تحقيقات وتقارير

جامعات سودانية تستأنف دراستها (إلكترونياً)

استأنفت جامعات سودانية محدودة دراستها بصورة منتظمة، وذلك بعد أن استحدثت نظاماً إلكترونياً عبر الشبكة العنكبوتية. تم تأهيل وتدريب المعلمين عليه. وبعد ذلك تم وضع جداول دراسية منتظمة للطلاب لمشاهدة المحاضرات مع إمكانية التواصل والتعقيب مع الأساتذة أثناء وعقب المحاضرة. التقت (السوداني) ببعض الأساتذة والطلاب الذين ارتبطوا بذلك البرنامج وخرجت بالحصيلة التالية:-

(1)
أولا التقينا الدكتورة هنادي محمد الحسن الأستاذ المساعد ومنسق برنامج علوم التمريض بكلية الفارابي، وقالت (بدأنا البرنامج بكلية الفارابي منذ فترة حتى يستفيد الطلبة من زمنهم. وقمنا بتفعيل البرنامج على نظام (البلاك بورد) ولكن نسبة لعدم استقرار الشبكة في أماكن متفرقة قمنا بتفعيل البرنامج في قروب (بالتيلجرام) وبداية كان الطلاب متخوفين من فكرة الدراسة الإلكترونية تلك، ولكن تمت مخاطبتهم وعددت لهم مزاياها المتعددة، منها أولاً المواكبة مع التكنولوجيا العالمية التي يعتبر فيها العمل عبر الشبكة الإلكترونية شيئاً أساسياً وشرحت لهم كمية المزايا الإيجابية لها، وهي أنها توفر الوقت والجهد والمال بسبب أن الطالب الذي يسكن جبل أولياء مثلاً يمكنه أن يتابع المحاضرة متكئاً في داخل غرفته، وبذلك يوفر جهد المشوار وكمية الصرف النقدي للوصول للجامعة بجانب توفير الزمن نفسه مما يمكنه من الاستيعاب بصورة أفضل وتفادي الزحام ومشاكل المواصلات والتراحيل المختلفة خاصة في وقت الذروة ، بعد ذلك اقتنع الغالبية العظمى من الطلاب وبدأوا يتابعون المحاضرات. وأشارت إلى أنها تقدم ثلاث محاضرات يومياً والآن بدأت زيادة المحاضرات تتصاعد اليوم تلو الآخر حتى تجاوزت ذلك الرقم، وقالت ” نحن بدأنا اليوم الواحد بحوالي 15 محاضرة والآن وصلنا لحوالي 21 محاضرة في اليوم الواحد نسبة للإقبال الكبير للطلاب” . لافتة إلى أن البرنامج وصل إلى كليات وجامعات مختلفة منها على سبيل المثال كلية زمزم والجامعة الوطنية وكلية النهضة وعدد من الجامعات الأخرى).

(2)
وفي جامعة النيلين التقينا الدكتورة إحسان اليمني نائب عميد كلية علوم التمريض وقالت (بدأنا ذلك البرنامج بالتنسيق مع إدارة التعليم العالي والبحث العلمي، وللبرنامج فوائد لا تحصى ولا تعد ومنها أننا استطعنا التواصل مع عدد من القيادات التعليمية وكبار الأساتذة بدول المهجر الذين تركوا البلاد من سنين عددا وتلقفتهم دول أخرى بسبب كفاءتهم ومقدراتهم العالية، فهذا البرنامج أتاح لنا الوصول بهؤلاء العلماء ومكننا من أن نستفيد من خبراتهم عبر محاضرات عديدة ما كان بالإمكان الحصول عليها لولا هذا البرنامج. وقالت إن عدداً من الأساتذة بدول المهجر أعدوا برنامجاً تدريبياً للمعلمين عن كيفية تعاملهم مع البرنامج وكيفية تنزيل محاضراتهم عبره على الهواء مباشرة وبعد ذلك قمنا بتجهيز نظام أرقام( password) و(username) لأعضاء هيئة التدريس للدخول للمحاضرة (أون لاين) ، مع توفير إمكانية تواصل الجميع في ذلك البرنامج للاسئلة والمداخلات والاقتراحات عقب وأثناء المحاضرة مع الطلاب، حيث قمنا بمواجهة كل التحديات مثل بطْء الشبكة وبعض المشاكل التقنية التي نحن الآن بصدد تذليلها نهائياً بإذن الله.

(3)
وتقول الأستاذة زينب بابكر أحمد المحاضر بجامعة النيلين (البرنامج إيجابي للحد البعيد فيه المواكبة العالمية مع القفزة الرقمية العالمية، إلى جانب أنه يوفر الجهد والزمن والمال ، إلا أنه لن يكون جيداً في كل نواحي الكليات العلمية التي نعمل بها وندرس طلابها، فمثلاً كليات الطب وكليات التمريض لن يكون هذا البرنامج مفيداً فيما يختص بالجانب العملي، بسبب أن ذلك الجانب يتطلب من الطالب العمل بيده ليكتسب مزيداً من المهارات العملية، كإجراء العمليات الصغيرة مثلاً إعطاء (الحقنة) أو(القسطرة) أو أنبوبة المعدة كل هذه الأشياء على سبيل المثال وليس الحصر تتطلب ممارسة عملية مباشرة من الطالب تجاه المريض حتى تكتمل له العملية التدريبية بصورة أجود وأفضل.

(4)
الطالب وائل تاج الدين حسن من جامعة السودان قال (الدراسة الإلكترونية تقنية وضرورة مفصلية في هذا الوضع الذي نعيشه ونعايشه الآن . وذلك بسبب الحظر الطويل والتوقف الذي طرأ على العام الدراسي. مما يجعل المعلومات التي درسها الطالب عرضة للنسيان، فالتعليم الإلكتروني يجعل التواصل ممكناً، بجانب توفير الوقت والجهد والمال، بالإضافة إلى أن هناك فائدة عظمى للحد البعيد من التعليم الإلكتروني وتوفير أموال طائلة، وهي أن الدكاترة والبروفات الذين يدرسوننا في تلك المحاضرات يقومون بتنزيل كتب ومراجع كبيرة جداً ونادرة ويصعب أن نجدها هنا في البلاد بجانب سعرها الباهظ هذا إذا وجدت أصلاً، وهناك ميزة أكثر إيجابية في التعليم الإلكتروني وهي أن المحاضرة إذا لم تتمكن من حضورها يمكن تسجيلها كاملة دون نقصان، بينما أن المحاضرات العادية يمكن أن تعصف بها كل الظروف المحيطة حولنا من مواصلات ومناسبات اجتماعية مختلفة.

الخرطوم : سعيد عباس
صحيفة السوداني