تحقيقات وتقارير

الولاة العسكريون بقاء بأمر حمدوك


مر ما يقارب العام على تشكيل الحكومة الانتقالية إلا أنها لم تحقق كل ما ورد في الوثيقة الدستورية ومطالب الشارع السوداني. أبرز تلك المطالب تعيين ولاة مدنيين الذي عطلهُ تحقيق السلام .. إلا أنه عقب موكب الـ30 من يونيو الذي نادى أيضاً بتعيين الولاة دفع والي الشمالية لتقديم استقالته لرئيس الوزراء ليعقبه والي البحر الأحمر.. وطبقًا لمصفوفة مهام الفترة الانتقالية كان من المقرر تعيين ولاة مكلفين في الـ18 من إبريل إلى حين الوصول لترتيبات مع الثورية، فيما أبدت الجبهة الثورية اعتراضها.. (السوداني) حاولت معرفة أبرز السيناريوهات بعد الفراغ الذي تركه البعض .

نزولاً لرغبة الشعب

والي الولاية الشمالية المكلف اللواء أحمد الساعوري أعفى قبيل استقالته الأمين العام لحكومة الولاية ومديري عموم الوزارات بالولاية، وقال في خطاب استقالته إن تقديمها يأتي نزولاً لرغبة الجماهير في الثلاثين من يونيو، ولفتح المجال لغيره لتقديم مزيد من الجهد لتحقيق أهداف الثورة، وأضاف “حتى لا نقف حجر عثرة أمام التغيير.

وفي الثاني من يوليو الجاري دفع والي البحر الأحمر اللواء حافظ التاج مكي باستقالته، مشيراً في خطاب الاستقالة إلى أن تنحيه يأتي استجابة لرغبات شباب الثورة ومجتمع الولاية والتي عبرت عنها المذكرة التي تسلمها إبان مليونية الثلاثين من يونيو باعتبار أن الأمر يعد من أهداف الثورة.

وأعلن الوالي تكليف الأمين العام لحكومة الولاية بمهام الوالي لحين تسمية والٍ جديد للولاية يتماشى ورغبة شباب الثورة.
مصادر موثوقة أفادت (السوداني) بأنّ تغييرًا مرتقباً في”12″ ولاية بالسودان سيحدث بشأن ولاة الولايات.

رئيس مجلس الوزراء د. عبدالله حمدوك وجه ولاة الولايات بالاستمرار في تكليفهم لحين تعيين ولاة مدنيين، عقب اجتماعه بهم أمس الأول.

وقال قيادي بارز بقوى الحرية والتغيير، إنّه تمّ الاتّفاق مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك على إعلان وتعيين”12″ واليًا، سيكون منهم”2″ نساء.

وأوضح أنّ ذلك جاء في اجتماعٍ تمّ بين الطرفين خلال الساعات الماضية، وسلّمت الحرية والتغيير مقترحاتها لرئيس الوزراء.
وكشف مصدر فضل حجب اسمه لـ(السوداني)، عن أنّ حمدوك تسلّم القائمة الأوليّة لمرشحي الولايات التي رفعت من قبل قوى الحرية والتغيير بالولايات.

وأضاف:”هذه القائمة وصلت في بعضها إلى 20 مرشحاً”، مشيراً إلى أنّه تمّ تسليم رئيس الوزراء القائمة الأولى لمرشحي الولايات الـ18 بالإضافة إلى قائمة المرشحين والمرشحات من تنسيقيات الولاية ومحضر الاجتماع.

ما بين الموافقة والتأجيل

في مايو من العام الجاري أرسلت الجبهة الثورية خطاباً رسمياً باسم (الحرية والتغيير- الجبهة الثورية) للحكومة الانتقالية السودانية أبدت فيه موافقتها على تعيين ولاة الولايات المدنيين.
واشترطت الثورية أن يتم ذلك عبر آلية رباعية (السيادي والوزراء وقوى الحرية والتغيير/ الخرطوم والجبهة الثورية).
وفي الـ ١٧ من إبريل أبدت الجبهة الثورية السودانية في ردها للحكومة السودانية الانتقالية عبر وساطة دولة جنوب السودان، حول تعيين الولاة، أبدت موافقتها على تعيين ولاة الولايات المدنيين، وطالبت في خطابها أن تكون شريكة في وضع أسس ومعايير الاختيار وطرفًا في آلية اختيار الولاة.

إلا أنه في ذات الشهر تم تأجيل تعيين الولاة المؤقتين لأسبوعين وذلك لمراجعة قائمة مرشحي الولايات التي قدمت في وقت سابق لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك.

وكان تجمع المهنيين أبدى في وقت سابق تأييده بالكامل لتعيين الولاة في كل الولايات التي تم التراضي على مرشحيها مع “قوى الحرية والتغيير”، وطالب بمراجعة 4 ولايات “الخرطوم والشمالية وشمال دارفور ووسط دارفور” حتى يتحقق فيها التوافق، قبل تسمية ولاتها المدنيين.

أبرز المرشحين

وكانت قوى التغيير دفعت بقائمة الولاة لرئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك، رشح لولاية الخرطوم أيمن خالد، ولاية شمال دارفور محمد حسن عربي، وغرب دارفور محمد عبد الله الدومة، أما ولاية الجزيرة رشح لها عبد الله أحمد علي إدريس.

فيما رشح للولاية الشمالية عز الدين جعفر سالم، وولاية القضارف سليمان علي محمد موسى، ووسط دارفور أديب عبد الرحمن يوسف، وجنوب كردفان رضوان النيل كندة.

وبعد استقالة والي البحر الأحمر كونت تنسيقية قوى الحرية والتغيير بولاية البحر الأحمر لجنة لإدارة الولاية وإدارة الأزمة عقب تقديم والي ولاية البحر الأحمر المكلف اللواء حافظ التاج مكي استقالته.

القيادي بقوى الحرية والتغيير كمال بولاد قال لـ(السوداني) إن من الطبيعي أن يكون الولاة مدنيين وأن الولاة المكلفين كان يجب ان يكون تكليفهم محدداً بزمن ، مشيراً إلى أن تأخير تعيين المدنيين كان بسبب تعقيدات كثيرة منها ترتيبات داخلية في قوى الحرية والتغيير وتأخير توقيع السلام.

وأوضح أن تأخير الولاة المدنيين أدى إلى أثر سالب في الحياة السياسية والاجتماعية في كل الولايات، إذ إن جزءاً كبيراً من فلول النظام البائد مسيطرون على القضايا والخدمات لذلك لا بد من تعيين ولاة مدنيين.

وأكد بولاد أن قوى الحرية سلمت رئيس الوزراء كافة ملفات تعيين الولاة قبل شهرين، وهي قيد الدراسة، ومن المتوقع أن يعلن جزءاً منها في الأيام المقبلة، منوهاً إلى أنه ربما يضيف أو يعدل خاصة أنه أعلن عن تمثيل النساء .

الخرطوم : مشاعر أحمد
صحيفة السوداني