ونحنا في وادي !
من ميزات الشعب السوداني التي لم يجد العبدلله لها مثيلا أو قريناً في سائر الأمم التي زارها أو سكن إليها كون أن كل فئات المجتمع يمكن أن تدلو في أي شيء مهما كان هذا (الشيء) يحتاج إلى معرفة أو دراسة أو خبرة وممارسة ، عادي جداً وأنت تتابع مباراة في (الدوري الأسباني) في نادي الحي بين برشلونة وريال مدريد أن تستمع إلى (عبدو الحلاق) وهو (يحلل) هزيمة برشلونة ويحمل مدربها المسؤولية لأنه لم يلعب بالخطة 4-2-4 لأنها كانت كفيلة بإحراز النصر على (الريال) ! بينما يرى (جمعة المكوجي) في إصرار بأن سبب الهزيمة يكمن في أن لاعب (الإرتكاز) في برشلونه لم يقم بدوره المناط به في مراقبة الخصم .
المتتبع للوسائط الإجتماعية هذه الأيام لابد أن يلاحظ إنتشار (كميات) من (الخبراء) في القانون الدولي وميثاق (الأمم المتحدة) والذين يتبرعون بإعطاء محاضرات مجانية عن الميثاق و(فصوله) المتعددة معددين الفروقات الهامة بين الفصل (السادس) والفصل (السابع) ومساوئ ومحاسن كل منهما فيذهب البعض إلى أن الفصل السادس يمكن أن يتحول إلى السابع ذو التدخل العسكري بينما البعض الآخر من هؤلاء (الخبراء) يعتقد بأن مسألة التحول هذه غير واردة وتستمر الفتاوى وكأن فصول هذا (الميثاق) قد كتبت بالحبر السري أو بلغة (الأماتينغا) وليس هو ميثاق واضح مقروء معلوم مفهوم !
ولأن كثير من المواطنين ربما قد سمع بهذه (الفصول) للمرة الأولى (هذا إن لم يكن بالأمم المتحدة ذاتا) فتجدهم قد أصيبوا بالدوار وهم يبحثون عن الحقيقة ، ومما يزيد من هذا الدوار وهذه (الغلوتية) أن الذين يتولون القول بأن في إستقدام (الأمم المتحدة) خيانة وعمالة وتفريط في السيادة هم ذاتهم من سبق وتم إستقدام ذات القوات تحت (البند السابع) في عهدهم المشؤوم على الرغم من (الحليفة) و (الطلاقات) ورفع العصي قي ذلك الوقت و (باطن الدنيا خير لنا من ظاهرها) فنجد المواطن يتساءل وقد أصابته الحيرة وإمتلأت نفسه بالإستغراش (طيب هسه الإتغير شنو) ؟
يقول الفلاسفة أن للحقيقة وجه واحد لكن لدينا فالأمر مختلف تماماً فقد أصبح التضليل والكذب من أجل خدمة الأجندة الحزبية أو (المكاوشة) على الحكم هو السائد للأسف الشديد ولو كانت عاقبة ذلك هلاك البلاد أو دمارها أو فنائها .
أصبح المواطن بفعل غياب (الذمة) لدى الجهات المتصارعة حول الحكم تائه لا يدري من أمره شيئاً تزوده الأسافير بتحليلات (عبدو الحلاق) للمواثيق الدولية وتفسيرات (جمعة المكوجي) للفصل السادس والسابع وبقية فصول السنة !
للأسف الشديد فإن كل ذلك يعود للإعلام الحكومي الضعيف الهزيل الذي يستمد ضعفه وهزاله من ضعف وهزال هذه الحكومة التي تعمل دون خطط ولا برامج ولا إستراتيجيات ، نعم ليس هنالك أي دور للإعلام في عكس توجهات هذه الثورة العظيمة وإبراز أهدافها وبث الروح الوطنية لدى أفراد الشعب والدليل عجز هذا الإعلام في توضيح (المسألة) للمواطن.
لقد كان من المفترض أن يواكب طلب (الحكومة) هذا بإستقدام قوات الأمم المتحدة (تحت أي بند كان) خطة إعلامية تشمل العديد من اللقاءات في الوسائل الإعلامية المختلفة لجميع الأطراف وإجراء (مناظرات) حية بين (الفرقاء) واصحاب الآراء المتباينة التي تشرح الأمر وتعكس الضرورة والأسباب التي دعتها لإتخاذ هذا الطلب وتوضيح عدم خطورته وتغوله على السيادة الوطنية غير أن الحكومة قد تركت المواطن نهباً لما يسطره (خبراء الغفلة) وأصحاب الأجندة المعلومة في (قروبات التواصل) و(لايفات الفيس) .
لقد ظللنا للأسف الشديد نبذل النصح لهذه الحكومة بضرورة الإهتمام بالإعلام في شرح برامجها وقراراتها بكل شفافية والعمل على تكثيف جرعات الوعي بالنسبة للمواطنين حتى لا يكونوا نهباً لما تفرزه الأسافير ولكن يبدو أن الحكومة لن تستبين النصح إلا ضحى الغد أو كما قال الشاعر .
كسرة :
يبدو أن الحكومة في وادي ونحنا في (وادي) !
كسرات ثابتة :
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنووووو؟
• أخبار ملف هيثرو شنوووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان)
• أخبار محاكمة قتلة الشهيد الأستاذ أحمد الخير شنوووووو؟ (لن تتوقف الكسرة إلا بعد التنفيذ)
الفاتح جبرا
الجريدة