تحقيقات وتقارير

تجربته بين( الإنجازات الحقيقية و (الاخفاقات) الطبيعية – الكاردينال… (جدلية الرحيل) و (ضبابية البديل)


تشهد الساحة الهلالية هذه الأيام جدلا كثيفا حول موقف السيد أشرف الكاردينال الذي أرسل رسالة لا تخلو من غموض حول ترشحه لفترة أخرى (اذا لم يتعارض ذلك مع القانون) …

لقد بدأت ردود الأفعال عقب ذلك الخبر إذ انقسم الوسط الهلالي بين (معارض ) له مبرراته وبين (مؤيد) وله وجهة نظره…
في ظل هذه الاوضاع
سد الكاردينال اذنيه (واحدة بطينة والتانية بعجينة) واتجه لخطف الأضواء في اتجاه إنساني تمثل في دعم عدد من المبدعين الذين اقعدهم المرض وحاصرتهم الظروف الاقتصادية الصعبة …

ورغم أن هذا ليس جديدا على السيد الكاردينال إذ ظل متفاعلا مع الكثير من الحالات وامتد دعمه إلى معظم المرافق الخدمية بعدد من ولايات السودان المختلفة…
في هذا التقرير نحاول قراءة ملف السيد أشرف الكاردينال من زاوية مهنية جدا وبعيدا عن سياسة الذي معك يكون معك في( الحق والباطل ) والذي ضدك لا يرى منك إلا ماهو (سلبي).

لقد دفع السيد الكاردينال ثمن هذه العقلية والنظرية الإعلامية التي لا علاقة لها بالعلمية ومنهج النقد السليم الذي يجب أن يقوم على مبدأ رفض (التطبيل)الأجوف وضرورة إحقاق الحق والإشارة للجوانب المضيئة في التجربة من زاوية التزام أخلاقي ومهنية.

دخل القلوب أولا

كل الذين تابعوا مسيرة السيد الكاردينال يتفقوا معنا بأنه بدأ دعم الهلال قبل أن يتولى وهو ما جعله يدخل قلوب الجماهير من أوسع الأبواب.
برنامج انتخابي طموح
في تقديري أن السيد الكاردينال وباندفاع لا يخلو من (عاطفة العاشق للازرق) أعلن عن برنامج انتخابي طموح وبالفعل نجح الرجل في إنجاز عدد من تلك المشاريع ذات البعد المتعلق (بالمال) مثل تأهيل استاد الهلال حتى أصبحت (الجوهرة الزرقاء ) محل إعجاب من الجميع حتى الذين ظلوا ضد الكاردينال منذ أول يوم تولى فيه قيادة الهلال.

دفع بسخاء للنهوض بالهلال
لا أحد ينكر أن السيد الكاردينال دعم الهلال بسخاء غير مسبوق وظل يتحمل مسؤولية الصرف على كل شيء في النادي دون شكوى او تذمر .
مايجب أن يعلمه الجميع أن السيد الكاردينال عندما تولى قيادة الهلال كانت هناك العديد من الالتزامات المالية لعدد من المدربين والمحترفين وكان عدم سدادها سيضع الهلال تحت رحمة عقوبات الفيفا ولكن السيد الكاردينال تصدى للمهنة بكل شجاعة وهنا نقول بأن بعض تلك الديون كانت في عهد بعض الذين بدأت بعض الأقلام تسليط الأضواء عليهم في هذه الأيام.

دعم الفريق بنجوم كبار
بالرغم من أن السيد الكاردينال قد نجح في ضم عدد مقدر من النجوم المحليين للهلال بعد منافسة قوية من المريخ إلا أن بعض الذين لا يرون في تجربة الرجل شيئا جميلا يتحدثون عن الذين أخفق في ضمهم وذهبوا للمريخ وهنا نقول بأن هذا الوضع ليس شاذا لأن الهلال ظل يكسب نجوم كبار في عهد كل الرؤساء الذين تعاقبوا عليه كما ظل يفقد نجوم كبار ليكسبهم المريخ …
ولا نضرب أمثلة لثقتنا في فطنة القاريء والمتابع الحصيف للشأن الهلالي.

المطروح أقل من الطموح
أصعب ما واجه السيد الكاردينال هو التحدي التاريخي والحلم السرمدي لجماهير الهلال والذي بدأ يشكل ضغطا رهيبا على كل من يجلس على كرسي قيادة الازرق ولقد بدأ ذلك الضغط يتصاعد منذ أن وصل الفريق لنهائي البطولة الأفريقية في العام 1987 وخسر اللقب لصالح الأهلي القاهري بمساعدة وصفت بفضيحة لآراش.
كما حقق ذات الإنجاز في العام 1992 وخسر اللقب لصالح الوداد البيضاوي.

تصريح غير موفق
لم يكن السيد الكاردينال موفقا وهو يعلن بأن الهلال سيحرز البطولة الأفريقية في العام 2017 .
هذا التصريح ضاعف من امال الجماهير الزرقاء وبالمقابل شكل ضغطا خرافيا على الإدارة والإعلام ونجوم الهلال ، فكان الإخفاق أمرا طبيعيا…

الرهان على الشباب
أعلن السيد الكاردينال أن الهلال سيعتمد على الشباب وبالفعل اجتهد الرجل وسجل مجموعة مثلت أفضل العناصر ولكن لم يتحقق الوعد على أرض الواقع واتجه الهلال لتسجيل عدد من النجوم الجاهزين (وطنيبن ومحترفين)…

سيف الشطب ورقاب كباتن الهلال
يعتبر عهد السيد الكاردينال هو أكثر فترة استغنى فيها الهلال عن اكبر عدد من الذين تقلدوا شارة الكابتنية ولقد أصبح
تولى الكابتنية يعني مغادرة كشوفات الهلال (وذلك بعدم التجديد ).
ولم يتوقف ذلك النزيف إلا عندما وصلت الكابتنية لعبد اللطيف سعيد (بوي).

ملف المحترفين الأجانب
من أكثر الملفات ال ملغومة ملف المحترفين الأجانب والذي فشل فيه السيد الكاردينال بصورة واضحة ومن أبرز أسباب الفشل في تقديري عدم التعامل مع هذا الملف برؤية فنية متخصصة ،بالإضافة إلى عدم الصبر على بعض المحترفين ومنحهم الفرصة كافية ومن ثم تقييم التجربة …
كما أن عدم استقرار الأجهزة الفنية ألقى بظلالها السالبة على تجربة المحترفين. .
ويضاف لذلك أيضا ضعف المستوى الفني لبطولة الدوري السوداني.

إنجازات تستحق الإشادة
مسيرة السيد الكاردينال كانت عامرة كذلك بعدد من الانجازات التي لا يمكن تجاهلها وعلى رأسها الجوهرة الزرقاء وفندق النادي والقناة الفضائية والاستقرار الكبير الذي شهده النادي وهو أمر يتعلق بالايفاء بحقوق اللاعبين والأجهزة الفنية وللامانة نقول أن السيد الكاردينال بذل جهدا مقدرا في هذا الملف رغم الضائقة الاقتصادية التي يمر بها السودان والشح الكبير في العملة الصعبة …
أما على المستوى الفني للهلال فقد ظل الفريق اما بطلا للدوري أو منافسا على اللقب وظل حاضرا في البطولات الأفريقية بالرغم من تأرجح المستوى الفني للفريق وتذبذب الأداء وتباين النتائج.

درع الشيخ زايد
سيذكر التاريخ للسيد الكاردينال ذلك الإنجاز الكبير الذي حققه الهلال عقب تغلبه على المريخ والفوز بدرع الشيخ زايد ورغم أن بعض الأقلام المريخية اجتهدت في تبخيس ذلك الإنجاز إلا أن الحقيقة تقول بأنه إنجاز سيظل مكتوبا في انصع صفحات التاريخ الهلالي وذلك لأن المناسبة عظيمة وارتبطت باسم حكيم العرب واحد أعظم رموز الأمة العربية.

الكاردينال وتاريخ الهلال
اتفق البعض مع السيد أشرف الكاردينال أو اختلفوا فلا أحد يستطيع أن يغير حقيقة أصبحت واقعا وهي أن الرجل أصبح جزء من تاريخ نادي الهلال ولا يمكن لأحد تجاوز فترته عند الحديث عن الهلال مثله مثل كل رموز الهلال الذين تولوا رئاسته في فترات مختلفة…

الكاردينال جدلية الرحيل وغموض البديل
أيام وتتضح الرؤية ويتأكد الجميع من ترجل الكاردينال عن رئاسة الهلال وهل سيترشح أم سيطوى تلك الصفحة لتصبح جزء الماضي ليواجه الأهلة المستقبل بقيادة هلالية جديدة ربما يكون عنوانها الأبرز (الغموض) وذلك لعدم وضوح رؤية البديل وربما عدم الثقة في قدرته المالية لمواجهة السقف العالي جدا للصرف على الهلال شهريا.

الخرطوم : الزبير سعيد
صحيفة أول النهار