نساء يبحثن عن الحظ بين (الفنجان) و (الودع)

(العرافة) ظاهرة متواجدة بالمجتمعات منذ آلاف السنين وأن النساء هن الأكثر اهتماما بها اذ يترددن على العرافات وقارئات الكف والفنجان ورمي الودع بحثا عن الحظ وان الأمر لم يقتصر على ربات المنازل بل حتى المتعلمات والمثقفات وحاملات الشهادات العلمية أصبحن هن الأكثر ترددا على العرافات، فالنساء عموما يؤمن بقضايا السحر ويترددن على الدجالين لمعرفة المجهول الذي يتعلق بحياتهن.
(1)
شبح السحر والشعوذة يطارد أغلب النساء ما يجعل استغلالهن النفسي والمادي أمرا طبيعيا، (يسرا) شابة في العقد الثالث من العمر أصيبت بداء عضال ولم تفلح محاولات الأطباء في تشخيص ما ألم بها والدتها كشفت في حديثها لـ(السوداني) ان كريمتها فشلت كل العقاقير الطبية في علاجها إلا أن أرشدتها جارتها الى (…) التي اعتادت على علاج المرضى من خلال رمي الودع وقراءة الكف والفنجان مؤكدة أنها لم تتردد في الذهاب وان العرافة بدأت في علاج كريمتها وأنها تعافت في اقل من أسبوع من كل أوجاعها.
(2)
أسرة يسرا كغيرها من الأسر التي تستغل نفسيا وماديا من قبل العرافات و المشعوذين ، نوال فتح الرحمن استاذة علم الاجتماع لفتت الى ان ظاهرة لجوء الفتيات الى المشعوذين انتشرت بشكل واسع وباتت واضحة بسبب الضغوط النفسية التي تتعرض لها معظم الفتيات والظروف التي تحيط بهن بالاضافة الى القلق النفسي والخوف من المستقبل والبحث عن سبل تزرع الطمأنينة في نفوسهن حتى وان كانت عن طريق الدجل، مؤكدة أن العرافة دائما ما تصطاد ضعاف النفوس المهزومين نفسيا ويلعب معها الحظ دورا كبيرا فأحيانا ما يصيب اذ تعتمد على قوة الفراسة والإقناع.
(3)
مطربة مشهورة اعتادت الذهاب لعرافة معروفة بأحد أحياء ام درمان العريقة ظنا منها أنها محسودة من زميلاتها بالوسط الفني المطربة لم تنف ذهابها للعرافات إلا أنها عادت لتؤكد أنها لا تترك حياتها رهينة لتكهناتهن وأنها كثيرا ما تذهب من باب (الونسة) فقط.
تقرير : تفاؤل العامري
صحيفة السوداني