الفاتح جبرا

أهو كلمناك !


والأزمات تمضي بالبلاد سراعاً تجاه (التأزم) على الرغم من التطمينات التي يبثها لنا السيد حمدوك وهو يبشرنا (بالعبور) ويطالبنا بالصبر الجميل فإن السؤال الذي يطرح نفسه وبإلحاح هو : هل مهدت حكومة حمدوك الطريق حتى نعبر؟ للأسف الشديد (لا) بل العكس تماماً فقد تركت الحبل على الغارب 
فاسحة المجال لكل المؤامرات التى تستهدف الثورة ، ليس من الكيزان الموتورين فحسب ، بل من كل أصحاب المصلحة في إفشال الحكم الإنتقالي ومن ثم القضاء على الديمقراطية الوليدة ودولة الحريات المبتغاة ، هذا (المآل) الذي لم يكن ابدا فى حسابات هذا الشعب الذي رفض الذل والهوان وثار مقتلعاً النظام المباد.
مهما صرح السيد حمدوك بأننا سوف نعبر فلن يكون هنالك عبوراً ولا يحزنون طالما أن هذه القوى التي تعمل على إفشال حكومته تسرح وتمرح مطلقة اليد يعمل بعضها من داخل مفاصل الدولة المدنية والعسكرية ، بل ويتم (الإستعانة بها) كما حدث قبل أيام حيث تم تعيين عدد من أزلام النظام المباد كسفراء بالخارجية فبالله عليكم كيف نعبر؟
الشعب يعي جيداً العواقب (الكارثية) التى سوف تترتب على (ذهاب) الدكتور حمدوك وحكومته من فراغ دستورى تسعى لإستغلاله (اللجنة الأمنية) التي يعمل أعضائها وفق الخطة التي رسمها لهم (ولي نعمتهم) النظام المباد ولأن الشعب يعلم ذلك جيداً فقد صبر كثيراً على حكومة حمدوك وأطال لها حبال الصبر (ولا يزال) ممنياً نفسه بأن يقوم السيد حمدوك بمكاشفته وتسمية من يضع هذه العراقيل أمام هذه الثورة حتى يقوم الشعب (بكنسه) !
من المعلوم لراعي الضأن في الخلا بأن كل ما يحدث الآن هو مخطط يسير وفق مؤامرة من النظام المباد برعاية (اللجنة الأمنية) .. نعم لقد باتت الخطة الذي ظل يرسمها فلول النظام المباد والطائفيون وبعض المغامرين من عسكر اللجنة الامنية قاب قوسين أو أدنى أن تؤتى ثمارها وذلك بدءاً من العمل على شيطنة (لجان المقاومة) ، مرورا بتصفية (الحرية والتغيير) وأخيرا الوصول إلى الهدف وهو الاطاحة بحمدوك ، وإذا ما تحققت هذه الخطة الشيطانية يكون (حمدوك) قد أسهم إسهاماً كبيرا في نجاحها وذلك عن طريق صمته المتواصل عن (الحفر) المستديم للثورة ومحاولات التربص بها من اصحاب المصالح التى تراكمت عبر عهد القوم الكالح والساسة الذين تربوا فى كنف الفساد ، والعسكر الذين تورطوا فى جرائم (العهد المدحور) والذين ما زالوا يعملون من أجل وضعية تضمن لهم عدم المحاسبة على جرائمهم التي إرتكبوها في حق هذا الشعب وتجعلهم فى مأمن من العقاب.
من المدهش حقاً والشيء الذي يستغرب له أن (حمدوك) على الرغم من التعثر الواضح لحكومته في معالجة الأزمات والإيفاء بمطالب الثورة إلا أن حديثه (الإذاعي) الأخير (وكل أحاديثه تقريبا على قلتها) لا تعدو أن تكون أحاديث (علاقات عامة) إذ لا يتطرق (سيادته) للعقبات الحقيقية التي تعوق مسيرة حكومته وتدفع بها نحو الفشل التام .
لقد كتب العبدلله عدداً مقدراً من المقالات التي يستحث فيها السيد حمدوك للخروج من صمته ومكاشفة هذا الشعب والإجابة على سؤال واحد فقط هو (من يعيق هذه الثورة) حتى يقوم شعبه بعمل اللازم لكن السيد حمدوك (الحتة دي أصلو ما بجي بي عندها) .. وشابكنا (سنعبر .. سنعبر) وهو يعلم تماما أنه لن يكون هنالك عبور ما دام هذه الدولة لازالت مختطفة !
عزيزي حمدوك .. عندما قام الشعب بتفويضك لتكون (الطبيب المداويا) لمرحلة ما بعد الثورة كان يعلم بأن هنالك الكثير من الأورام الخبيثة التي يجب عليك إستئصالها والجراح المتقيحة التي يجب عليك نظافتها وتعقيمها حتى تبرأ وتلتئم … فإن لم تجروء على فعل ذلك (طيب الفايدة شنووو)؟ .
عزيزي حمدوك .. كل مايجري الان يدل دلالة قاطعة بان هنالك ترتيب لامر ما يجري الاعداد له.. إن لم تخرج للناس وتخاطبهم بشفافية عن العقبات (الما قادر عليها) التي تواجهكم وتطلب مساندة الشعب في إزاحتها وقمعها فأنت تقود البلاد إلى كارثة حقيقية .
كل المؤشرات يا (عزيزنا حمدوك) تقول بأنك إن لم تنتفض لينتفض معك شعبك مسانداً فإن العبور سوف يكون مستحيلا .. وبالحالة دي كلها يومين والدولار يحصل الميتين (وأهو كلمناك) !
كسرة :
يقول السيد حمدوك بان 82% من المال العام خارج ولاية وزارة المالية (وبرضو عاوز يعبر) .. لا عبور يا عزيزي دون مواقف حازمة وحاسمة منك وسوف تجد هذا الشعب من خلفك .
كسرات ثابتة :
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنوووووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنووووووووووووو؟ااا
• أخبار ملف هيثرو شنوووووووووووووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان)
• أخبار محاكمة قتلة الشهيد الأستاذ أحتتمد الخير شنووووو؟ (لن تتوقف الكسرة إلا بعد التنفيذ)
الجريدة
الفاتح جبرا