زاهر بخيت الفكي

الكُرة في ملعبك يا ريس..!!


سُبحان الله لم نسمع للدكتور أكرم التوم أي صوت مُنذ إقالته ، شغل الوسائط بتصريحاته وتحرُكاته لا سيّما وقد تزامن دخوله الوزارة مع أكبر كارثة صحية أوقفت حال العالم بأثره وسخّروا لمُجابهتها امكانياتهم ولم يفلحوا في دحرها ووصفها صاحبكم بالصغيرونة ، اتفق البعض معه وساندوه وعقدوا عليه الأمل في إخراجهم بسلام من هذه المُصيبة التي استسهلنا معها أزماتنا الأخرى ، واختلف معه البعض الآخر وسخِروا من طريقة ادارته للوزارة ولأزمة كورونا ، بل واتهمه البعض اتهامات أخرى طالته في شخصه سكت عنها الرجُل ومضى إلى حال سبيله.
والمعلوم لكُل مُتابع للشأن السياسي بأنّ الرجُل تعرّض لمُضايقات من بعض الكبار أخرجته (قسراً) من الوزارة وقد آثر الصمت حى الأن وقد ينفجر هو الآخر في يومٍ من الأيام.
ظننّا أنّ بعض رفاقه لم يحتملوا مُفارقة كُرسي الوزارة وانحسار الأضواء عنهم ، لا سيما بعد أن خرج علينا وزير المالية البدوي ببيانٍ أطول من بيان الزعيم القذافي (الشهير) في جلسة الأمم المُتحدة ، اختصرّناه في جملة واحدة ذكرناها في حينها في هذه الزاوية بأنّ ( حمدوك أضعف من أن يُقرر في شأنٍ كهذا) ، اتهم فيه بعض حاشية حمدوك دون أن يُسمي منهم أحد بأنّهُم (الكُل في الكُل) وهُم من يُديرون (فعلياً) البلاد ويتحكمّون في مفاصلها ، وقد أوصدوا كُل الأبواب المؤدية إلى حمدوك وما من دُخول إليه إلّأ عبر بواباتهم ، ولهم في كُل صغيرة وكبيرة رأي.
وزير الطاقة عادل إبراهيم (المُستقيل) صبر قليلاً وانفجرّ أخيرا ، جاب أخروا وقِنِع من خيرٍ فيها ، بتصويب سهامه مُباشرة إلى الشيخ خضِر كبير مُستشاري حمدوك ، وشنّ عليه هجوماً عنيفاً باعتباره أس كُل ما يحدُث الأن من خراب كما ذكر ، واتهمه بالهيّمنة التامة على مركز اتخاذ القرار والعمل بطريقة اقصائية ومحسوبية ظهرت في تعيينات وكلاء الوزارات والوظائف الكبيرة بالدولة ، والتدخُل في صميم عمل الدولة بالإقالة والتغيير في الوزارات ، ونسب إليه ما حدث في البلاد من غلاء فاحش للأسعار ، وفي شح الوقود وانعدامه التام ، وعرقلته لانسياب المواد البترولية مما انعكس سلباً على أسعار كُل المُنتجات.
كُنّا سنكتُب أنّ غُبن الإزاحة من المنصب قد دفع بالرجُلين لإصدار بياناتُهما (رُبما) لاحراج حمدوك أو لفش غبينتهما ، ولكن أن يتفقا على أنّ العبث داخل المكتب الرئاسي قد تضيع به الثورة فهذا ما لا يجب السُكات عليه ، البلاد ليست ملكاً لهذا أو ذاك ، والثورة قيمة كبيرة لكُل أهل السودان فداها البعض بأرواحهم لبناء سودان يسع الجميع حتى لا يستأثر بها الشيخ أو غيره ، ومن أجل هذه المُمارسات هبّت الثورة وانتصرت..
الريحة فاحت وأزكمت الأنوف والكُرة في ملعبك يا ريس فماذا أنت فاعل وفي مرمى من تُريد التهديف..؟
الجريدة
زاهر بخيت الفكي