اللواء نصر الدين عبد الفتاح: حديث عضو المجلس السيادي عار من الصحة وسلاح المدرعات لم يحدث في تاريخه ان رفع بندقيته في وجه المواطنين.

اللواء نصر الدين عبد الفتاح: حديث عضو المجلس السيادي عار من الصحة وسلاح المدرعات لم يحدث في تاريخه ان رفع بندقيته في وجه المواطنين.
الحوار الذي بثته قناة سودانية ٢٤ مع الفريق محمد حمدان دقلو اشعل مواقع التواصل الاجتماعي بردود افعال مختلفة ومتنوعة اثارت العديد من التساؤلات، والقت الكثير من الضوء علي نقاط بدت للمتابعين للشأن السوداني وكانها جديدة. وقد لفت النظر حالة التدافع الكبيرة التي اثارها تصريحه عن تجهيز سلاح المدرعات بالجيش السوداني لعدد ١٣ دبابة ”وتشوينها“ لفض الاعتصام في ابريل ٢٠١٩م وقال بالحرف (لولا ان الدعم السريع تحرك بسرعة وارسل ٧٨ عربة محملة لكانت هذه الدبابات قد حولت ميدان الاعتصام ومن فيه الي رماد“ فقد جاءت الاجابة صادمة لجماهير الشعب السوداني. غير ان مواقع التواصل الاجتماعي خاصة تلك المرتبطة بالعسكريين في المعاش قد ضجت بالنفي والتعليق بعضها ساخر واخر مستنكر واصفين كلام القائد حميدتي بانه عار من الصحة وغير مسئول. التقينا بسعادة اللواء نصر الدين عبد الفتاح قائد سلاح المدرعات اثناء تلك الفترة العصيبة من تاريخ السودان.
@سعادة اللواء صباح الخير وكل سنة وانت طيب؟
مرحبا بك وبالاخوة القراء وكل عام وانتم بالف خير اعاده الله علينا وعلي الشعب الامة الاسلامية والسودانية ونحن في احسن حال ونعم.
@هل يمكن ان تكلمنا قليلا عن شخصيتكم البدايات والنشأة؟
انا نصر الدين عبد الفتاح من ابناء الولاية الشمالية منطقة دنقلا، درست كل المراحل الاولية والمتوسطة والثانوي هناك ثم التحقت بالكلية الحربية الدفعة ٣٦ وتدرجت في الرتب بالقوات المسلحة السودانية حتي ترقيت الي رتبة اللواء واصبحت قائد لسلاح المدرعات. بحكم الخدمة في القوات المسلحة فقد زرت كل اقاليم وولايات السودان وعايشت معظم القبائل السودانية واستشعر في كل يوم فخر الانتماء لهذا البلد العريق وهذه الامة العظيمة.
@ لدينا العديد من التساؤلات ولا نعرف من اين نبدأ لكن وسائل التواصل الاجتماعي انشغلت باسم سعادتكم خاصة في الفترة ما بين فض الاعتصام وحتي خروجك من الخدمة، مع التزامكم الصمت وعدم التعليق؟
العمل في القوات المسلحة يلزم المرء بان يكون انجازه في صمت ويبتعد عن قضايا الاثارة والنقاش والجدل العقيم، عادة المثل السائد في العسكرية هو (البيان بالعمل) وهذا يغرس في المرء البعد والانصراف عن الحديث والجدل العقيم.
@ بعض الناس المحيطين بك يعزون قلة الكلام والتعليق عند شخصكم بانه مرتبط بالاسرة والتربية؟
نعم بعض اهلنا وربما لاسباب موروثة من الاسلاف قليلي الكلام جدا، ربما يعتمدون النصحية ”خير الكلام ما قل ودل“ لكن الحقيقة هي ان ظروف العمل في الجيش وطبيعة المسئولية هي ما حتم هذا. لكن اعتقد لو لديك غرض من هذه النقطة افضل يتجه الحوار اليها.
@ صمت سعادتك هذا في فترة كانت مفصلية الي ان تم توجيه اتهام اليك …
اللواء نصر الدين مقاطعا.. لم اسمع ان هناك من وجه الي شخصي او الي قطاع كان تحت مسئوليتي اي اتهامات..
@ هل سمعت حوار قائد الدعم السريع الفريق اول محمد حمدان دقلو امس في تلفزيون سودانية ٢٤؟
نعم شاهدت الحوار كله من الاول للاخر، ولم اسمع اي اتهام موجه لشخصي، لقد امتد الحوار الي قرابة الساعتين فاي جزء منه تقصد؟
@ الا تري سعادتك ان هناك اي اجزاء من الحوار تتعلق بك شخصيا؟
تتعلق بي شخصيا؟! لا اظن . لكن طبعا السيد عضو المجلس السيادي تحدث في اشياء كثيرة وقضايا كبيرة لا اقدر ان افصل فيها الان، بعضها متعلق بالقوات المسلحة والامن القومي للبلاد وقضايا كثيرة خلافية لا اريد ان ادخل في تفاصيلها لانه سياقها مختلف وتناولها يحتاج الي ظروف مختلفة ليست متوفرة في هذا النوع من الحوارات.
@ الم تسمع حديثه عن تجهيز سلاح المدرعات لدبابات (١٣ دبابة) وتشوينها بالذخيرة الحية لغرض سحق المتظاهرين وتحويل ساحة الاعتصام الي رماد؟؟؟
نعم سمعت هذا الكلام.. واقول لك بكل ثقة ومن خلال مسئوليتي في تلك الفترة ان هذا الكلام عار من الصحة ولا اساس له من الحقيقة ابدا.
@ سعادة اللواء الرجل يقول ان هذه الدبابات قد تم تشوينها وانها كانت ..
اللواء مقاطعا: يا عزيزي للاخ عضو المجلس السيادي ان يقول ما يريد لكن لا يوجد اي دليل او بينة علي كلامه هذا واكرر لك بكل ثقة ان هذا الكلام ليس صحيحا.. لم يحدث لسلاح المدرعات في الجيش السوداني منذ تأسيسه ان وجه دبابته لصدور مواطنين عزل او شارك في فض مظاهرات.. وكل من يعرف تاريخ هذا السلاح يذكر قصة قائد سابق له كان برتبة مقدم طلبت منه القيادة السياسية للدولة في ايام ثورة اكتوبر ١٩٦٤م ان يوقف قطار من المتظاهرين المدنيين في سوبا قادم من الاقليم الشرقي وكانت التعليمات ان يتم أيقاف القطار ومنعه من دخول الخرطوم ولو باستخدام الذخيرة الحية، المقدم قام باخذ مؤن وزاد واطعمة واوقف القطار واطعم كل الركاب وقام بمرافقتهم وحمايتهم الي ان اوصلهم الي ساحة الشهداء في القصر الجمهوري، هذا المقدم هو الرئيس جعفر محمد نميري. و الحادثة معروفة وشهودها احياء, سلاح المدرعات وحدة لها تاريخ تفتخر به مثل كل الجيش السوداني وبقية وحدات القوات المسلحة.
@ لكن لماذا ذكر الفريق دقلو هذا الامر اذ؟
هذا السؤال هو من يرد عليه وليس انا.. لكن الحوار نفسه فيه الكثير من المغالطات والنقاط التي تحتاج ان يقوم الاخوة في قيادة القوات المسلحة بالرد عليها.
@ الم تشعر ان في الامر اتهام الي شخصك باعتبارك كنت قائد السلاح وقتها؟
لا اريد ان ادخل في مغالطات شخصية وذكرت لك ان هذا الحوار الذي تشير اليه نفسه ملئ بالمغالطات لهذا دعني اوضح لك، انا شخص مهني – ولا ازكي نفسي علي الله- اعمل قائد لسلاح اتبع للقيادة العامة للقوات المسلحة السودانية وهي من اكثر الجيوش عراقة وتنظيما في افريقيا. كيف اصدر اوامر عمليات لضباط لمهمة قتالية في وسط العاصمة دون اتباع الاجراءات البيروقراطية المعتادة؟ ولهذا اقول لك لو كانت هناك مثل هذه الاومر فانها تمر بسلسلة من الاجراءات ويتم اخطار عدد من الجهات داخل القوات المسلحة واجهزة الدولة الاخري المعنية بتسهيل عمل ومرور هذه القطع المقاتلة.. علي سبيل المثال
فى حالة تحريك أى دبابة أو مدرعة هناك أورنيك تحركات يصدر من إدارة العمليات الحربية بمعلومية كل الجهات المعنية من استخبارات إلى شرطة عسكرية وقادة المناطق العسكرية التى تمر بها تلك المدرعات وذلك قبل ايام من بدء التحريك لتحديد الازمنة وتامين المسارات اللازمة لها، كذلك الاورنيك يحوى الغرض من التحرك والطريق الذى تسلكه القوة/ المحطة المتجهة إليها القوة
قائد القوة المتحركة وعدد الأفراد وتسليحهم وغيرها، القضية مش عربات وبنزين وحشو بارود بالجنود.. الجيش السوداني جيش عريق ولديه لوائح ونظم موروثة من الجيش البريطاني ولديه دقة وانضباط ومهنية عالية يستحق ان يضرب بها المثل ولكل سوداني ان يفخر بها وهي ما تؤهله ليكون المثال الابرز في الاقليم وربما بين جيوش القارة والعالم. وسوال كيف تحركت هذه الدبابات ولم يراها الناس في الشارع؟!
@ لكن الفريق اول حميدتي قال ان الدبابات لم تتحرك لانه ارسل ٧٨ عربة تتبع له وتمركزت في منطقة جبرة تحديدا وهو ما شكل رادع للدبابات فوقف ربما امر تحركها تحسبا للمواجهة؟
اللواء نصر الدين: لا استطيع ان اعلق لك علي هذا فانا ضابط دروع لاكثر من ثلاثين عام شاركت في جبهات القتال وقضيت فيها سنين شبابي بين المعارك والدراسات الاكاديمية العسكرية والتحقت بالقوات المسلحة وقتها وزير الدفاع عبد الماجد حامد خليل، يعني راضع لبن العسكرية ومتخصص فيها، لو هناك تروب مدرع ”سرية دبابات، عشر قطع“ لايمكن لعشرة اضعاف العدد المذكور ان توقفه ولو علي ظهرها عنترة بن شداد، ولا استطيع ان اعلق اكثر من هذا وكل من يعرف العسكرية الاحترافية المهنية او له خبرة في هذا النوع من القتال يعرف ان هذا كلام لا يمكن ان يقوله شخص محترف ويعي ما يقول. فعي الصمت خير من عي الكلام كما يقول المثل العربي.
@ في ديسمبر ٢٠١٩ بعد ان تركت انت الخدمة، زار رئيس مجلس السيادة الفريق اول البرهان رئاسة سلاح المدرعات بالشجرة وقال بالنص (سلاح المدرعات هو الوحدة الوحيدة النظيفة بالعاصمة..) فسر الكثيرون هذا الكلام بانه يعني ان الدعم السريع ليس له تواجد حول سلاح المدرعات، ويشيرون ان ذلك بسبب حادثة وقعت في صبيحة يوم بيان ابن عوف حيث جاءت وحدات من الدعم السريع للتمركز امام بوابة المدرعات وانك منحتهم عشر دقايق للمغادرة او القتال وتوسط الفريق كمال معروف ولكن رفضت تواجدهم وبالفعل انصاعوا وغادروا؟
كلام السيد رئيس المجلس العسكري الانتقالي لا علم لي به.. وكل وحدات الجيش السوداني نظيفة وامنة حسب علمي بفضل الله ثم no comment بسواعد ابناء السودان الذين يخدمون فيها. وبالنسبة للحادثة هذه لا تعليق لي
ما هو موقفك من الثورة ومشاعرك وقت بداية اندلاعها، بعض المعلومات تقول ان ابنك محمد شارك فيها وكان من ضمن الصابنها في ميدان الاعتصام بالقيادة العامة؟
موقفي من الثورة كانت مثل مشاعر كل السودانيين الذين يريدون التغيير ويرون ان تكون بلادهم في مصاف الدول خاصة بما تذخر به من امكانات ومقدرات عظيمة وتاريخ تليد، نعم محمد ابني وعدد من ابناء الاسرة واقارب واصدقاء واحباب وابناء زملاء كلهم كانوا في ميدان الاعتصام وبعلمنا وموافقتنا وهذه بلادهم ولا نزايد بهذا علي احد فكل الشعب السوداني ساهم بقدر استطاعته في التغيير.
@ بوجود ابنك في ميدان الاعتصام وابناء عدد من الاسر والاقارب الذين ذكرتهم لو طلب منك ان تشارك بوحدتك في فض الاعتصام ستشارك؟
اولا سوالك خاطئ وثانيا تمت الاجابة عليه، ولم وقطعا لن ترفع القوات المسلحة بندقيتها في وجه مواطنيها العزل. سلاح المدرعات لم يسجل في تاريخه المشاركة في اخماد مظاهرات هذا كلام لا يعقل.
بالنسبة لابني محمد مثل كل ابناء السودان الذين تقع حمايتهم علي عاتق رجال القوات المسلحة والحقيقة لم افكر فيه وحده ابدا، فكل ابناء السودان وكل شبر وركن من البلاد تأمينه وحمايته هو واجب القوات المسلحة.
@ هل تعتقد ان قائد الدعم السريع تحدث عن ال ١٣ دبابة لتصفية حسابات ذاتية مع شخصكم لاننا سمعنا انك قد هاجمته في اجتماع في القيادة العامة وجري تلاسن بينكما وعلي اثره تم تلفيق اتهام لشخصكم بالمشاركة في انقلاب هاشم عبد المطلب؟
لا تعليق لي علي هذا السوال. وما دار في اروقة اجتماعات القيادة العامة يبقي فيها وليس للنشر فانا انتسب الي جيش عريق وله تقاليده الواجب احترامها. لا اعتقد ان ”هناك حسابات شخصية“ بيني وبين احد فالكلمة الاولي والاخيرة للقوات المسلحة. انا احترم كل من يساند الجيش ويساعده في مهامه بمختلف التسميات (شرطة، امن، دفاع شعبي، خدمة وطنية، قوات الاحتياط الخ) لكن مقابل هذالاحترام كل شخص لابد يلزم حدود مسئوليته كما يقول صدام حسين رحمه الله، فنحن شركاء في وطن واحد.

المصدر
متداول على فيسبوك

Exit mobile version