عالمية

«لحظات حرجة في عُمر الإدارة الأمريكية».. هل ينتصر ترامب على بايدن؟


بدأ العد التنازلي لإجراء الانتخابات الأمريكية، وفيما يجري السباق الرئاسي الأمريكي على أشده، ويتبادل كل من الجمهوري، دونالد ترامب، والديمقراطي، جو بايدن، التراشق بالاتهامات والانتقادات، تسعى إدارة الرئيس الأمريكي «ترامب» لحصد نجاحات سريعة وعاجلة لإعادة بناء قاعدته الانتخابية التي ربما اهتزت لصالح منافسه الديمقراطي، لاسيما بعدما ذهب بعض الجمهورين لدعم المرشح الديمقراطي على حساب مرشح حزبهم، دونالد ترامب، إثر «مخالفته للدستور، وفشله في إدارة ملف كورونا، وإغراق أمريكا في الخلافات الإثنية»، على حد تعبيرهم.

«تطبيع لصالح إسرائيل من هنا، ومحاولات لفرض عقوبات على الجانب الإيراني من هناك» هي أوراق اعتماد يستخدمها المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، في الأسابيع الأخيرة من عُمر ولايته الأولى والتي قد تكون الأخيرة، لخلق توازن في القاعدة التصويتية المتأرجحة بينه وبين منافسه «بايدن»، ولكن هل تؤثر تلك الملفات الخارجية على الكتلة التصويتية لـ«ترامب» ؟، وهل سيفوز بولاية ثانية لحكم الولايات المتحدة ؟.

محاولات لكسب أصوات الناخبين

قالت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إن كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران ستبقى سارية، وإن حظر الأسلحة التقليدية المفروض عليها لن ينتهي أجله في منتصف أكتوبر المقبل كما هو مقرر.

وقالت صحيفة «الإندبندنت» الأمريكية، إن «تجديد ترامب فرض عقوبات على إيران بعد محاولة لكسب كتلة تصويتية في الانتخابات المقبلة، كما تبنت الواشنطن بوست، النظرية ذاتها قبل أيام بالحديث عن محاولات الرئيس الأمريكي كسب أصوات الناخبين عبر تحريك المياه الراكدة بالمشهد الخليجي الإسرائيلي».

حصد نجاحات سريعة

يرى الدكتور طارق فهمي، الخبير في العلاقات الدولية، أن «ترامب يسعى للتركيز على حصد نجاحات سريعة وعاجلة لإعادة بناء قاعدته الانتخابية التي اهتزت لصالح منافسه بايدن، على إثر اهتزاز إنجازاته، واتهامه بالفشل في إدارة ملف كورونا، إذ يسعى ترامب لتأكيد حصوله على كتلة المجموعة اليمينية الإنجيلية واللوبي اليهودي عبر التفاعل مع عدة قضايا خلال الفترة الأخيرة كملف التطبيع الخليجي مع الجانب الإسرائيلي، والملف الايراني، بالإضافة لإعادة فتح ملف الاتحاد الأوروبي للشراكة مع الصين، وهي قضايا تعد بمثابة أوراق اعتماد للساعات الأخيرة من عمر ولايته، ومحاولة لتغيير قواعد اللعبة، لا سيما في ظل تأرجح استطلاعات الراي بينه وبين منافسه بايدن»، مشيرًا إلى أن «ترامب ينتوي تقديم أوراق اعتماده لنوبل للسلام، لكونه حرك المشهد الفلسطيني الخليجي».

كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حصد في انتخابات 2016 أصوات 81% من الناخبين الإنجيليين، طبقًا لاستطلاعات مركز «بيو» للأبحاث، لذا يعود انتصاره الانتخابي وفوزه بالبيت الأبيض إلى أصوات الإنجيليين بالأساس، بحسب المركز الأمريكي.

إدارة ترامب في مأزق

ويرى المحلل السياسي، محمود السناوي، أن «الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أجاد اللعب على وتر استقطاب قطاع كبير من الناخبين الأمريكيين عبر ملف التطبيع الإسرائيلي الخليجي، وحصد مكاسب اقتصادية للجانب الإسرائيلي، لكنه رغم ذلك لا يزال في مأزق، لاسيما في ظل اقتراب أو تقدم منافسه الديمقراطي، بايدن في استطلاعات الرأي الأخيرة، إذ أظهر استطلاع أجرته قناة «CBS» الأمريكية تقدم بايدن على ترامب بفارق 10 نقاط، بعدما أبدى 52 % من المصوتين أنهم مستعدون لدعم بايدن، في مقابل 42% فقط أبدوا نيتهم في التصويت لترامب».

وأشار «السناوي» إلى أنه «رغم تصعيد ترامب ملف العقوبات على إيران ورغم تحريكه المياه الراكدة في العديد من ملفات السياسة الخارجية، إلا أن قاعدته التصويتية لا تزال تسير على قدم وساق، لاسيما في ظل فشله في إدارة ملف كورونا وتأجيجه للصراعات الإثنية، فضلًا عن إعلان عدد من رموز الحزب الجمهوري دعمهم لمنافسه الديمقراطي، جو بايدن، كوزير الخارجية الأسبق كولن باول، وحاكم ولاية هايو السابق، جون كيسيك، والسيناتور، ميت رومي».

كفّة دونالد ترامب لا تزال الأرجح

على الجانب الأخر، يرى المحلل السياسي، ماك شرقاوي، أن «كفّة المرشح الجمهوري، دونالد ترامب لا تزال الأرجح، وأنه ليس من المنطقي الاحتكام إلى استطلاعات الرأي التي سبق وضللت الناخب الأمريكي حين أظهرت تقدم هيلاري كلينتون على ترامب في انتخابات 2016، لاسيما في ظل ملاحقة بايدن بالعديد من الأمور القضائية كاتهامه بالتحرش، واتهام نجله بقضايا فساد أثناء فترة عمله بأوكرانيا»، مشيرًا إلى أن «سعي ترامب في ملف تطبيع العلاقات الإسرائيلية الخليجية، أو العقوبات الإيرانية ليس إلا تحريكًا للمياه الراكدة في برنامج بدأه منذ توليه الرئاسة الأمريكية، وليست ملفات صنيعة شهور للدعاية الانتخابية كما يرى البعض، فالناخب الأمريكي يولي اهتمامه للملف الاقتصادي الذي أجادت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب إدارته، بتخفيضها نسب البطالة وتحقيقها أيضًا نموًا في الناتج المحلي الإجمالي».

المصري اليوم