الذي يرفعه الى مرتبة الشهداء، ومما يزيد من ألم وفجيعة رحيل أمل أنها كانت تؤدي دورها بشجاعة رغم الظروف القاسية التي يكابدها كل القطاع الصحي بالبلاد، ولعل هذه الأوضاع السيئة والظروف غير المواتية التي يعمل فيها جيشنا الأبيض في مواجهة عدو شرس ومخاتل هو ما يضاعف المخاوف من انهيار النظام الصحي وفقدان أعداد أخرى من الكوادر الصحية بما ينذر بانفلات الأمر، ولا يسعنا ونحن نرثي الشهيدة أمل الا أن نسأل الله لها القبول، ونسأله تعالى أن ينزلها منازل المقربين الأخيار وأن يربط على قلبي والديها وأسرتها وأن ينزل عليهم برد الرضا واليقين، فقد قدمت لنا أمل وكل رفقائها في القطاع الصحي من الشجاعة والبسالة والاقدام والتضحية ونكران الذات، ماهو حري بنا جميعاً أن نقتدي به، وعلينا أن نتعلم من أولئك الذين يخاطرون بحياتهم في سبيل الآخرين، نتعلم منهم قيم الولاء، والفداء، والعطاء في سبيل الوطن، والحفاظ على حياة مواطنيه من خلال التضحية بأغلى ما يملك الانسان وهو النفس، كما فعلت أمل وكما مايزال يفعل رفاقائها وما بدلوا تبديلا، ونسأل الله المعافاة والسلامة لكل الذين مازالوا من جيشنا الأبيض متمترسين على خط النار يقاومون العدو.. ونموذج آخر من نماذج تضحيات العاملين بالقطاع الصحي كافة، أطباء وسسترات وممرضين وممرضات وعمال نظافة وموظفين واداريين، جسدت هذا النموذج السيدة آسيا ابراهيم عبدالخالق التي تعمل ممرضة بمستشفى جبرة للعزل، وكانت قد انطلقت شائعة عن وفاتها تداولها لفحنجية وسائط التواصل الاجتماعي عن طريق الخطأ، وفي عمل مهني حرفي اتصل موقع(باج نيوز) بآسيا فأكدت أنها تواصل العمل في مركز جبرة للعزل برفقة زميلاتها وزملائها الممرضين بالتنسيق مع الطاقم الطبي الذي يرعى المصابين بفيروس كورونا، ويمضي باج نيوز للقول أنه رصد الممرضة آسيا قبل أسابيع وهي في المركز تعمل على وضع الوجبات في أماكن ملائمة وتقوم بترتيب الملابس الواقية وتحضير (الكمامات والمعقمات وغيرها) للمحتاجين إليها. وظلت آسيا برفقة آخرين داخل مركز العزل لم يخرجوا منه لأكثر من شهر يفترشون الأرض ليلاً لنيل قسط من الراحة.. وهذه والله ليست فقط شهادة على شجاعة آسيا وزملائها وزميلاتها وعزمهم فحسب، بل وأيضا على قدرتهم كمسعفين طبيين وكممرضين.. فالسلام عليكم ياحماة الوطن والأرواح,يا صناع المجد والتاريخ برداً وسلاماً عليكم أيها الفرسان.. يا من تفدون بأنفسكم وتضحون بالغالي والنفيس دون طمع في شهرة أو مال أو جاه..

حيدر المكاشفي
الجريدة