حيدر المكاشفي

الكلب ينبح حرصاً على ضنبو!!


هذا من الأمثال الشعبية السودانية التي تشكك فى حقيقة نباح الكلب، فمؤدى المثل يذهب الى أن الكلب حين ينبح انسانا انما يفعل ذلك حرصا على ذيله من أن يطاله القطع والبتر، وليس دفاعا عن صاحبه وان استفاد صاحبه من نباحه، والمثل يضرب في بني البشر على من يبدو ظاهريا أنه يستميت في الدفاع عن شخص آخر ويهاجم بضراوة مناوئي ذلك الشخص، بينما الحقيقة أنه يدافع عن نفسه من خلال دفاعه عن ذلك الشخص، وعلى غرار هذه الممارسة ابتكر منظرو كرة القدم خطة (الهجوم خير وسيلة للدفاع) التي ظلت سائدة لفترة طويلة ولا زال بعض مدربي كرة القدم على قناعة بها، أما صاحب الخطة الأصلي التي استلفها منه الكرويون فهو القائد الفرنسي نابليون بونابرت الذي تنسب اليه خطة الهجوم خير وسيلة للدفاع ، فقد كان نابليون يلجأ للإجهازعلى الخصم في الحرب بمبادرته ومباغتته بالهجوم حتى لاتكون لديه الفرصة لمهاجمته ووضعه في خانة المدافع، وهذا عين ما يفعله الآن بعض من يدافعون بالمواربة عن بعض من طالتهم قرارات لجنة ازالة التمكين واسترداد الأموال المنهوبة، بل ويشنون هجوما كاسحا على هذه اللجنة ويسخرون من قراراتها التي هللت لها الغالبية الكاسحة من الشعب السوداني بل ويطالبونها بالمزيد حتى استرداد آخر جنيه منهوب وآخر شبر من الأرض مسلوب..
ان الذين ينشطون الآن في تسفيه أعمال لجنة تفكيك التمكين ويعتبرون قراراتها قاطبة بلا استثناء باطلة ولا تسوي الحبر الذي كتبت به، ويدأبوا على نبحها ومهاجمتها، انما يفعلون ذلك على طريقة نباح الكلب الذي عناه المثل، حرصا على ضنبهم ودفاعا عن نفسهم قبل أن تطالهم لجنة التفكيك وبالضرورة دفاعا عن مانحيهم ومعينيهم السابقين، فنظرة سريعة لهؤلاء النابحين في اللجنة تؤكد لك أنهم كانوا من أصحاب المصلحة والحظوة في النظام البائد والصداقات لرموزه الذين شعارهم (من جاه الملوك نلوك)، وقد لاكوا حتى اتخموا من الأعطيات والمكرمات والامتيازات الخاصة لفئتهم المخصوصة، حتى نشأت عبر السنين طبقة من هؤلاء، تربوا على الدلع والدلال ويحتاج لجمهم وفطامهم أيضا الى مجهود لا يقل عن ما سيبذل مع قطط الانقاذ السمان، فهؤلاء (اخوان) للقطط السمان في الرضاعة من ثدي الدولة، في الخدمة العامة والبعثات والعطاءات والتصديقات والاعفاءات الجمركية والتمويلات البنكية وغير ذلك من امتيازات خاصة لهذه الفئة المخصوصة، حتى نشأت عبر السنين طبقة من هؤلاء، تربوا على الدلع والدلال ويحتاج لجمهم وفطامهم أيضا الى مجهود لا يقل عن ما سيبذل مع قطط الكيزان السمان..وما الذي كان ينتظر من هؤلاء بعد تم اغلاق (البلف) و(قطت الماسورة) ورفعت اقلام التصاديق غير أن ينبحوا ويصرخوا دفاعا عن مصالحهم التي ضاعت..
الجريدة
حيدر المكاشفي