زاهر بخيت الفكي

إنّها كسيحة يا خضر..!!


عندما يتحدّث دكتور الشفيع خضر بحسرة وتشاؤم عن مسيرة الحكومة الانتقالية ، فهذا يعني بأنّ ماكينات الانتقالية لا تدور كما ينبغي لها أن تدور وأنّ تروس (كفاءاتها) لا تعمل بالشكل المطلوب ، والشفيع هو الأقرب والمُشرِف الأول على التشغيل ومهندس من مُهندسي التخطيط فيها وصاحب ترتيبات دورانها ودوره كان معلوماً للكُل مُنذ رحيل الإنقاذ ، ووقوفه على تفاصيل التفاصيل في الحكومة الإنتقالية يجعلنا نُصدق ما يقول وبلا جدال ، وللأسف حال الحكومة وطريقتها في حلحلة المُتراكم من مُشكلات يُغني عن السؤال.
قال القيادي السابق بالحزب الشيوعي السوداني د. الشفيع خضر، أنّ الفترة الانتقالية تكاد أو كادت أن تسقط نتيجة حالة التشرذم والعجز البائن والمخجل وسط قوى الحرية والتغيير ووسط تجمع المهنيين ، والذي أقعدهما تماماً عن أن يستمرا كحاضنة سياسية وجماهيرية للحكومة الانتقالية ، وأضاف الشفيع بحسب ماجاء بالقدس العربي ، أنّ من أكبر بواعث القلق المتمكن من ثوار ومن أرواح شهداء ثورة ديسمبر العظيمة ، هو أن الفترة الانتقالية لا تزال عرجاء ، تتعثر خطواتها حتى تكاد أو كادت أن تسقط ، ومنذ فترة لولا أن جذوة الثورة لاتزال متقدة في جماهير الشعب السوداني.
ما منّا من أحدٍ يُتابع مُجريات الأحداث السياسية في البلاد إلّا ويُدرِك حجم التحديات التي تواجهها الحكومة الانتقالية بعد الخروج من فترة حُكم أقعدت البلاد وأثقلت كاهل أهلها ، والعشم كان كبيراً جداً في التغيير الحقيقي الذي يُحقق على الأقل الحد الأدنى من المطلوبات ، ويعلم الجميع أنّ الفرح برحيل الإنقاذ تمددت به حبال صبر المواطن على من يخلُفها إلى حين ، ولكن طال الأمد والفرح ما عاد كافياً ليدعم صبر المواطن على اخفاقات حكومة حمدوك في الوصول إلى حل يدعمها على مواصلة المسيرة إلى نهايتها ، ويدعم المواطن على الوقوف من خلفها ، ومساحات الاحباط بدأت تتمدّد لا سيّما والأزمات التي عجّلت برحيل الإنقاذ ما زالت تُراوح مكانها إن لم تكُن أسوأ مما كانت عليه والعجز لا يحتاج لمن يُنكره.
وصف الحكومة بالعرجاء غير دقيق بالمرة يا دكتور والواقع يدُل على أنّها مُقعدة تماماً وكسيحة لم تسطيع الوقوف على طولها وتمُد يدها هُنا وهُناك تنتظر من يمُد لها يد العون ويعينها على الوقوف ، وفرية الدولة العميقة بدأت تتضاءل عند المواطن المُتابع للمشهد البئيس والذي أنقذته جائحة كورونا التي عطّلت دولاب العمل المُعطّل أصلا ، والخلافات المُستمرة وسط من يُفترض أنّهم هم الداعم الرئيس لها يجعل من قُدرتها على الوقوف في وجه التحديات وتجاوز المُطبات والعراقيل التي تقف أمامها من سابع المُستحيلات.
واعلموا أنّ جذوة الثورة المُتقدة لن تستمر طويلاً والعجز الباين بلا شك سيجعلها تنطفي سريعاً وعندها سيتغيّر المشهد وتختل المعايير.

زاهر بخيت الفكي
الجريدة