لم تكن الإنقاذ إلا تمظهرا حقيقيا لما عليه غالبية السودانيين من صفات ، خلقآ وعنفا وإستبدادا ، لم تكن ممارساتها بعيدة عن ما يدور في البيوت و الاسواق والاحزاب السياسية والمنظمات المدنية ،ما كان لها أن تبقي لو كانت غريبة علي وجدان السودانيين ورغباتهم ، أجد نفسي هنا مستعيرا مقولة الفيلسوف الالماني كارل شميت بأن النظام السياسي ما هو إلا تعبيرا حقيقيا لرغبات الشعب ، فهو المرآة التي تعكس تلك الحقائق .
تجدهم اي السودانيين رحما علي غيرهم وغلظاء فيما بينهم ، أمينين علي حقوق غيرهم وخائنين لبعضهم ، يتسابقون في الخارج لنيل الثناء والمدح إرضاء وتضخيما للذات وينحدرون في الداخل نكرانا وتجاهلا .
أنظر لنسبة الحسد الموجود في الساحة السياسية والاجتماعية والثقافية والفنية وسترى بعينيك اي درك وصلناه ، ما حدث لذو النون هو الوجه الحقيقي للسودانيين ، الوجه الذي تدثر بميكابات الشعارات والاكليشيهات وخطابات الحرية ، لن ينصلح حالنا مالم نقتل اوهامنا ، قتل يعيد بناء أنفسنا ليحي مجتمعنا ويصلح مستقبلنا .
Hasabo Albeely
