فعل هاشتاق بعنوان (يلا نزرع) .. (الزريع السوداني) .. يسحب البساط من تحت اقدام (الإكيل واللبيس)
شخصٌ واحد وبضغطة زر يمكنه التحكم في مئات الآلاف من الناس، قد يظن البعض اننا نتحدث عن رئيس دولة ذو نفوذٍ عال ٍ، ولكن في حقيقة الامر نحن نتحدث عن مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتحديد المجموعات أو (القروبات) التي يديرها شخص ما يطلق عليه (الادمن) وقد أحدثت وسائل التواصل الاجتماعي ومواقعه، تغيرات جوهرية في حياتنا اليومية والواقعية، تغيرات لم يتسن بعد قياسها وتقدير منافعها أو مخاطرها على شخصيتنا وعقولنا، استطاعت ان تغير وبشكل عميق سلوكيات حياتنا الاجتماعية في السنوات الأخيرة.
قروبات
فبفضلها اتسعت شبكات علاقاتنا الاجتماعية وساعدتنا على تخطي حواجز المكان والزمان، وأصبح لدينا أصدقاء من كل دول العالم واتسعت معها دائرة (القروبات) التي افتتحنا بها بداية حديثنا، وقد ابتكر رواد ومحبي انشاء المجموعات بمواقع التواصل الاجتماعي اسماء عدة لهذه المجموعات اصبحت مشهورة فيما بعد واستطاعت ان تلفت اليها الانظار باستقطاب اكبر مجموعة من الاعضاء والمتابعين، فعند ظهور قروب (اللبيس السوداني) قبل عدة اشهر قصيرة اتجه العديد من الناس للانضام له ومتابعته ونشر صورهم وهم في كامل اناقتهم وهندامهم، بينما ظهرت مجموعة اخرى باسم (الاكيل السوداني) وحظيت هي الاخرى بجماهيرية كبيرة، خاصة وانها تقوم بنشر اشهى الوجبات والوصفات، فيما خطف قروب (الزريع السوداني) الاضواء خلال الايام الفائتة إذ يعتبر احد اهم المجموعات الفعلية والتي تمثل ارض الواقع بنسبة 100%، من خلال المنشورات التي بنشرها الاعضاء عن اهمية الزراعة المنزلية من ازهار وفواكه وخضروات اضافة لتسويق اصحاب المشاتل وعرض منتجاتهم عبره بشروط معينة يضعها (الادمن).
الزراعة المنزلية
وتتزايد أهمية الزراعة المنزلية في الفترة الاخيرة كونها باتت تمثل نمط حياة للكثير من العائلات منذ وقت قريب، إذ أصبحت تعتمد على ما تجود به الحديقة المنزلية، وحتى أسطح المنازل من منتجات زراعية نظيفة وآمنة، نتيجة استخدام مياه نظيفة وأسمدة عضوية بدلاً من استخدام الأسمدة الكيماوية المسببة للسرطانات، فضلاً عن أن فترة الحظر المنزلي بسبب جائحة فايروس “كورونا” ساهمت في تشجيع عدد من الناس للزراعة عملاً بالمقولة الشهيرة “نأكل مما نزرع”، إذ أن الزراعة المنزلية تستهوي الكثير من الأسر فالقروب يعمل على نشر ثقافة الاهتمام بالتشجير من جهة، وزراعة الفواكه والخضروات في المنزل بطرق سهلة وعصرية ويتم ذلك من خلال نشر الاعضاء صور حدائقهم التي قاموا بزراعتها في مساحة صغيرة من المنزل، واحياناً تكون عن طريق المزهريات أو (الفازات) .
يلا نزرع
شعار مجموعة (الزريع السوداني) احتوى على عبارات هادفة تمثلت في هاشتاق بعنوان.. يلا نزرع يتبعه شعار آخر.. (مجتمع هادف ممتع ومفيد) والملفت للنظر عند تصفحك للصفحة الرئيسية بالقروب تجد شعارها خريطة السودان مكتملة أي أنها تدعو للوحدة بين ابناء الوطن الواحد، عدد الاعضاء وصل الى اكثر من (129) ألف عضو وهذا الرقم الهائل يدل على اهتمام المجتمع السوداني بالزراعة، كيف لا وقد اشتهرت المناطق الريفية واطراف المدائن بالزراعة، فضلاً عن ان المجموعة لم يتم انشائها في هذه الايام فقط بل قبل اكثر من عام إلا أن الاقبال على الانضمام إليها اصبح في تزايد كبير، فمجتمع “السوشيل ميديا” اصبح يركز على المجموعات الهادفة بعيدا عن تلك التي لا أهداف لها سوى كثرة الثرثرة والمزاح، واشار بعض الاعضاء الى أنها استطاعت ان تسحب البساط من تحت اقدام مجموعتي (الاكيل واللبيس السوداني). والسؤال الذي يطرح نفسه مفاده هل ستحقق هذه المجموعة شعارها (يلا نزرع) وتساهم في نشر ثقافة الاهتمام بالحدائق المنزلية؟
الخرطوم: تهاني النميري
صحيفة الجريدة