اتلفتها اشعة الشمس الحارقة وهطلت عليها الأمطار .. أدوية الامدادات الطبية بغرب كردفان .. إهمال وقت الأزمات!!
* وزارة الصحة بالولاية: خسائر تلف الأدوية بلغت 1،599،872 جنيه وعلى مدير الامدادات الطبية تحمل المسؤولية!!
* مدير الامدادات الطبية بغرب كردفان: الأدوية التي تعرضت للتلف أدوية منتهية الصلاحية .. ونواجه مشاكل كبيرة في التخزين!!
* مراقبون: التلف الذي لحق بالدواء يُعتبر جريمة في ظل الظروف الحالية التي تعيشها البلاد!!
الامطار التي هطلت نهاية الاسبوع الماضي بولاية غرب كردفان، كشفت وجه حكومة الولاية الحقيقي لاستعداداتها لفصل الخريف القادم، وأول وجوه التقصير جاء من هيئة الامدادات الطبية بولاية غرب كردفان والتي تتخذ من مدينة الفولة مقراً لها، وتمثل ذلك التقصير والاهمال في وضع كمية من الأدوية البشرية في ساحات واسعة تحت اشعة الشمس الحارقة من غير ظل، ناهيك عن التكييف والارشادات الطبية التي يُنصح بها المختصين في عملية تخزين الأدوية، ولم يتعرض الدواء لأشعة الشمس فقط، بل وهطلت عليه الامطار
إهمال!!
عيسى عضو لجنة العمل الميداني بقوى اعلان الحرية والتغيير بولاية غرب كردفان عيسى موسى محمد يرى أن ما حدث لدواء الامدادات الطبية بمدينة الفولة، يعتبر جريمة مكتملة المقاييس، في ظل الظروف الحالية التي تعيشها البلاد من نُدرة وانعدام لبعض الأدوية المُنقذة للحياة، واضاف بان ما يحدث أقل ما يوصف به هو عدم المسؤولية واللامبالاة ان كان التقصير من مدير الامدادات الطبية او من ادارة المخازن بالامدادات، الذي يستلم الاصناف الدوائية عبر اورنيك (12 س ) ليكون مدون في كرت العُهدة، فيما طالب المواطن شاكر السيد بإقالة مدير الامدادات الطبية وتشكيل لجنة لمحاسبته عن التقصير الاداري الذي حدث، ووصف تلف الدواء بالخيانة العظمى لثقة المواطن في الامدادات الطبية، واوضح ان هذا الامر يكشف عن مدى الاهمال والقصور الذي تعيشه حكومة الولاية وتحديداً هيئة الامدادات الطبية بولاية غرب كردفان، وفي قرار صادر عن وزارة الصحة بولاية غرب كردفان بتاريخ 2020/6/11م حمل المسؤولية الكاملة لتلف الأدوية لمدير الامدادات الطبية، نتيجة لسوء التخزين في ظروف غير ملائمة، ورفض الشارع العام بولاية غرب كردفان التصرف غير المناسب من ادارة الامدادات الطبية للأدوية، معتبرين ان الولاية بهذا التصرف خسرت كمية من الأدوية البشرية بمختلف انواعها في وقت تنعدم فيه الأدوية في معظم صيدليات الولاية الخاصة والعامة، كذلك يحدث هذا التقصير الاداري في وقت تعيش فيه البلاد ازمة اقتصادية خانقة وبالاضافة الى جائحة كورونا التي ألمت بالبلاد وضاعفت من زيادة التركيز ومضاعفة الصرف على الوضع الصحي بالبلاد.
خسائر بالغة
بحسب نص قرار صادر عن مدير عام وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية بولاية غرب كردفان الدكتور بتاريخ 2020/6/11م، حمل المسؤولية الكاملة لمدير الامدادات الطبية بالولاية، اوضح ان جملة الخسائر بلغت 1،599،872 جنيه، وهي مفصلة على خمس اجزاء، منها الدواء الاقتصادي والذي بلغت قيمته 144،742 جنيه، فيما بلغت جملة وصلات المحاليل الوريدية 864،450 جنيه، اما العوازل الذكورية بلغت قيمتها 430،000 جنيه، فيما بلغت قيمة إكستلون حبوب 153،680جنيه، اما حامل العينات بلغ سعره 5000 جنيه، واكد الخطاب إلزام ادارة الامدادات الطبية بدفع جملة خسائر الأدوية البالغة نحو 1،599،872 جنيه، خلال 72 ساعة لدى حساب صندوق الامدادات الطبية، وقال دكتور النذير عبدالمنعم هاشم مدير عام وزارة الصحة بالولاية في قراره الذي يحمل النمرة 1/1/44، في الفقرة 3 ان ذلك يعتبر اهمال وتقصير في اداء الواحب من خلال تخزين الدواء في ظروف غير ملائمة رقم وجود عدد خمس مخازن للدواء زائد مستشفى الاطفال، كل هذه الامكنة كانت متاحة لإدارة الامدادات الطبية للتخزين.
الأدوية تالفة!!
وفي إطار البحث عن الحقيقة الكاملة استنطقت صحيفة (الجريدة) الدكتور وضاح اسحاق مدير الامدادات الطبية بولاية غرب كردفان عن سبب هذا التقصير، وقال في افادته: ان الأدوية تعرضت لأشعة الشمس هي أدوية تالفة ومنتهية الصلاحية، ونفى وجود اي أدوية صادرة من المخازن تعرضت لأشعة الشمس غير الأدوية المنتهية الصلاحية، وهي في الاساس واردة من مشافي وصيدليات من بعض محليات الولاية، واوضح بانهم لديهم مشاكل كبيرة في التخزين، وأنهم يعملون على التخلص من الأدوية المنتهية الصلاحية، وفي ختام حديثه اقر بالاخفاق الذي حدث في وحدة الامدادات الطبية، كما وعد بتشكل لجنة لتقصي الحقائق ومحاسبة مُدارء الادارات المقصرين في واجبهم ومتابعة الأمر بصورة عاجلة ومستعجلة.
استنكار رسمي وغضب شعبي!!
مجموعة كبيرة من المواطنين بولاية غرب كردفان تواصلوا مع صحيفة {الجريدة } واستنكروا التقصير الذي حدث من ادارة الامدادات الطبية بمدينة الفولة، والذي بسببه فقد عدد كبير من مرضى ولاية غرب كردفان الأدوية المهمة التي كان بالامكان ان تصلهم في مواقيتها، وحملوا المواطنين وزارة الصحة ومدير الامدادات الطبية المسؤولية الكاملة، اما المساعد الطبي مصطفى عوض مصطفى قال (للجريدة) ان ذلك يعتبر جريمة بكل المقايسس، خصوصاً ان هنالك عدد كبير من مشافي الريف تنقصها جميع انواع الأدوية، ويرى مراقبون ان تخزين الدواء في هذا الوقت غير موفق، وكان من الافضل توزيع هذه الأدوية على جميع الصيدليات والمراكز الصحية بمحليات الولاية ال14، وعاب البعض على مدير الامدادات الطبية قوله بأن الأدوية التي تعرضت لأشعة الشمس تالفة، معتبرين ان تبريره غير موفق، وطالبو باقالته فوراً ومحاسبته وتقديمه للعدالة باعتبار انه قصر في آداء واجبه اتجاه عمله.
الفولة : كباشي موسى
صحيفة الجريدة